إعلان موعد تلقي أوراق الترشح للانتخابات مجلس النواب اليوم    سعر الذهب في السوق المصري اليوم السبت 4 أكتوبر 2025    مسؤول أمريكي يكشف موعد بحث نزع سلاح حماس بعد الرد على خطة ترامب    نشرة أخبار الطقس| الأرصاد تحذر من أمطار والعظمى 33 في القاهرة و38 بالصعيد    جهود أمنية لكشف لغز وفاة طالبة بشكل غامض أثناء تواجدها في حفل زفاف بالفيوم    اليوم.. محاكمة متهم بالانضمام لجماعة إرهابية في بولاق الدكرور    شهادات البنك الأهلي ذات العائد الشهري.. كم فوائد 100 ألف جنيه شهريًا 2025؟    المتخصصين يجيبون.. هل نحتاج إلى مظلة تشريعية جديدة تحمي قيم المجتمع من جنون الترند؟    سيناريوهات تأهل منتخب مصر ل ثمن نهائي كأس العالم للشباب 2025    يتطلع لاستعادة الانتصارات أمام المحلة| الزمالك ينفي رحيل عواد.. وينهي أزمة المستحقات    الأهلي يسعى لصعق «الكهرباء» في الدوري    هل إجازة 6 أكتوبر 2025 الإثنين أم الخميس؟ قرار الحكومة يحسم الجدل    أسعار الفراخ اليوم السبت 4-10-2025 في بورصة الدواجن.. سعر كيلو الدجاج والكتكوت الأبيض    أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 4 أكتوبر 2025 في الأسواق المصرية    رغم تحذيراتنا المتكررة.. عودة «الحوت الأزرق» ليبتلع ضحية جديدة    الخبراء يحذرون| الذكاء الاصطناعي يهدد سمعة الرموز ويفتح الباب لجرائم الابتزاز والتشهير    في ذكرى حرب أكتوبر 1973.. نجوم ملحمة العبور والنصر    في الدورة ال 33.. أم كلثوم نجمة مهرجان الموسيقى العربية والافتتاح بصوت آمال ماهر    مسلسل ما تراه ليس كما يبدو.. بين البدايات المشوقة والنهايات المرتبكة    رئيس الطائفة الإنجيلية يشهد إطلاق المركز الثقافي بالقاهرة الجديدة    وسائل إعلام فلسطينية: إصابة شابين برصاص الاحتلال خلال اقتحام قلقيلية واعتقال أحدهما    عبد الرحيم علي ينعى خالة الدكتور محمد سامي رئيس جامعة القاهرة    البابا تواضروس: الكنيسة القبطية تستضيف لأول مرة مؤتمر مجلس الكنائس العالمي.. وشبابنا في قلب التنظيم    حرب أكتوبر 1973| اللواء سمير فرج: تلقينا أجمل بلاغات سقوط نقاط خط بارليف    إصابة 7 أشخاص في حادث تصادم بالطريق الدائري بالفيوم    "بالرقم الوطني" خطوات فتح حساب بنك الخرطوم 2025 أونلاين عبر الموقع الرسمي    كأس العالم للشباب.. أسامة نبيه يعلن تشكيل منتخب مصر لمواجهة تشيلي    ثبتها حالا.. تردد قناة وناسة بيبي 2025 علي النايل سات وعرب سات لمتابعة برامج الأطفال    «نور عيون أمه».. كيف احتفلت أنغام بعيد ميلاد نجلها عمر؟ (صور)    "أحداث شيقة ومثيرة في انتظارك" موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الموسم السابع على قناة الفجر الجزائرية    مستشفى الهرم ينجح في إنقاذ مريض ستيني من جلطة خطيرة بجذع المخ    اسعار الذهب فى أسيوط اليوم السبت 4102025    بيطري بني سويف تنفذ ندوات بالمدارس للتوعية بمخاطر التعامل مع الكلاب الضالة    تتقاطع مع مشهد دولي يجمع حماس وترامب لأول مرة.. ماذا تعني تصريحات قائد فيلق القدس الإيراني الأخيرة؟    نسرح في زمان".. أغنية حميد الشاعري تزيّن أحداث فيلم "فيها إيه يعني"    الخولي ل "الفجر": معادلة النجاح تبدأ بالموهبة والثقافة    مواقيت الصلاة فى أسيوط اليوم السبت 4102025    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 4-10-2025 في محافظة الأقصر    بعد أشمون، تحذير عاجل ل 3 قرى بمركز تلا في المنوفية بسبب ارتفاع منسوب النيل    هدافو دوري المحترفين بعد انتهاء مباريات الجولة السابعة.. حازم أبوسنة يتصدر    تامر مصطفى يكشف مفاتيح فوز الاتحاد أمام المقاولون العرب في الدوري    حمادة طلبة: التراجع سبب خسارة الزمالك للقمة.. ومباراة غزل المحلة اليوم صعبة    النص الكامل ل بيان حماس حول ردها على خطة ترامب بشأن غزة    احتفاء واسع وخطوة غير مسبوقة.. ماذا فعل ترامب تجاه بيان حماس بشأن خطته لإنهاء حرب غزة؟    