فمنطقة القوقاز تعتبر الافقر في روسيا الاتحادية حيث يتفشى الفساد في اوساط النخبة السياسية. والاسوأ من ذلك الاعتقالات التعسفية التي اصبحت عملة رائجة تتخطى حدود جمهورية الشيشان. \r\n وفي هذا الخصوص اعلن وزير المالية الروسي الكسي كودرين الجمعة \"ان بلادنا في حالة حرب ضد الارهاب الدولي والجبهة تمر عبر شمال القوقاز\"، مكررا الخطاب المعتادي الذي تعتمده السلطات للدفاع عن ميزانيته غداة الهجمات التي شهدتها نالتشيك (جنوب). \r\n لكن الصحافة الروسية كانت اكثر انتقادا بشكل ملحوظ من خلال ادانتها لتعامي السلطة في الوقت الذي بات فيه امتداد تشعبات الحرب الشيشانية يشمل كافة الجمهوريات القوقازية. \r\n ولفتت مقالة لصحيفة غازيتا على موقعها الالكتروني وهي تعدد اسماء هذه الجمهوريات الى \"ان الناس يموتون الان في نالتشيك، في كباردينو بلكاريا. العام الماضي حصل ذلك في نازران (انغوشيا) وفي بيسلان (اوسيتيا الشمالية). وهذا يحصل ايضا كل اسبوع في داغستان وكل يوم في الشيشان\". \r\n وقالت الصحيفة \"منذ عشر سنين والتفسيرات نفسها\" تتكرر لتحميل المسؤولية الى \"الوهابيين\" و\"الارهابيين الدوليين\". يضاف الى ذلك \"قطارات السلام التي تتنقل مع مغنين وراقصين لاظهار ان كل شيء هادىء وسلمي\" في المنطقة. \r\n ويبدو في الواقع ان المتمردين الراديكاليين والإسلاميين او الانفصاليين اعتمدوا \"تكتيكا لزعزعة استقرار عدد متزايد من مناطق القوقاز\" على ما يؤكد الكسي مالاتشنكو المحلل في مركز كارنيغي. \r\n لكن عددا من الخبراء يرون ان الكرملين انغمس في دوامة دعايته رافضا النظر الى الأسباب الاساسية للتطرف ولامتداد النزاع في المنطقة ذات الغالبية الاسلامية. \r\n \"ففي جميع جمهوريات شمال القوقاز هناك عمليات تعذيب واعتقالات تعسفية وتظاهر بمكافحة الارهاب الذي يقود الى ادانة ابرياء، وفساد يفاقم وضعا اجتماعيا-اقتصاديا بالغ الصعوبة اصلا\"، على ما قال غريغوري شفيدوف المدافع عن حقوق الانسان والمحلل في مجلة \"العقدة القوقازية\" المتخصصة. \r\n وتدهور الوضع في كل المنطقة في السنوات الاخيرة في مجال حقوق الانسان، في الشيشان بالطبع ولكن ايضا وان كان على درجة اقل لدى جيرانها. وهذا يدعم حجج المتطرفين. \r\n واتهم مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الدينية مكسيم شفتشنكو \"الشرطة بانها تحولت الى مجموعة اجرامية ترهب السكان وتشرف على تهريب المخدرات وتمارس الابتزاز\". \r\n وهذا يثير التساؤل حول كيفية اقناع القوقاز، المنطقة المتمردة تاريخيا وحيث يصل معدل البطالة في اوساط الشبان احيانا الى 70 في المئة، بقبول \"هيمنة\" موسكو. \r\n ذلك الوضع يدفع السكان لا محالة الى تفهم بل والى الدعم الضمني للهجمات التي تستهدف قوات الامن او الادارة المحلية. كما يدفع الشبان للانضمام الى حركة المقاومة المتمردة. \r\n لكن الوضع يكتسي طابعا مميزا في كباردينو-بلكاريا حيث شهدت السنوات الاخيرة حملة شرسة ضد الاسلام و\"قمعا للمسلمين\" عموما. \r\n وقد اغلقت ايضا خمسة مساجد في اب/اغسطس 2004 و\"بعض المسلمين العاديين اتجهوا نحو التطرف\" مدفوعين الى العمل السري كما قال الخبير. \r\n واستطرد شيفتشنكو قائلا \"ان المسلمين الذين خضعوا للتعذيب ولعمليات استجواب عنيفة... دفعوا الى فلك المجموعات المتطرفة بدلا من المشاركة في المجتمع الاهلي\". \r\n لكن الرئيس الجديد لكباردينو-بلكاريا ارسن كانوكوف الذي تسلم الحكم قبل اقل من شهر \"قام بخطوة لاعادة تأهيل المسلمين المعتدلين\"، كما قال مالاشنكو. ولعل ذلك ما اثار رد فعل من قبل المتطرفين الامر الذي يمكن ان يفسر عملية نالتشيك.