أشاد خبراء أمنيون بنجاح ما وصفو ب خطة الخداع الاستراتيجي التي لجأت اليها الاجهزة الامنية وبرزت في النقل المفاجيء لمقر محاكمة الرئيس المعزول, من معهد أمناء الشرطة بطرة, إلي أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس. ورأوا ان خطة وزارة الداخلية أدت إلي إرباك صفوف عناصر الاخوان, وإحباط مخططهم في اشاعة الفوضي, وعرقلة سير المحاكمة, وأظهرتهم كمجموعات مشتتة فاشلة في الحشد. وقال اللواء خالد مطاوع الخبير الأمني أن أجهزة الامن المعنية بتأمين المحكمة كانت تمتلك معلومات عن تحركات التنظيم الاخواني, فلجأت إلي خطة خداع, تضمنت الإعلان إجراءات تمويهية حول تجهيز معهد أمناء الشرطة بمنطقة طرة, وإصدار بيان بإغلاق منطقة المعادي, والإعلان في وسائل الاعلام عن زيارة وزير الداخلية, لتفقد مقر المحكمة مما أشاع أجواء من الطمأنينة في صفوف تنظيم الاخوان, وتيقنهم من انعقاد جلسة المحاكمة بمقر معهد أمناء الشرطة في طرة.وكشف مطاوع أن نقل جلسة محاكمة مرسي, إلي أكاديمية الشرطة كان ضمن الخطة التي اعتمدها وزير الداخلية لتأمين المحكمة. وأشار إلي أن هذه العملية الخداعية أستهدفت توصيل رسالة, إلي التنظيم الدولي للاخوان, مفادها ان عناصرهم الموجودة في مصر أصبحت محروقة ويتم التلاعب بها, وأن خطة التنظيم التي تهدف إلي هدم الجهاز الأمني لم تعد قابلة للتنفيذ عقب ثورة30 يونيو. ولفت إلي أن عملية نقل المحاكمة أدت إلي كشف واحباط مخططات عديدة للاخوان, بعد القبض علي عناصر قيادية في التنظيم, أرشدت عن منصات صواريخ كانت معدة لإطلاقها علي مقر المحكمة. ونوه أيضا إلي أنه جري الكشف عن غرفة عمليات بإحدي الشقق السكنية, اتخذها الاخوان مقرا لإدارة عملياتهم اللوجيستية السابقة علي تنفيذ مخططهم الإجرامي, إلا أن الخطة الأمنية المخادعة استطاعت القضاء علي هذه المخططات في مهدها. بدوره أوضح اللواء محمد الغباري مدير كلية الدفاع الوطني بأكاديمية ناصر الأسبق أن أجهزة الامن استعانت في تنفيذ خطة خداعها, وسائل الاعلام, عبر تمرير معلومات, وصور تؤكد انعقاد المحاكمة في طرة بينما كانت تجهز بشكل سري اجراءات أخري في المقر الجديد للمحكمة بالقاهرة الجديدة في أكاديمية الشرطة. وقال: ان خطة الخداع التي انتهجتها الداخلية نجحت بالفعل في تشتيت الاخوان,وهو ما ظهر بوضوح في الحشد الضعيف لمظاهرتهم أمس, والتي لم تتجاوز المئات, حيث لم تتمكن الجماعة من تحويل حشودها الموجهة إلي منطقة طرة إلي منطقة القاهرة الجديدة. وأشار في هذا الشأن إلي ان اجهزة الامن رصدت استئجار عدد كبير من الشقق المفروشة بمنطقتي المعادي وطرة لتسكين عناصر الاخوان, وذلك علي مدار الأيام التي سبقت المحاكمة. من جهته نبه اللواء حسام سويلم الخبير الاستراتيجي المدير الأسبق لمركز الابحاث الاستراتيجية بالقوات المسلحة إلي أن اي خطة أمنية ناجحة تعتمد علي وجود خطط بديلة, وقال سويلم ان الاخوان أكلوا الطعم الذي ألقته لهم الأجهزة الامنية, بعد ان تيقن الاخوان ان المحاكمة سوف تتم في منطقة طرة, فوجهوا كل تحركاتهم في هذا الاتجاه, دون أن يكون لهم خطط بديلة, الأمر الي أدي إلي ظهورهم بهذا الضعف والتشتت.