في مصر الآن أكثر من15 مليون مصري مصابون بفيروس سي.. الأرقام غير الرسمية تقول ان العدد يقترب من العشرين مليون مصاب.. الفيروس القاتل يلتهم أكباد ملايين المصريين ويحيل حياتهم وحياة أسرهم إلي جحيم.. مضاعفات المرض تنتهي في حالات كثيرة بتليف الكبد واصابته بالسرطان. ومع طرح30 عقارا جديدا لعلاج المرضي أصبح هناك أمل في انقاذ حياة ملايين المصريين لكن المشكلة أن العلاجات الجديدة مرتفعة الثمن بدرجة تفوق قدرات محدودي الدخل.. الجرعة الواحدة تصل تكلفتها إلي ما يعادل1000 جنيه.. مما يجعل العلاجات الجديدة للأغنياء فقط. الأرقام تقول إن50% من المصابين بفيروس سي في مصر يلزمهم زراعة كبد.. ومع رفض المجتمع لفكرة زرع الأعضاء.. فمازال قانون زراعة الأعضاء حبرا علي ورق, كما أن عمليات زراعة الكبد مازالت مقصورة علي تبرعات الأقارب فقط. والسؤال: من ينقذ مرضي الكبد في مصر؟! ملايين المصريين يعانون من مرض فيروس سي الذي يلتهم أكبادهم وتصل مضاعفاته الي تليف الكبد واصابته بالسرطان والفشل ولا يكون هناك بديل عن زراعة كبد وهي عملية مكلفة للغاية وتحيط بها مشكلات منها توفير متبرع مناسب, ولكن الأمل لايزال يراود المرضي وذويهم, وهناك الكثير من العلماء ومراكز البحوث المتخصصة في مصر والعالم تهتم بالوصول الي علاج يمنع وصول المرض الي مراحل حرجة. أخيرا أعلن مؤتمر الجمعية الامريكية لدراسة امراض الكبد عن ظهور30 عقارا جديدا للقضاء علي فيروس سي عن طريق تناول اقراص بالفم, وخلال فترة تتراوح بين8 اسابيع و12 اسبوعا. بداية يقول الدكتور يحيي الشاذلي, أستاذ ورئيس قسم الجهاز الهضمي والكبد والمناظير بكلية طب جامعة عين شمس: إن علاجات فيروس سي الجديدة تمنع حدوث التليف, وسرطان الكبد, وفشل الكبد, وتقلل احتمال زراعة الكبد والوفيات. ويقول: إن هناك عشرات العلاجات الجديدة للقضاء علي فيروس سي و جميعها تؤخذ بالفم, وكلها بمعدل قرص واحد يوميا, وهذه الادوية مجموعتان الاولي لها علاقة بالنوع الجيني للفيروس بمعني انها تكون فعالة للنوع الاول من الفيروس سي مثل البوسيبريفير, و التيلابريفير, وتلك لا تعمل علي الانواع الجينية الاخري من الفيروسات, والمجموعة الاولي هي مضادة للفيروسات وتعمل علي انزيم يسمي بروتيز وهذا الانزيم يختلف من نوع لاخر من الانواع الجينية لفيروس سي ولذلك هو فعال علي النوع الاول فقط. والمجموعة الثانية من الادوية تعمل علي جميع الانواع الجينية بما فيها النوع الرابع المنتشر في مصر, وتعمل علي انزيم بوليميريز وهو انزيم مشترك في كل الانواع الجينيه ولذلك يصلح لكل الانواع, ومن بينهم سوفوسبيوفير واستخدام هذا العلاج الثلاثي لمدة12 اسبوعا يحدث شفاء نهائيا في النوع الرابع المنتشر في مصر بنسبة98%. وهذا يعني ان مدة العلاج انخفضت بنسبة الربع ونسبة الشفاء ارتفعت الي الضعف. وقد اثبتت الدراسات التي اجريت بالولايات المتحدةالامريكية علي27 مريضا بفيروس سي من النوع الرابع المنتشر في مصر واظهرت النتائج شفاء26 مريضا تماما من27 حالة. وفي دراسة علي مصريين في امريكا علي مجموعتين3 أشهر و6 أشهر الاولي مع ريبا فيرن بدون إنترفيورن نسبة الشفاء في المجموعة الاولي12 اسبوعا بلغت79%, وبعد6 أشهر بلغت100%. وهناك بحث ثان اثبت ان استخدام هذا الدواء مع عقار جديد آخر يدعي داكلاتسفير لمدة12 اسبوعا في40 مريضا بالنوع الرابع ليس لديهم تليف في الكبد بلغت نسبة الشفاء100%. بعد6 إشهر من انتهاء العلاج. وقد تم تجربة السوفسبريفير مع الريبافيرن في مصر