طالب الدكتور عباس شومان, وكيل الأزهر, قوات الأمن والجيش بأن تستخدم ما هو ضروري لدفع شر الإرهابيين وتحقيق الأمن لجنودها وللمواطنين أيا كانت انتماءاتهم. موضحا أنه لا يقبل مثل هذه الأعمال الإجرامية لا مع الجنود أو النصاري أو أي من أبناء الوطن, وهذا أمر تدينه الشريعة الإسلامية ومن يقره يعامل بالحديد والنار لدفع شره عن المجتمع. وأوضح الدكتور أحمد عمر هاشم, عضو هيئة كبار العلماء, أن المجندين وأفراد الجيش والشرطة, شهداء في سبيل الحق والواجب وسبيل الله, أما الذين يرتكبون معهم هذه الجرائم النكراء فهم بفعلهم واستحلالهم, خرجوا عن ملة الإسلام لأن الرسول قال لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض, ولقد حذر الإسلام من العدوان ومن الإرهاب حتي مع غير المسلم لأنه جريمة نكراء وقد حرم الإسلام مجرد أن يشير الإنسان إلي الإنسان بالسلاح, أو بحديدة لقوله, صلي الله عليه وسلم:( من أشار إلي أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتي يدعها, وإن كان أخاه لأبيه وأمه). وفي سياق متصل أوضح الدكتور زكي محمد عثمان, أستاذ الثقافة الإسلامية, بكلية الدعوة, أن استهداف رموز أمنية أو منشآت عسكرية خيانة لله وللوطن تستحق أقصي عقوبة, بل وتستوجب تطبيق حد الحرابة علي المجرمين دون هوادة, لأن ذلك يجعل بلادنا مخترقة ويجعلنا لقمة سائغة لأعدائنا ينالون منا كيفما شاءوا ووقتما شاءوا. وأضاف: أن الإسلام شدد علي حرمة الدماء وعظم مكانة النفس الإنسانية ودعا لاحترامها والحفاظ عليها في أكثر من موضع, حتي وإن كانت غير مسلمة, كما أعلي الإسلام أيضا من مكانة من يبيتون في حراسة الوطن وجعل عملهم هذا من الأسباب التي تدخلهم إلي الجنة, ومن ثم فتقدير العين الساهرة, من الجيش والشرطة, التي أخذت علي عاتقها حمايتنا وتأميننا بالداخل أو الخارج واجب لا يستطيع أحد أن ينكره, أو يزايد عليه, والإساءة إليها أيضا جرم ما بعده جرم. من جانبه أكد الدكتور محمد الشحات الجندي, عضو مجمع البحوث الإسلامية وأستاذ الشريعة بكلية الحقوق, أن المعتدي علي قوات الجيش بأي وسيلة من وسائل الاعتداء هو خائن لدينه ووطنه ومنفذ لخطط وأهداف العدو لإضعاف هذا الجيش وصرفه عن مهمته الدينية والوطنية إلي مستنقع الخلافات المذهبية والصراعات السياسية وهو منها براء, فينبغي أن ننظر إلي جيش مصر وقواتها المسلحة علي أنها درع الإسلام وحامية أوطانه, فهم جند الله الذي سيكون مصير كل من يتربص به الخزي والعار والخذلان, وسيرد الله كيده في نحره, لقول الله تبارك وتعالي:( وإن جندنا لهم الغالبون). الجهاد ضد الأعداء ويقول الشيخ أحمد ربيع, إمام وداعية بالأوقاف وعضو مكتب رسالة الأزهر: إنه لا يجب أن يكون هناك اقتتال بين المسلمين وترفع فيه راية الجهاد وإنما يكون الجهاد ضد الأعداء وليس بين أبناء الدين والوطن الواحد, فقد ورد عن الحسن قال: خرجت بسلاحي ليالي الفتنة فاستقبلني أبو بكرة فقال: أين تريد؟ قلت: أريد نصرة ابن عم رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار أخرجه البخاري. أما الشباب الذين غرر بهم وقتلوا فالإثم يقع علي من أضلهم وجعلهم ينجرفون, وهؤلاء القتلي سوف يردون إلي عالم السرائر فيحكم بعلمه الواسع علي ضمائرهم وسرائرهم, وإن كان اكتمال عقولهم وتميزهم يجعلهم يقينا محل مساءلة وحساب تأخذهم بعيدا عن مقامات الشهداء الذين ماتوا لإعلاء الحق وليس لعصبة أو عصبية, مصداقا لقول النبي, صلي الله عليه وسلم: من خرج من الطاعة, وفارق الجماعة فمات, مات ميتة جاهلية, ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة, أو يدعو إلي عصبة, أو ينصر عصبة, فقتل, فقتلة جاهلية, ومن خرج علي أمتي, يضرب برها وفاجرها, ولا يتحاشي من مؤمنها, ولا يفي لذي عهد عهده, فليس مني ولست منه.