تفاعل مع فيديوهات توثق شوارع مصر أثناء فيضان النيل قبل بناء السد العالي: «ذكريات.. كنا بنلعب في الماية»    لبحث الجزر النيلية المعرضة للفيضانات.. تشكيل لجنة طوارئ لقياس منسوب النيل في سوهاج    «عايزين تطلعوه عميل لإسرائيل!».. عمرو أديب يهدد هؤلاء: محدش يقرب من محمد صلاح    "مستقبل وطن" يتكفل بتسكين متضرري غرق أراضي طرح النهر بالمنوفية: من بكرة الصبح هنكون عندهم    تفاصيل موافقة حماس على خطة ترامب لإنهاء الحرب    الرد على ترامب .. أسامة حمدان وموسى ابومرزوق يوضحان بيان "حماس" ومواقع التحفظ فيه    محيط الرقبة «جرس إنذار» لأخطر الأمراض: يتضمن دهونا قد تؤثرا سلبا على «أعضاء حيوية»    عدم وجود مصل عقر الحيوان بوحدة صحية بقنا.. وحالة المسؤولين للتحقيق    ضبط 108 قطع خلال حملات مكثفة لرفع الإشغالات بشوارع الدقهلية    لزيادة الطاقة وبناء العضلات، 9 خيارات صحية لوجبات ما قبل التمرين    الشطة الزيت.. سر الطعم الأصلي للكشري المصري    هل يجب الترتيب بين الصلوات الفائتة؟.. أمين الفتوى يجيب    مواقيت الصلاه في المنيا اليوم الجمعه 3 أكتوبر 2025 اعرفها بدقه    تكريم 700 حافظ لكتاب الله من بينهم 24 خاتم قاموا بتسميعه فى 12 ساعة بقرية شطورة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صراع دائم بين الاجور و الاسعار
المواطن يرفع الراية البيضاء
نشر في الأهرام اليومي يوم 08 - 11 - 2013

طرفان في معادلة معقدة.. احتفظا بمكانتهما علي رأس قائمة أولويات المواطن علي مر الأيام, بينهما قواسم مشتركة فكلاهما لم تنجح السياسات أو الحكومات المتعاقبة في فك شفرة العلاقة الأبدية بينهما ربما لكونهما علي طرفي النقيض, ولكن في نفس الوقت يلهث كل منهما وراء الآخر في صراع مستمر. وإن كانت حافظة نقود المواطن البسيط تعلن استسلامها أمام الطرف الأقوي وترفع الراية البيضاء من الآن حتي قبل تطبيق الحد الأدني للأجور في يناير المقبل والذي أعلن وزير المالية مؤخرا أنه سوف يكلف الدولة9 مليارات جنيه.. فعلي الجانب الآخر تقف الأسعار منتظرة لحظة الهجوم رغم التأكيد المتكرر أن الحد الأدني لا يعني زيادة في المرتبات, ولكنها لم ولن تستجيب للمحاولات المستميتة لكبح جماحها تحت مسميات مختلفة بتسعيرة جبرية أو استرشادية..
المستهلك بين شقي الرحي
فاطمة مهدي
التوازن بين طرفي معادلة الأسعار والأجور هو معضلة حقيقية وأزمة مزمنة تقع أعباؤها علي كاهل المواطن الذي ضاق بحملها,وتعالت مطالباته بايجاد آليه تمكنه من المعيشة بصورة كريمة وهي أبسط حقوقه وهي الدافع الرئيسي وراء ثورته علي النظام وحكوماته,والتي تلتها الاضرابات المستمرة التي شهدتها كافة قطاعات الدولة, وخلال هذه الفترة هناك بعض المحاولات التي تستهدف احداث التوازن المطلوب سواء من خلال تحديد الحد الادني للاجور 1200 جنيه او من خلال التسعيرة الاسترشادية والتفكير في تطبيق الجبرية, ولكن السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة هل يكفي هذا ؟! ان المشكلة تخيم علي المجتمع وتتصاعد حدتها وتحتاج الي علاج جذري, ونحن بدورنا نقدم اقتراحات الخبراء لعلها تجد صدي لدي المسئولين.