علي100 مريض واظهرت النتائج الاولية بعد انتهاء مدة العلاج وقبل مرور6 أشهر شفاء98% من المرض. ويطالب الدكتور هشام الخياط وزارة الصحة المصرية والمنظمات غير الحكومية المصرية التي ترعي حق المريض بالتعاون مع الجمعيات العلمية للكبد في مصر بان تبدأ من الآن وبأقصي جهد وسرعة, للضغط علي الشركات العالمية في تخفيض سعر هذه الأدوية عند تسجيلها في مصر, وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية, أسوة بما حدث من قبل في أدوية الإيدز عند طرحها في جنوب إفريقيا والهند.. ومن جانبه يقول الدكتور جمال شيحة استاذ امراض الكبد بطب المنصورة: إن عصر علاج فيروس سي بدون استخدام الانترفيرون بدأ منذ أيام معدودة بعد اعتماد اليابان علاج فيروس سي في النوع الاول بعقارين من الجيل الثاني يصلحان لعلاج كل الانواع يتم اعطاؤهما بالفم مرة واحدة في اليوم بنسبة نجاح تصل الي90% وبدون آثار جانبية تذكر. وأشار إلي أنه تجري حاليا دراسة متعددة المراكز علي الدواء في علاج النوع الرابع للمصريين وسوف تنتهي التجارب الاكلينيكية في شهر ابريل المقبل, والنتائج المبدئية مشجعة للغاية حيث يتوقع ان تكون نسبة الشفاء تفوق90% اذا تم اخذه لمدة6 أشهر وبدون انترفيرون ولكن مع علاج ريبافيرون. ويقول رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية بوزارة الصحة واستاذ علاج امراض الكبد الدكتور وحيد دوس: إن هناك ثورة في علاج فيروس سي لدرجة ان الاطباء غير مصدقين للنتائج حتي الآن, حيث ظهرت علاجات تؤخذ بالفم لمدة3 أو6 أشهر واوضح أن كل دول العالم في المؤتمر اشادت بتجربة مصر في تخفيض اعداد العدوي وتخفيض الادوية وعلاج اعداد كبيرة بعد ان اصبح متاحا لكل مصري يحتاج اليه علي نفقة الدولة وبالفعل تم علاج300 الف مصري وبنسبة شفاء60% عن طريق الانترفيرون طويل المفعول والريبافيرن, ولكن هذا لم يصبح العلاج الامثل. وقال: إنه يتوافر دواء يشفي في أول3 أشهر ونسبة نجاحة فوق90% ويؤخذ بالفم, وهناك ادوية تشير النتائج إلي أنها تحقق الشفاء في8 اسابيع فقط. والادوية الجديدة لم تعتمد كلها بعد, واملنا في مصر في دواء اسمه سوفوسبيوفير واخترعه عالم مصري, وهذا الدواء مع الانترفيرون نسبة نجاحة100% في علاج لمدة3 أشهر, ويمكن استخدامه في العلاج لمدة6 أشهر بدون الانترفيرون ويوم8 ديسمبر سوف تعلن ادارة الغذاء والدواء الامريكية تسجيله. وأكد الدكتور جمال عصمت عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية بوزارة الصحة واستاذ الجهاز الهضمي والكبد ونائب رئيس جامعة القاهرة ان نتائج الدراسات الحديثة اظهرت ان15% من مرضي فيروس سي ممن يطلق عليهم مدمني العلاج بالحقن بدلا من تناول الادوية بالفم, يشكلون مصدر العدوي بفيروس سي ل70% من الحالات الجديدة سنويا.. مشيرا الي ان هناك خططا موضوعة للبدء بعلاج هؤلاء المرضي الذين يتسببون في القدر الأكبر من نقل العدوي في المجتمع المصري باستخدام الادوية الحديثة. وقال: إن منظمة الصحة العالمية, والتحالف الدولي لدعم مرضي فيروس سي يدعمون مشكلة فيروس سي في مصر, حيث يشكلون ضغطا علي الشركات الاجنبية صاحبة اختراع الادوية الجديدة للقضاء علي فيروس سي, وهناك محاولات لتوفير تلك الادوية بسعر مناسب لعلاج كل المصابين بفيروس سي في فترة زمنية قصيرة. واضاف بان الدواء الحديث يجب الا يزيد سعره علي15 ألف جنيه, وذلك ليعادل الادوية المتوفرة حاليا حتي يمكن للمشروع القومي لمكافحة الفيروسات الكبدية ان تعتمده وتبدأ العلاج به.