مع انتهاء هوجة تصفيات إفريقيا المؤهلة لنهائيات كأس العالم في البرازيل..2014 طرح الخبراء تساؤلا يساوي مليون دولار علي حد وصفهم وهو.. هل هناك منتخب إفريقي قادر علي الفوز بلقب المونديال؟.. خاصة أن هذا السؤال يتردد منذ تألق المنتخب الكاميروني في نهائيات ايطاليا1990 وخروجه بصعوبة من دور الثمانية. وجاء رد النجم الكاميروني السابق العجوز روجيه ميلا وقتها انتظروا حتي تروا منتخب غانا.. وان كان هذا الكلام تأخر16 عاما حيث حصل المنتخب الغاني منذ ذلك الوقت علي بطولة العالم للناشئين تحت17 سنة مرتين ووصيف مونديال الشباب نفس العدد أيضا, بالإضافة إلي انه أول منتخب إفريقي يحصل علي ميدالية اوليمبية. وحرص الخبراء علي استعراض مشاركات المنتخبات الافريقية في نهائيات كأس العالم بداية من1982, او بداية عصر النهضة كما وصفوه حيث أشاروا الي المنتخب الجزائري بقيادة نجومه المميزين من أمثال الأخضر باللومي وعلي فرجاني ورباح ماجر الذي نجح في المنافسة علي بطاقة الصعود الي دور الثمانية خاصة بعد فوزه التاريخي علي المانيا الغربية بهدفين مقابل هدف, لولا المؤامرة التي حدثت بين الألمان والنمسا للإطاحة به في المباراة الأخيرة في المجموعة بينهما. كما شهدت البطولة نقسها مشاركة اسود الكاميرون الذين خرجوا بفارق هدف واحد عن المنتخب الايطالي بعد التعادل في رصيد النقاط. وفي نهائيات1986.. كان اسود الأطلسي أو منتخب المغرب موجودا بقوة حيث كان اول ممثل في القارة الافريقية يصعد إلي الدور الثاني من البطولة ولكنه خرج بالخسارة أمام ألمانياالغربية بصعوبة بهدف للاشيء. بينما لم يكن نظيره الجزائري علي نفس الصورة وودع المنافسات مبكرا من الدور الأول. أما بطولة1990 في ايطاليا.. فقد حملت اسم ميلا لدرجة انه أطلق عليها ميلا شو, حيث تألق وكان سببا رئيسيا في صعود الأسود للمرة الأولي في تاريخ القارة السمراء إلي دور الثمانية, وساعده في ذلك مجموعة من النجوم المميزين من أمثال كوندي ونكونو والأخوين فرانسوا وأندريه بيك, ولم يتوقع احد الصورة الرائعة للأسود إلي أن خرج من دور الثمانية أمام نظيره الانجليزي. وشارك منتخب مصر في نفس النهائيات واكتفي بالخروج من الدور الأول علي الرغم من أدائه المميز في المباراة الأولي أمام هولندا بطل أوروبا وقتها, وتعادله معها ثم التعادل بعد ذلك مع ايرلندا ولكن هزيمته امام انجلترا في المباراة الثالثة أنهت آماله في الصعود.. وكان الدرس الذي خرج به ممثلا أفريقيا انه علي الرغم من توافر الموهبة ولكن لابد من التنظيم والإدراك الخططي في التعامل مع المنافس. وجاءت نهائيات1994 في أمريكا لتشهد صحوة من النسور الخضراء ولكنها لم تستمر طويلا.. فقد قدم الفريق بقيادة نجمه المخضرم الراحل رشيدي يكيني تابلوها رائعا ولكنه سقط في الدور الثاني أمام الازوري الايطالي, وودع المسابقة مبكرا. ولم يكن منتخبا الكاميرون والمغرب في نفس البطولة أفضل حالا فقد خرج كل منهما من الدور الأول ولم يقدم أيهما ما يشفع له للاستمرار في المسابقة. شهدت النهائيات التالية في فرنسا عام1998 صعود منتخب المغرب الي الدور الثاني بقيادة نجومه من أمثال صلاح الدين بصير ومصطفي حجي, في حين لم يحالف التوفيق كلا من جنوب افريقيا في أول مشاركة لها وأيضا نيجيرياوالكاميرون. وفي نهائيات2002 في كوريا الجنوبية واليابان.. كانت الإطلالة الأولي للسنغال حيث جاءت بداية المنتخب رائعة بقيادة الحاج ضيوف وخليلو فاديجا وهنري كامارا بالفوز علي نظيره الفرنسي حامل اللقب بهدف للاشيء, ونجح في الصعود إلي دور الثمانية ولكنه خرج امام تركيا... كما لم ينجح اولاد جنوب أفريقيا في عبور الدور الثاني بعد خسارتهم بصعوبة امام اسبانيا بثلاثة أهداف مقابل هدفين.. بينما لم يكن نسور نيجيريا علي نفس القدر من النجاح وودعوا البطولة من الدور الأول بحصولهم علي نقطة واحدة, وهو نفس مصير نسور قرطاج وأيضا اسود الكاميرون. وفي مونديال..2006 سطع نجم المنتخب الغاني بعد سنوات من الانتظار وشاركت معه منتخبات كوت ديفوار وانجولا وتوجو وتونس.. وكانت بطاقة الدور الثاني من نصيب غانا وتونس في حين خرج الآخرون من الدور الاول. وجاءت نهائيات2010 لتكون علي موعد مع تألق رائع للنجوم السمراء.. فقد كان الفريق قاب قوسين او أدني من الصعود للمربع الذهبي لولا عدم توفيق لاعبيه في ركلات الترجيح أمام اوروجواي في دور الثمانية, بينما أخفق ممثلو القارة السمراء الآخرون في الإعلان عن أنفسهم وهم كوت ديفوار ونيجيريا والجزائر والكاميرون وخرجوا مبكرا,