وسط مخاوف من تجدد أعمال العنف أعلنت السلطات الليبية الليلة قبل الماضية حالة الطواريء في العاصمة طرابلس لمدة48 ساعة, وذلك في ظل تجدد أعمال العنف حيث قتل ستة أشخاص في اشتباكات بين مسلحي مصراتة وتاجوراء, شرقي طرابلس, بينما دعت واشنطن كل الأطراف إلي ضبط النفس. وقالت مصادر في طرابلس لمراسل الأهرام بأنه تم إغلاق الطريق الساحلي بين طرابلس وتاجوراء, وانتشار آليات ثقيلة ومضادات الطائرات. ويأتي ذلك بعد سقوط أكثر من43 قتيلا, وأكثر من490 جريحا, إثر إطلاق مسلحين النار علي متظاهرين في طرابلس. ومن جانبه, أعلن اتحاد كليات جامعة طرابلس العصيان المدني إلي أن يستتب الأمن بالعاصمة. كما أعلن مجلس طرابلس المحلي إضرابا عاما في العاصمة الليبية لمدة ثلاثة أيام حدادا علي أرواح الشهداء. وقال المجلس المحلي لطرابلس في بيان إنه أعلن عن إضراب عام في مختلف مناطق طرابلس الكبري في كل القطاعات العامة والخاصة, ما عدا المرافق الصحية والمخابز والصيدليات ومحطات البنزين, حدادا علي أرواح أبناء ليبيا وتضامنا مع أهاليهم, وذلك لمدة3 أيام اعتبارا من يوم أمس. وكانت مواجهات مسلحة جديدة اندلعت أمس الأول في الضاحية الشرقيةلطرابلس, حيث تمكن مسلحون من منع عناصر من مليشيا مصراتة من دخول المدينة للانتقام لرفاق لهم قتلوا خلال مواجهات الجمعة الماضية. وفي واشنطن, قال جون كيري وزير الخارجية الأمريكية في بيان ندين استخدام العنف بكل أشكاله وندعو كل الأطراف إلي ضبط النفس وإعادة الهدوء. وأضاف أن الليبيين قاموا بثورتهم لإقامة نظام ديموقراطي يمكنهم من خلاله إسماع صوتهم بطريقة سلمية, مشيرا إلي أنه لا مكان لمثل هذا العنف في ليبيا.كما اعتبر كيري ان سلطات ليبيا وشعبها يواجهون تحديات كبيرة في عملية انتقالهم الديموقراطي, لكن الدماء الكثيرة التي سالت والارواح التي أزهقت لا تسمح بالعودة الي الوراء, مؤكدا دعم الولاياتالمتحدة لليبيا. ومن جانبها, أدانت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا أعمال العنف الدامية التي شهدتها العاصمة طرابلس داعية الي وقفها فورا. كما أدانت الحكومة البريطانية أعمال العنف في طرابلس, ودعت السلطات الليبية الي توقيف المسئولين عن عمليات القتل الأخيرة وتقديمهم إلي العدالة. وتسود مخاوف شديدة بين السكان في طرابلس من تجدد أعمال العنف بسبب التحريض في المساجد والمنابر الاعلامية وفي الساحات, ومع تصاعد الصراع السياسي بين الكتل والكيانات الليبية, وسمع دوي إطلاق نار وأصوات مدافع ثقيلة في مداخل العاصمة الشرقية والجنوبية مغلقة, بينما أغلق الطريق السريع الواصل بين طرابلس وتاجوراء. وأوضح النائب العام عبد القادر رضوان أمس أنه كلف المحامي العام وأعضاء النيابة بمتابعة أحداث غرغور والتحقيق فيها, مؤكدا رصد الغرفة الأمنية التابعة لمكتبه للأحداث عن قرب. ومن جهته طالب رئيس الحكومة المؤقتة علي زيدان الكتائب المسلحة بعدم الدخول إلي مدينة طرابلس بسبب ما تشهده المدينة والمدخل الشرقي لمنطقة تاجوراء من مواجهات مسلحة. وذكر رئيس الوزراء علي زيدان في مؤتمر صحفي أن وزير العمل يسعي لتهدئة الوضع بين الأطراف المتنازعة في تاجوراء, مؤكدا أنه سيتحسن خلال الأيام المقبلة. وتباينت الروايات بشأن الدوافع وراء المظاهرات التي دعا إليها المجلس المحلي طرابلس وعدد من خطباء المساجد, والتي خرجت علي إثرها جموع من سكان المدينة.