اثارت الانفجارات الاخيرة في مناطق مختلفة من الارض الروسية وتكرار محاولات مداهمة المساجد واغتيال الائمة وانطلاق المسيرات التي تحمل اعلام القاعدة تحت شعارات تنادي باقامة الخلافة الاسلامية والقضاء علي من يصفونهم بالكفار, العديد من التداعيات التي تقول بتزايد الاخطار التي تداهم المجتمع الروسي وتدفع السلطات الامنية الي الكثير من التشدد. شهدت مدينتا دير بنت وخساف يورت في داغستان في شمال القوقاز في نهاية اكتوبر الماضي مداهمة المتطرفين من ممثلي ما يسمي ب الاسلام السياسي لعدد من مساجد المدينتين, الي جانب عدد من المظاهرات التي خرجت تحت شعارات تطالب بالكف عن ملاحقة الاخوان المسلمين في البلدان العربية, والتوقف عن الحملات الامنية التي استهدفت استقرار النظام العام في موسكو وعددا من كبريات المدن الروسية الي جانب الدعوة لاقامة الخلافة الاسلامية. وكانت الاجهزة الأمنية رصدت تحركات احد عناصر التطرف الديني ويدعي فاديم سيدروروف الذي اطلق علي نفسه اسم هارون الروسي بعد إعلانه اميرا ل المنظمة الوطنية للمسلمين الروس. ونقلت مجلة اكسبيرت في عددها الصادر في نهاية الأسبوع الماضي عن هارون قوله ان العالم الإسلامي لا بد ان يصل في نهاية الامر الي اقامة الخلافة الاسلامية بعيدا عن التداعيات السلبية التي نجمت عن الحرب في الشيشان وتجارة العبيد في الصومال. وقال بضرورة اتخاذ الامبراطورية العثمانية قدوة, مشيرا الي اختيار اسطنبول عاصمة لدولة الخلافة في المستقبل القريب!. واشار هارون الي تفاؤله حول قرب تكامل دولة الخلافة الروسية مع الخلافة الاسلامية المرتقبة. وكانت الاجهزة الامنية كشفت عن هروب هارون الي خارج البلاد وترك الراية الي عدد من مريديه ممن نجحت اجهزة الامن في سان بطرسبورج في اعتقالهم وكانوا يواصلون الدعاية لهذه الفكرة عبر شبكات الانترنت. وتوقفت المصادر الامنية عند اختلاط عناصر الجريمة العرقية مع الاصوليين الاسلاميين ولا سيما جنوبي وشمال شرقي روسيا وفي سان بطرسبورج. وقالت انها استطاعت في الفترة الاخيرة الكشف عن الكثير من مخازن الاسلحة التابعة لهذه الجماعات التي زعمت عن عمد انها تخص شبكات الجريمة في محاولة لعدم الكشف عن اصولها الدينية المتطرفة.وكشفت اجهزة التحقيق في العديد من جرائم الاغتيال عن ان خيوط التطرف تمتد الي ما وراء الحدود وحتي البلدان العربية التي تلقي فيها عدد من زعماء المجموعات المتطرفة العلم علي ايدي عناصر دينية معروفة بالتشدد في الوقت الذي كان عقد فيه هؤلاء الصداقات والتحالفات مع زعماء الاصوليين الاسلاميين في هذه البلدان. وكانت قيادات الإدارات الدينية في موسكو وعدد من الجمهوريات الاسلامية سبق وحذرت من هذه العناصر وطالبت بتاهيل الأئمة ورجال الدين داخل مؤسسات دينية محلية دون الحاجة الي البعثات الخارجية, حسبما اشارت مصادر الادارة الدينية في قازان عاصمة تاتارستان.وكشفت مجلة اكسبيرت عن اصدار الشيخ طلعت تاج الدين رئيس الادارة الدينية لمسلمي وسط روسيا ومفتي روسيا تعليماته بحظر ارسال البعثات الدراسية الدينية الي الخارج, واشارت الي انه علي الرغم من ذلك يسافر البعض اما للدراسة علي حسابه الخاص, او للالتحاق بفصائل المقاتلين وجبهة النصرة في سوريا وغيرها من المناطق الساخنة كما كان يسافر الكثيرون من ابناء الفضاء السوفيتي السابق الي البلقان في تسعينيات القرن الماضي. واضافت ان هؤلاء يعودون كما عاد زملاؤههم من معسكرات جوانتنامو ممن قاتلوا في افغانستان, ليكونوا مددا اضافيا للمتطرفين المحليين. وكانت الادارات الدينية طالبت بتحديث التشريعات واقرار القوانين المناسبة للحد من كل هذه الظواهر بما في ذلك تنقية المناهج الدراسية الدينية ومصادرة كل الادبيات المتطرفة, التي عثرت اجهزة الامن علي الكثير منها في تتارستان وغيرها من المناطق ذات الاغلبية الاسلامية ومنها ما يتناول كيفية قطع راس الكفار!. ومن اللافت اليوم في روسيا توقف الكثيرين عند ضرورة عدم التوقف عند الشكليات لدي مكافحة التطرف والاصولية الاسلامية بعيدا عن التركيز علي انتقاد ظاهرة الحجاب او اطلاق اللحي وارتداء الازياء الاسلامية. واشار هؤلاء الي تغلغل الكثيرين من اصحاب الافكار المتطرفة ممن يلتزمون في ازيائهم بالانماط الاوروبية بين صفوف المجالس التشريعية والتنفيذية الي جانب ضرورة وضع خطة شاملة لمواجهة كل هذه السلبيات في كل ارجاء الدولة الروسية وعدم اقتصار نشاط الاجهزة الامنية والتعليمية علي مناطق شمال القوقاز وجنوب روسيا. وكانت الادارة الدينية في عدد من مناطق شرق سيبيريا, سبق وحذرت ايضا من انتشار ظاهرة تعمد التردد علي المساجد بالاسلحة الشخصية, وتهديد الائمة بعدم التطرق في خطبهم الي موضوع التطرف الديني واخطار الوهابية.وقالت ان التهديدات سافرة صريحة وتنذرعم ب اللحاق بكبار الائمة الستين الذين جري اغتيالهم خلال السنوات القلائل الاخيرة في حال عدم الامتثال لتهديداتهم. وفي حديثه الي مجلة اكسبيرت كشف فياتشيسلاف بيتروف خبير مركز الابحاث الاستراتيجية في مدينة اوفا عاصمة بشكيريا عن تفاقم ظاهرة انتشار الاصولية الاسلامية الراديكالية, وتبني الكثير من الشبكات السرية المجموعات المتطرفة لهذه الايديولوجية. واعترف الكثيرون من ممثلي الوسطية الإسلامية أو الإسلام المعتدل, حسب تسمية بعض ممثلي الأوساط الدينية في شمال القوقاز, بانتشار الشكوي من تهديدات عدد من قيادات الجاليات الاسلامية في الشرق الاقصي الروسي لادارات العديد من مدن هذه المنطقة بانتشار الشغب والفوضي في حال رفض الطلبات التي يقدمونها لبناء المساجد. وفي حديث لها الي مجلة المراسل الروسي قالت جالينا خيزرييفا كبير اخصائي المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية بضرورة اعلان الجهاد ضد الاسلام, وهو ما تقصد به ضرورة تكثيف الجهود الرامية من اجل التصدي لانتشار مثل ذلك الاسلام الذي يحاول المتطرفون والاصوليون الاسلاميون نشره في روسيا.