يوم الثلاثاء الفائت كانت ساحات المؤسسة التشريعية الأمريكية (الكونجرس) فضاء تطايرت فيه إدانات نارية ضد نهج الإدارة في التعامل مع مصر بعد ثورة03 يونيو, وقيامها بقطع المعونات عن بلدنا. ولن أناقش لمرة إضافية كون أوباما رئيسا متدنيا, فتلك مسألة قررتها لمرات عديدة في هذا المكان, ولكنني أفحص هنا مدي الحرارة التي أعلن بها النواب ورؤساء اللجان الأمريكيين تأييدهم لما سموه الخيار الأقل سوءا, ولاستمرار ضخ المعونات إليها, وتوضيحهم لخطورة سياسات ذلك الأوباما علي مصالح الولاياتالمتحدة, وبالذات التي مارسها ضد مصر.. والمتأمل لكلمات كل من رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس إدرويس ونائب وزير الدفاع دريك شوليه( التي تشيد بدور الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام في إطاحته بحكم الإخوان, وتؤكد وجوبية قيام واشنطن باستئناف تقديم المساعدات لمصر) يدرك جيدا حجم التململ الذي إستشري داخل إدارة أوباما تجاه ذلك الرئيس الذي تتجاذبه اتهامات بالتنصت علي قادة العالم, وسوء الإدارة الاقتصادية, والتآمر مع تنظيم الإخوان الإرهابي, حتي يكاد يحمل بكل جدارة لقب أسوأ رئيس أمريكي في التاريخ, وفوق ذلك فإن الكلمات التي سرت في فضاء الكونجرس تفصح عن حال تخبط بين حيص وبيص داخل النظام الأمريكي إزاء مصر, فقد انخرط الرئيس الأمريكي في التآمر علي بلدنا, وقهر إرادة الشعب بفرضه نجاح مرسي بالتزوير ثم مساندة حكم الإخوان الشرير والرجعي الفاشل, وبلوغه بعد ذلك ذروة سنام العدوان علي المصريين حين أنكر ثورة 30 يونيو وتفويض 26 يوليو للقائد العام, ومضي يحاول حصار مصر وإجبارها علي قبول خيار ترفضه بتأجيله تسليم شحنات سلاح متفق عليها أو صرف المعونة, ولكنه من جانب آخر استفز روح التحدي في الشعب المصري, ودفع إلي إعلاء استقلال القرار الوطني كخيار أول وأساسي, وانتهاج سياسة تنويع نقاط ارتكاز العلاقات الدولية لمصر, وبالذات مع روسيا والصين, وبطريقة ضربت مصالح الولاياتالمتحدة بشكل يثير قلق كل المسئولين الفاهمين في واشنطن.. أوباما يبدو رئيسا متلافا مضيعا لأمريكا, والنواب والمسئولون الأمريكان يحاولون إنقاذ ما تبقي من بلدهم بعدما تطوح وتأرجح في حيص بيص. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع