اعلن النظام السوري رسميا مشاركته في مؤتمر جنيف2 من أجل التوصل إلي حل سلمي للازمة التي تشهدها البلاد منذ ما يقرب من ثلاثة أعوام. وذكرت الوكالة العربية السورية الرسمية للأنباء إن السلطات السورية ستشارك في المؤتمر المزمع عقده في يناير بهدف حل الصراع السوري إلا أنها ستقاوم أيضا المطالب بتنحي الرئيس بشار الأسد, ونقلت الوكالة عن مصدر بوزارة الخارجية ردا علي المطالب الفرنسية والبريطانية بضرورة ألا يكون هناك دور للأسد في أي حكومة انتقالية قوله ان عهود الاستعمار وما كانت تفعله من تنصيب حكومات وعزلها قد ولت إلي غير رجعة,وان وزارة الخارجية والمغتربين تؤكد أن الوفد السوري الرسمي ذاهب إلي جنيف ليس من أجل تسليم السلطة لأحد. وأضاف المصدر أن وفد الحكومة السورية في محادثات جنيف سيكون محملا بمطالب الشعب السوري وفي مقدمتها القضاء علي الإرهاب في إشارة إلي المعارك الدائرة مع مقاتلي المعارضة الذين يسعون للاطاحة بالأسد. ومن جانبه, قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن الجهات التي تحاول طرح شروط لعقد جنيف2 تسعي أساسا إلي تأجيله أو حتي إجهاضه, مشددا علي ضرورة عقد المؤتمر دون شروط مسبقة. وفي الوقت نفسه أكد ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسي أن ممثلين عن العراق والأردن ولبنان وتركيا سيشاركون في التحضير لجنيف2, وأن المؤتمر سيعقد علي مستوي وزراء خارجية30 دولة,وقال بوجدانوف لقناة روسيا اليوم إن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيرأس وفد بلاده في المؤتمر دون مشاركة للرئيس بشار الأسد. وشدد علي ضرورة أن يجلس الطرفان إلي طاولة المفاوضات وأن يكون العنوان الرئيسي للمؤتمر هو التوافق, وأن تكون لقراراته قوة قانونية مشددا علي ضرورة تمثيل الجميع في جنيف, وأكد أن أطراف المعارضة التي التقاها أكدت له عدم وجود خيار سوي الحل السلمي, وأنه لا يوجد ما يمنع مشاركة المعارضة المسلحة في المؤتمر إذا أبدت استعدادها للالتزام بالعملية السلمية,مشيرا إلي أن مشاركة الإيرانيين في المؤتمر ستكون هامة لصياغة حلول للأزمة السورية, رغم أن واشنطن لا تزال تبدي بعض الشكوك حول مشاركة ايران حسب قوله. وفي تطور اخر كشف بدر جاموس الأمين العام للائتلاف الوطني السوري المعارض عن محادثات أجراها وفد الائتلاف في جنيف مع ويندي شيرمان وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية,وقال جاموس إن اللقاء الذي استغرق حوالي الساعتين كان واضحا وصريحا وتم بحث مختلف القضايا المتعلقة بالوضع السوري فيه لا سيما أوضاع الداخل, بالاضافة إلي مؤتمر جنيف ورمزية الإعلان عن موعد عقد المؤتمر بعد التسوية الأمريكيةالإيرانية, ووفقا لمصادر من داخل الاجتماع فإن وفد الائتلاف طرح كل الأفكار التي يطرحها الشعب السوري والمخاوف من مؤتمر جنيف. وأكد جاموس أن وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية قدمت تأكيدات بأن واشنطن تدعم الشعب السوري وستزيد من مساعداتها له وأنها تسعي جاهدة إلي وقف نزيف الدم وأنه لا صفقات أو مقايضات بين الملفين السوري والإيراني وأن أي تسوية بين إيران والمجتمع الدولي هي ليست علي حساب السوريين. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه الجبهة الإسلامية التحالف الجديد لجماعات مسلحة معارضة في سوريا عن رفضه لإقامة دولة مدنية في سوريا وللديمقراطية وبرلماناتها لأنها تقوم علي أساس أن التشريع حق للشعب عبر مؤسساتها التمثيلية بينما في الإسلام إن الحكم إلا لله, وفقا للجبهة. وتعهدت الجبهة في بيان لها أوردته شبكة سكاي نيوز بحماية حقوق الأقليات في ظل الشريعة وإقامة نظام حكم في البلاد أساسه الشوري, وأضافت الجبهة إنها تكوين عسكري سياسي اجتماعي إسلامي شامل يهدف إلي إسقاط النظام الأسدي في سوريا إسقاطا كاملا وبناء دولة إسلامية. وجاء في البيان إن السيادة في هذه الدولة ستكون لشرع الله.. وحده مرجعا وحاكما وموجها وناظما لتصرفات الفرد والمجتمع والدولة مؤكدة رفضها العلمانية والدولة المدنية. يشار إلي أن الجبهة مكونة من لواء التوحيد وحركة أحرار الشام وجيش الإسلام, بالإضافة إلي ألوية صقور الشام ولواء الحق وكتائب أنصار الشام والجبهة الإسلامية الكردية.