يري الدكتور محمد يوسف رئيس جامعة بني سويف سابقا والخبير الاقتصادي- أن الأجور دالة تتأثر بطبيعة العمل ومهارات وكفاءة القائم بالعمل وكذلك المستوي العلمي والعملي له, ويرتبط الأجر بالإنتاج ارتباطا مباشرا فالأجر هو المقابل للإنتاج وكذلك المصدر الرئيسي لزيادته,وهناك عنصر لا يمكن اغفاله وهو انتاجية الجنيه أجرا للعامل وتجاهله يؤثر سلبيا علي منظومة العمل.. كما يجب أن يحدد كل قطاع الحد الأدني والأقصي للأجر المناسب للعاملين به, بما يضمن حقوق رب العمل والمستثمر والعامل في ضوء الشروط والواجبات المتعاقد عليها, ولا يجب ترك هذه الأمور لمجهودات شخصية وتفاوض بين العاملين والادارة.
إن مشكلة الأجور في مصر تتلخص في عدم وضوح الرؤية,فهناك مجلس قومي للأجور وكثير من الكيانات المعنية بها ولكن بياناتها شحيحة ومتضاربة, بالرغم من أن الأجر يعد قيمة مضافة للاقتصاد ولذلك يجب أن تتضح ملامحه من حيث قيمته النقدية و العينية. ويضيف الدكتور محمد يوسف- أن بداية الإصلاح هي التعامل مع العمالة علي أنها ثروة موارد بشرية, فعلي سبيل المثال هناك10 ملايين عامل بالخارج يحولون20 مليار دولارللبلاد سنويا, ونسبة الشباب من سن18 الي40 عاما تمثل45% من عدد السكان وهي ميزة تنافسية لمصر في مقابل اوروبا القديمة التي لاتزيد هذه النسبة بها علي17%, وهي طاقة عمل قوية يجب توظيفها بشكل يحمي حقوقها وبتوفير دخل مناسب يلبي إحتياجاتها, أما بالنسبة لتحديد الحد الأدني بمبلغ1200 جنيه فلا يجب أن يكون ثابتا لأن نسبة التضخم تتغير كل عام والأسعارتتزايد وبالتالي لا يتمكن الأجر من تغطية تكاليف المأكل والتعليم والصحة والنقل وغيرها من الاحتياجات الاساسية.
ومحاولات تعويض العامل عن الفجوة بين الدخل الشهري والإحتياجات المعيشية من خلال الصناديق الخاصة والإجراءات الإستثنائية( العلاوات والاجر الثابت والمتغير) جعلت للأجور عناصر كثيرة وعملية الإصلاح صعبة ومعقدة لتعدد وتشابك المسميات, ولذلك يجب ان تضع الحكومة نظاما واضحا للاجور ومرنا يتوافق مع متغيرات التضخم والأسعار,وتترك آلية تنفيذه للأجهزة النقابية في ضوء ربط الأجر بالإنتاج والتضخم.
وعلي الجانب الآخر لابد من تدخل حاسم في السوق بأن يكون للحكومة اياد داخله تحد من إستغلال التجار بمشاركتها في عملية العرض وتغطية الفجوات, لأن السوق تعاني من حالة إنفلات والأسعار يصعب التحكم فيها بتسعيرة إسترشادية يواجهها التجار بعدم التزام أو تسعيرة جبرية يواجهونها بامتناع عن البيع لإحداث إرتباك في السوق, فعلي الحكومة أن تغطي العجز في السوق المحلية من خلال الاستيراد من المصادر الرئيسية بالخارج وعرضها في منافذ البيع بدون هامش ربح.
