توالت الضربات علي دول الربيع العربي, الواحدة تلو الأخري, بصورة تنذر بتحول هذا الربيع إلي خريف, يدفع المنطقة إلي حالة من الفوضي السياسية والأمنية. ففي الوقت الذي خيمت فيه ظلال الفشل مبكرا علي مؤتمر جنيف2, حول سوريا تعرضت مفاوضات حل الأزمة السياسية بين الأطراف المتصارعة علي السلطة, في كل من تونس مهد الربيع العربي واليمن, لتعثر خطير, في ضوء فشل الفرقاء التونسيين في التوصل إلي اتفاق قبل انتهاء المهلة المحددة للحوار الوطني, وانهيار اتفاق وقف إطلاق النار بين الحوثيين والسلفيين في اليمن, بينما شهدت ليبيا ليلة دامية جديدة من الاشتباكات التي تعكس حالة الفوضي الأمنية, التي تعيشها المدن الليبية حاليا. ففي دمشق, أعلن وزير الإعلام السوري عمران الزعبي, أن الرئيس بشار الأسد, لن يذهب إلي مؤتمر جنيف2, من أجل تسليم السلطة, مشيرا إلي أن بشار سيظل رئيسا لسوريا, وأن من يتصور غير ذلك فإننا ننصحه بألا يأتي كي لايكون موضع تهكم الحاضرين. وردا علي ذلك, رفض أحمد الجربا رئيس الائتلاف السوري المعارض الحديث عن أي تسوية من دون رحيل الأسد. وفي تونس, أعلن رباعي الوساطة لحل الأزمة السياسية تعليق الحوار الوطني, بعد فشل الأطراف السياسية في التوصل إلي توافق حول رئيس الحكومة الجديدة, واستمرت المفاوضات بين الفرقاء السياسيين إلي وقت متأخر من مساء أمس الأول بعد تمديد المهلة التي كان مقررا أن تنتهي السبت الماضي, وذلك دون أن يتم التوصل إلي توافق حول أحد المرشحين لرئاسة الحكومة. ودعمت المعارضة ترشيح السياسي المخضرم محمد الناصر ووزير الدفاع الأسبق عبدالكريم الزبيدي, في حين تمسكت حركة النهضة الإسلامية وشريكها في الحكم حزب التكتل من أجل العمل والحريات بالمناضل السياسي المعروف أحمد المستيري. وفي ليبيا, ازداد الوضع الأمني سوءا, بعد أن شهدت العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي ليلة دامية مساء أمس الأول, إثر اشتباكات عنيفة بين الجماعات المسلحة والقوات الأمنية شهدت استخدام الأسلحة الآلية والمدافع وقذائف آر.بي.جي, وأسلحة مضادة للطائرات. كما شهدت بنغازي احتجاجات غاضبة ضد موجة الاغتيالات وتدهور الوضع الأمني في المدينة, وللمطالبة باستقالة حكومة رئيس الوزراء علي زيدان والبرلمان. وفي اليمن, انهار وقف إطلاق النار بين الحوثيين الشيعة والسلفيين, في منطقة دماج بشمال البلاد بعد ساعات من إعلانه, ودخول الصليب الأحمر لإجلاء الجرحي من منطقة النزاع.