برغم أن محافظة البحر الأحمر تمتد علي شواطئ تصل إلي نحو1080 كم بداية من الزعفرانة شمالا حتي حدودنا مع السودان جنوبا. فقد أصيبت الثروة السمكية بالتدهور الشديد, كما أصيبت أسعارها بالجنون وباتت في غير متناول إمكانات الطبقة المتوسطة, فما بالك بالطبقة الفقيرة التي باتت غير قادرة علي شراء أقل الأنواع سعرا. ويترحم الشاذلي سليمان معوض أحد أبناء عائلات الصيادين بالغردقة علي ما كانت عليه الثروة السمكية في الماضي, ويقول عندما خرجنا إلي الدنيا لم نكن نري سوي نشاط الصيد بالمنطقة, وكان أهالينا من الصيادين لا يجدون من يشتري صيدهم من مختلف أنواع الأسماك من كثرة الكميات التي كانوا يصطادونها, فكان طاقم مركب الصيد يستطيع اصطياد أكثر من1500 كيلو جرام في السرحة الواحدة خاصة في موسم الشعور, وكانت المواسم وراء بعضها, فعندما ينتهي موسم الشعور يأتي موسم الكشر ثم التوين والبربوني وغيرها, ولكن كل هذه الأنواع باتت في خبر كان حيث تدهورت الثروة السمكية بشكل خطير والسبب الأول في تدهورها كان علي أيدي الصيادين الوافدين من المحافظات الأخري لأن قلوبهم ليست علي الثروة السمكية, فهم يستخدمون وسائل الصيد الجائرة مثل الشانشولا والجر وهما من أخطر الوسائل علي الثروة السمكية لأنهما يدمران الزريعة الصغيرة, كما يقوم هؤلاء الصيادون بتكسير الشعاب المرجانية, وغيرها من مكونات بيئة الثروة السمكية ويساعدهم علي ذلك عدم وجود رقابة صارمة, وكذلك عدم التنسيق الجيد بين الجهات المسئولة عن البحر بصفة عامة وتضارب الاختصاصات وبقاء تبعية إدارة الثروة السمكية بالبحر الأحمر بالإدارة العامة للثروة السمكية بمحافظة السويس دون مبرر منطقي, كما أننا في مصر نفتقد التنسيق بين دول الجوار كالسعودية والسودان لاستغلال ما لديهم من مصايد والاستفادة من خبرة المصريين في هذا المجال. بينما يؤكد محمد عبده حمدانا أحد أبناء مدينة القصير أن من بين أهم الأسباب التي أدت إلي تدهور الثروة السمكية هي عملية التغول في تخصصات الأراضي الشاطئية اللازمة لإقامة قري وفنادق سياحية خاصة في مناطق الخلجان التي كانت من أهم المصايد السمكية ويقول الدكتور محمود حنفي الاستاذ بجامعة قناة السويس أن السنوات الماضية, وحتي الآن افتقدت خلالها الثروة السمكية بنطاق محافظة البحر الأحمر لأدني قواعد التخطيط والتنظيم الجيد للصيد, فلا توجد ضوابط تحدد الكميات التي يمكن صيدها حتي لا يؤثر ذلك علي المخزون الذي يتدهور طبقا لمعدلات الصيد المستديمة إضافة إلي عمليات صيد الزريعة والملوثات التي تقوم بإلقائها بعض السفن والمراكب في مياه البحر, والتي تضر الثروة السمكية بصفة خاصة, والبيئة البحرية بصفة عامة وعدم الاهتمام بغابات المنجروف التي تعتبر مربي للأسماك, ويطالب بوضع برامج لدعم الصيادين ماديا ومعنويا.