حد اقصي لأرباح السلع
يؤكد الدكتور حمدي عبد العظيم رئيس أكاديمية السادات للعلوم الادارية سابقا أن للأسعار أجهزة وقوانين معنية بتنظيمها ولكن ليس لديها آليات لضبطها, وعلاج مشكلة ارتفاع الأسعار ينصب في تحديد حدود قصوي لأرباح السلع ويتم من خلال الإسترشاد بالغرف التجارية لكل سلعة وضرائب المبيعات علي المصانع وتجار الجملة والتجزئة مع مراعاة تحديد هامش ربح مناسب وتقوم الجهات الرقابية علي الأسواق بتطبيق القرار الذي ينص بالحد الأقصي لسعر السلعة الصادر من السلطات, وهذا النظام مطبق في الدول الرأسمالية المتقدمة ولا يعد نظاما إستثنائيا إشتراكيا وليس تسعيرة جبرية أو عودة عن نظام السوق الحر.
أما بالنسبة للسلع الإحتكارية فتنص المادة10 في قانون المنافسة ومنع الاحتكارعلي أن يقوم مجلس الوزراء بتطبيق التسعيرة الجبرية لفترة محدودة لحين عودة السوق الي طبيعتها, ويتم تطبيق ذلك علي الحديد والاسمنت والدقيق والسكر وغيره من السلع, كما يجب منح الأجهزة المعنية آليه للرقابة وضبط المخالفين وتحويلهم الي النيابة المختصة وتوقيع عقوبات رادعة عليهم لضبط السوق والحد من جشع المتلاعبين بالأسعار التي يتحمل عبئها المواطن الكادح.
وفي الوقت ذاته يجب زيادة الأجور بما يتناسب مع نسبة الزيادة في معدل التضخم التي تتراوح مابين10% الي17% كل عام, وان يكون هناك نص قانوني يسمح بتحريك الحد الأقصي والأدني بشكل تلقائي وليس بقرار سنوي يستلزم العرض علي مجلس الشعب, وعند رفع قيمة الحد الأدني لابد من رفع قيمة حد الإعفاء الضريبي حتي يشعر المواطن بالزيادة في الأجر.
ويوضح الدكتور حمدي عبد العظيم أنه يجب إنشاء شركة تسويق حكومية تشتري من المنتجين والفلاحين وتسوق للمجمعات الاستهلاكية بأسعار تتناسب مع مستوي الدخول والأجور, علي أن تعود تبعية هذه المجمعات إلي وزارة التموين والتجارة وليس وزارة الإستثمار لتقوم بدورها في منظومة ضبط الاسعار
تثبيت الأسعار وعدم رفع الأجور
ويري الدكتور محمد موسي عثمان رئيس قسم الاقتصاد بجامعة الأزهر أن هناك أزمة مزمنة بين الأسعار والأجور منذ ظهور النظريات الاقتصادية وتزايدت الفجوة بينهما بعد تعالي طموحات المواطنين فما كان يعد في الماضي كماليات أصبح الآن أساسيات مثل السيارة والهاتف وساهم أيضا أسلوب المحاكاة في زيادة المشكلة فالطبقة الفقيرة تقلد الطبقة الغنية في الحرص علي إقتناء الأجهزة والملابس مما شكل عبئا ثقيلا علي كاهل ميزانية البيت لعدم تناسبه مع الأجر, ويضاف إلي ذلك الإرتفاع المستمر في الأسعار نتيجة لأطماع التجار وجشع أصحاب الأعمال, وغياب الرقابة الفعالة والقرارات الإستعراضية والحلول الوهمية لوزارة التموين.. وحل الإشكالية يبدأ بتحديد نقاط الضعف, وبصراحة مطلقة نحن نتعامل مع مجتمع غير منتج وغالبية إحتياجاته يتم إستيرادهاوهو ما أعطي قيمة متعاظمة للدولارآثرت بشكل مباشر علي إرتفاع الأسعار,ولقد ظهرت نظريات كثيرة ولكنها لاتفي بتحقيق التوازن فنمو الأسعار يزداد بمتوالية هندسية ونمو الأجور يزداد بمتوالية عددية, وهناك متغيرات في السوق لاتخضع لمنطق فعلي سبيل المثال سعر الحديد يباع في مصر بأضعاف سعره بالخارج وقيمة هامش الربح في بيع السيارات تصل الي100%!!
كما أن هناك ضغوطا متعددة من مصانع متوقفة, وردود أفعال اقتصادية للأحداث السياسية,ولا يوجد آليات للتحكم في الأسعار بينما توجد آليات للتحكم في الأجر,كما أن تحديد الحد الأدني للأجر بقيمة1200 جنيه يحتاج إلي توضيح وهو ليس حلا للمشكلة.. ولذلك لابد من إبتكار آليات اقتصادية جديدة تستطيع أن تتابع وتساير نمو الأسعار حتي لاتكون هناك فجوة بينها وبين الأجور وتعتمد علي سياسات مالية ونقدية وضريبية تمكننا من إحداث توازن, ولا يجب أن نسعي إلي زيادة الأجور ولكن نسعي إلي تثبيت الأسعار.
