أضحك كثيرا عندما نصر نحن المصريين علي تسمية القطن بالذهب الأبيض وكأننا مازلنا نعيش في الماضي ولا نعرف الحقيقة فالسليم ان يقال عليه الذهب الذي كان ابيض أو الأبيض الذي كان ذهبا مثلا. ودعني أذكر أن الذي ادخل زراعته في مصر كان محمد علي باشا وكانت المساحة التي تزرع به إلي وقت قريب مليون فدان والآن أصبحت نحو300 ألف فدان وبالتالي باعت محالج القطن كثيرا من محالجها وأصبحت أرض بناء. والمساحة المزروعة بالوجه القبلي كله من الفيوم حتي سوهاج22 ألف فدان وكان الزعيم الراحل جمال عبدالناصر قد انشأ في كل محافظة مصنعا للغزل- انظر ماذا كانت تستوعب من العمالة- واصبحت الآن إما خرابات أو اراض تم تقسيمها إلي ارض بناء, وبعد ان كانت الكمية الناتجة تغطي التصدير للخارج وكذا تشغيل المصانع المحلية وكان وقتها فعلا الذهب الأبيض اصبحنا للاسف نستورد القطن من الخارج جهارا نهارا ولانخفاض الكمية المعروضة لصغر المساحة المزروعة ارتفعت أسعاره الداخلية إلي ارقام خيالية وهذا في مصلحة الفلاح بلا شك. وهناك مشكلة تحدث الآن وهي أن مصانع الغزل ترفض التعامل مع القطن المصري, وذلك لارتفاع ثمنه بالنسبة لها وتعوض ذلك بالتصدير المفتوح أمامها. أما بالنسبة لشركات الوجه القبلي حيث لا تفتح امامها باب التصدير وشركات الغزل المصرية ترفعه شراء الاقطان المصرية لارتفاع الثمن بالنسبة لها فهي تقوم باستيراد اقطان من الخارج وذلك لانخفاض سعرها عن القطن المحلي وهذا شيء غريب وعجيب. أري أن الحل الواجب هو ان تفرض الدولة رسوما علي القطن المستورد حتي يقترب ثمنه وتكاليفه من ثمن القطن المحلي مهما صغرت كميته أو أن يصدر المسئولون تعليمات بعدم استيراد الاقطان من الخارج حتي تنتهي كل الاقطان المصرية من السوق مهما صغرت كمياتها, ثم تسمح بعد ذلك بالاستيراد.. مطلوب نظرة من المسئولين بالزراعة والاستثمار. حسن محمد صادق خبير أقطان بالوجه القبلي