من ملفات أكتوبر.. حتي يتذكر من نسي: مع بداية حرب أكتوبر عاد الجنرال أرييل شارون (أحد صقور اليمين الإسرائيلي) إلي الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي تحت قيادة "جونين" الذي كان مرءوسا له في القيادة الجنوبية أي في الجبهة مع مصر قبل استقالته.. ومنذ اللحظة الأولي اختلف شارون مع رئيسه المباشر الجنرال "شمويل جونين" واشتد الخلاف بينهما حتي أدي إلي انهيار جونين وإصابته بحالة "اكتئاب" لم تنفع معها كل النصائح المقدمة إليه. خلال تلك الفترة قام شارون بثلاث هجمات مضادة ضد القوات المصرية انتهت كلها بهزائم متتالية لقواته، واحتلال القوات المصرية مقر قيادته المتقدمة، ومركز قيادة وسط سيناء في تل "كاتب الخيل". بعد تلك الهزائم أصدر شارون أوامره بهجوم مركز مضاد بالمدرعات والدبابات ضد القوات المصرية في الضفة الشرقية للقناة خاصة في منطقة القنطرة شرق.. وهو ما تسبب في تلقي إسرائيل هزيمة ساحقة في هذا الهجوم الذي انتهي بتدمير كل اللواء رقم 190 وأسر قائده "عساف ياجوري". بعد هذه الهزيمة الساحقة أقيل الجنرال جونين من منصبه كقائد للجبهة، وأسندت المهمة لحاييم بارليف. تؤكد بعض التسجيلات النادرة والفريدة من نوعها والتي استمعت إليها لجنة التحقيق الخاصة بهزيمة إسرائيل في حرب أكتوبر (أجرانات) أن شارون نفسه هو الذي أبلغ القوات الإسرائيلية المحاصرة في بعض النقاط الحصينة بخط بارليف بأن القوات الإسرائيلية تحت قيادته لا تستطيع أن تقدم لهم أية معونة، وأن الأمر متروك لهم ليسلموا أنفسهم للقوات المصرية أو يحاولوا التسلل إلي الخطوط الإسرائيلية إن أمكنهم ذلك. عن عملية "الثغرة" في منطقة الدفرسوار أو المغامرة التي كلفت إسرائيل ثمنا باهظا من الرجال والعتاد.. أكدت القيادة العليا الإسرائيلية أنها أصدرت أوامرها ثلاث مرات متتالية بالانسحاب من "الجيب" الإسرائيلي في غرب القناة وذلك بسبب الخسائر الفادحة الناتجة عن مغامرة الجنرال شارون الذي قام بدوره بتجاهل هذا الأمر..! أكدت شهادة بعض العسكريين الذين شاركوا في تلك المغامرة أمام لجنة "أجرانات" أن منطقة عبور القوات الإسرائيلية "الثغرة" كانت أشبه بجهنم، فالمصريون كانوا يدمرون كل شيء يتحرك من الجانب الإسرائيلي، وكان الجنود الإسرائيليون في هذه المنطقة هدفا سهلا للمدفعية المصرية، كما كانوا هدفا واضحا للطائرات المصرية القاذفة والمقاتلة. أكدت هذه الاعترافات فشل المغامرة التلفزيونية، فقد أصبحت قوات الثغرة الإسرائيلية رهائن تحت تصرف القوات المصرية، كما فشلت تلك الورقة سياسيا بعد أن أسرعت إسرائيل بسحب قواتها إلي عمق سيناء دون أي مقابل، ولكن برز اسم شارون ليصبح بطل الهزيمة الأولي لإسرائيل..!!