ويشير الدكتور محمد موسي عثمان إلي ضرورة إحياء المشروعات الزراعية مثل توشكي والصالحية ومشروع البتلو, فكثير من المشروعات تم إهمالها لأهداف سياسية!! بالرغم من أن السياسة يجب أن تخدم الاقتصاد لأن تسييس الاقتصاد يضر بمصالح البلاد, وإحياء هذه المشروعات الزراعية والصناعية يوفر أكثر من4 ملايين فرصة عمل للشباب,كما يساهم في الحد من الإستيراد الذي يعد عاملا رئيسيا في إرتفاع الأسعار.
الأسعار تتحدي الجميع
نيرمين قطب
تسعيرة جبرية.. أسعار استرشادية.. محاولات لمنع الاحتكار.. لجان و قرارات حلول كثيرة طرحتها حكومات ووزارات متعاقبة, ولكن يبقي الوضع علي ما هو علية فالأسعار نار..والأجور لا تسمن ولا تغني من جوع, فمتي يصدر القرار آو يطبق القانون الذي يحقق العدالة المنشودة للمواطن والتاجر؟ ومن ينجح في تحقيق المعادلة والتوازن بين الأجور والأسعار؟
وزارة التموين حاولت وبذلت جهدا في ضبط الأسعار من خلال ما أسمتها بالأسعار الاسترشادية والتي جاءت بعدما شهدت الأسواق ارتفاعا غير مسبوق في أسعار السلع الأساسية وأوشكت أن تقفز خارج نطاق إمكانيات المواطن البسيط وبالرغم من مطالبة وزير التموين للتجار بتحديد هامش ربح متواضع للحفاظ علي قدرة المواطن البسيط لشراء الفاكهة والخضار إلا أن التجار لم يستجيبوا والكلام للواء احمد عبد التواب رئيس المجلس الاستشاري الأعلي لجمعيات حماية المستهلك بوزارة التموين والتجارة الداخلية وعضو لجنة التسعير فتم إنشاء لجنة لوضع تسعيرة استرشادية للسلع الأساسية والضرورية للمواطن البسيط حيث يمثل في اللجنة الأطراف المشاركة في عمليات التداول والبيع والشراء وتضم ممثلي وزارة التموين والغرف التجارية وممثلي المجلس الاستشاري الأعلي لجمعيات حماية المستهلك والتعاونيات والجمعيات الاستهلاكية ووزارة الزراعة وبعض تجار الجملة بسوق العبور و6أكتوبر وبعض تجار التجزئة وفي بعض الأوقات يحضر بعض المهتمين من خارج اللجنة ويرأسها رئيس قطاع التجارة الداخلية بوزارة التموين..وكان ممثلو الغرف التجارية قد انسحبوا من اللجنة بعد انعقاد أولي جلساتها اعتراضا علي الأسعار التي تم تحديدها آنذاك والتي كانت من وجهة نظرهم لا تحقق طموح التجار.
وتعقد اللجنة ظهر يوم الخميس من كل أسبوع ومازال الكلام لعبد التواب لتحديد الأسعار الاسترشادية لكل أسبوع والتي تبدأ من يوم السبت حتي يوم الجمعة الذي يليه ويسبق الاجتماع عملية مسح للأسواق تتم يوم الأربعاء لتحديد وإعداد التسعيرة للأسبوع التالي بحيث تكون تسعيرة واقعية ترضي تاجر التجزئة وترضي المواطن تخلق توازنا في سوق الفاكهة والخضار وذلك علي مستوي القاهرة الكبري أما في المحافظات فتم تفويض المحافظين لعمل تسعيرة استرشادية داخل كل محافظة حسب ظروف المنتج وحالة الأسواق بها.
