لا يمكن أن يكتمل الحديث عن حرب أكتوبر المجيدة والنصر العظيم الذي حققته قواتنا المسلحة في ملحمة العبور, دون أن نتحدث عن أضخم مقبرة في تاريخ الجيش الإسرائيلي, وذلك طبقا لما ورد في تقرير لجنة أجرانات الإسرائيلية التي كلفت بالتحقيق في أسباب الهزيمة الإسرائيلية في حرب أكتوبر حيث كشف التقرير حجم الثمن الباهظ الذي دفعته إسرائيل لمغامرة ثغرة الدفرسوار منذ يوم5 أكتوبر وحتي وقف إطلاق النار يوم24 أكتوبر. نعم إن أضخم مقبرة في تاريخ الجيش الإسرائيلي كانت حول المزرعة الصينية ذلك الموقع المصري الحصين الذي يقع إلي الشرق من خط السكك الحديدية الموازي لقناة السويس علي الضفة الشرقية, وفي المنطقة الموازية لعنق البحيرات المرة.. ولم يكن الحصن المصري شبيها بقلاع خط بارليف, وإنما عدة مبان كانت تستخدم قبل حرب1967 كمحطة تجارب زراعية مصرية بالمساهمة مع اليابان التي أوفدت بعض خبرائها, وكانت بعض جدران المنازل تحمل عناوين باللغة اليابانية.. ولعل هذا هو السبب الذي دعا الإسرائيليين إلي الاعتقاد بعد حرب يونيو1967 بأن هذه الكتابة اليابانية ما هي إلا كتابة صينية واصطلحوا علي تسمية المكان باسم المزرعة الصينية. وطبقا لما ذكره الجنرال أرييل شارون قائد القوات الإسرائيلية في هذه المعركة فقد كانت المعركة في المزرعة الصينية دامية ومميتة واندحرت أكثر من مرة القوات الإسرائيلية المدرعة التي حاولت الانقضاض علي الخطوط المصرية وهي تتكبد خسائر فادحة.. ويستطرد شارون قائلا: وحتي عندما فكرنا في استخدام المظليين بدلا من المدرعات للدخول إلي هذا الموقع المصري بعملية انتحارية من أجل السيطرة عليه فقد كنت عزوفا عن سماع حجم الخسائر التي لحقت بنا بفعل التجهيزات المصرية المضادة للدبابات! خير الكلام: الأرض الصلبة تحتاج إلي محراث ثقيل! لمزيد من مقالات مرسى عطا الله