طمع التجار
ولكن كيف يتم تحديد الأسعار الاسترشادية للسلعة خاصة تلك التي تنتج في محافظات أخري؟ يوضح عضو لجنة التسعير اللواء احمد عبد التواب أن عملية تحديد الأسعار الاسترشادية تبدأ عند خروج السلعة من أسواق الجملة مثل سوق الجمعة بعد قدومها من أي جهة حيث تعرض السلعة في مزاد خلال التداول ويتم تحديد سعر لها ثم تضع اللجنة في اعتبارها تكاليف وجود عمال ومصروفات لتاجر التجزئة مثل فواتير الكهرباء وإيجار المحلات والضرائب ثم يحدد سعر السلعة بهامش ربح متواضع لتجار التجزئة حتي لا يكون هناك مغالاة في هامش الربح حيث فوجئنا أن بعض التجار ترفع الأسعار لتحصل علي هامش ربح100% بينما لا يجب أن يزيد علي25% وان كان هامش الربح يختلف من سلعة إلي أخري.
ويرجع عبد التواب أزمات ارتفاع أسعار السلع لطمع بعض التجار الذين رفعوا الأسعار بعد صدور قرار الحكومة بتحديد الحد الأدني للأجور ب1200جنيه بالرغم من أن هذه الزيادة سوف تطبق مع بداية عام2014. وينصح المواطن بعدم الرضوخ أمام أطماع بعض التجار ومقاطعة السلع المبالغ في أسعارها واستبدالها بسلع أخري اقل في السعر وعدم شراء السلعة خارج موسمها, وينصح كذلك بالشراء من المجمعات الاستهلاكية والتعاونيات ومنافذ وزارة الزراعة والسوق الجديدة بمدينة نصر بجوار لجنة المساعدات والذي تعرض فيه السلع بأقل من سعرها ب25%
التسعيرة الجبرية
وان كانت الأسعار الاسترشادية التي تعني باختصار وضع حدود قد تقل أو تزيد للأسعار تمثل الخطوة الأولي في ضبط الأسواق وبالرغم من مقاومة البعض لها, فإن وزارة التموين تملك حلولا أخري قد تلجأ لها مستقبلا كما أكد عضو لجنة التسعير.. فالتسعيرة الجبرية والتي تعني وضع سعر محدد للسلعة لابد أن يلتزم به التاجر حل آخر مطروح حيث يتيح القانون للوزارة وضع تسعيرة جبرية للسلع في حالات محددة, وان كان يري في نفس الوقت تحسنا في استجابة التجار والتزامهم بحدود التسعيرة الجبرية.
الرقابة والشكوي
وتطبيق هذه القرارات يحتاج إلي جهاز رقابي يساند وينفذ ويحكم الرقابة علي الأسواق_ كما يشير عبد التواب_ علي أن يضم عدة جهات وهي مباحث التموين الموجودة بالوزارة والمحافظات ومديريات التموين بالمحافظات وإدارات التموين في مراكز المحافظات و مكاتب التموين في مراكز المحافظات ومكاتب التموين بالقري بالإضافة إلي جمعيات حماية المستهلك المنتشرة بأنحاء الجمهورية. ولتفعيل هذا الدور أكثر يري انه لابد من تغيير القوانين المتعلقة بالعقوبات في مجال مخالفة الأسعار والغش حتي تتمشي مع ظروف البلاد الحالية.
أما العربي أبو طالب رئيس الاتحاد العام للتموين والتجارة الداخلية بمصر فيري إن تحقيق استقرار الأسعار يحتاج إلي أدوات مختلفة وليس القرارات وحدها و ذلك من خلال توفير منتجات بديلة في السوق كبدائل.. كذلك لابد من توفير حماية لمفتشي التموين أثناء أداء عملهم حيث يري الكثير من التجار أن تطبيق القانون تعدي علي حقوقهم حتي وإن كانوا يخالفونه في حين أننا نراه ضعيفا جدا و لا يمثل ردع للتاجر المخالف
وأشار إلي أن الاتحاد العام للتموين و التجارة الداخلية تقدم بمذكرة للجهات المسئولة حتي يوقف التعامل بالقوانين التموينية المنصوص عليها منذ عام1942 و1945 والتي لا تتلاءم مع ظروف هذا العصر.
فعلي سبيل المثال العقوبة التي يحددها القانون في حالة عدم إعلان التاجر عن سعر المنتج تكون غرامة50 جنيها وعدم الالتزام بالتسعيرة والسرقة في الوزن لا تزيد عن500 جنية وأشار انه يمكن تطبيق هذه القوانين علي المحال المرخصة والمسجلة والتي لديها أوراق رسمية تسمح للمفتش أن يطبق عليها القانون وهؤلاء نسبة قليلة جدا حيث إن النسبة الأكبر من التجار توجد في الأسواق العشوائية والشوارع والذين يصعب السيطرة عليهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.