سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار السعودي في تصريحات للأهرام:موقف السعودية ليس بالاستعراضي ونحن أولى بحوار الأديان
أكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن أي الموقف الذي تتخذه السعودية هو ليس بموقف استعراضي وإنما هو أصيل ونابع من رغبة ونية وتوجهات لتغيير الأمر الواقع. جاء ذلك في حديث خاص للأهرام على هامش انعقاد اجتماع وزراء السياحة العرب في دورته السادسة عشرة الذي تستضيفه البحرين بمشاركة وزراء السياحة بالدول العربية، ردا على موقف السعودية الأخير بالاعتذار عن كرسي الأممالمتحدة، وقال: "يجب أن يكون لنا وقفات تحدد مسار هذا العالم العربي حتى يكون هناك تداول للعالم العربي بين الدول و يجب ألا نكون متلقين لقرارات الآخرين، بل نكون صانعين لمستقبل الإنسانية ومستقبل العالم بشكل أساسي، كما يجب أن يكون العالم العربي مكانته المستقبل". قال الأمير سلطان بن سلمان للأهرام:"هذا الموقف من اختصاص وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل بن عبد العزيز آل سعود، هذا الرجل الوطني وقلبه في وطنه وسط العالم العربي والعالم الإسلامي بشكل أساسي ". وقال: "إننا يجب أن نأخذ مكاننا الصحيح في المجال الدولي، أعرف أننا نعاني اليوم من قضايا متتابعة وأحداث متسلسلة والعالم العربي يعيش لحظات متتالية، لذا حانت لحظة استقرار هذا العالم العربي وأن المواطن العربي يستطيع أن يعيش بكرامته محيطة براحة اقتصادية وفي تمكين قدراته وإبداعاته لينطلق، والعرب لا يقصرهم أبدا أن يكونوا رياديين وفاعلين في تشكيل منظومة الإنسان على المستقبل. لذلك نحن في المملكة نعتز بهذا الرجل الكبير الذي يأخذ قرارات متعددة ولكنها أيضا قرارات مهمة جدا لإنشاء مسارات للحوار". وأضاف الأمير قائلا: "نحن أولى بحوار الأديان كونها بلد الحرمين وأن الإسلام هو أولى بالحوار مع كل الحضارات، فالإسلام دين شامخ وقادر وكبير يستطيع أن يستوعب ويستطيع أن يحاور". وعن بروتكولات تعاون مشترك مع الجانب المصري يقول الأمير: "وصلنا للكثير من الاتفاقيات ولكننا نريد أن نستفيد من تجربة مصر في مجالات كثيرة من ضمنها ما يتعلق بتطوير التراث العمراني ومجال تطوير برامج التدريب وتطوير مناطق المنتجعات وكما قال لي في وقت سابق معالي وزير السياحة المصري تفادي بعض الأخطاء التي وقعت في مصر بالنسبة لعزل بعض المناطق السياحية المتقدمة عن المجتمعات المحلية. إذ أننا في السعودية حريصين أن تكون للمجتمعات المحلية دور في ذلك. ويقول الأمير"بين السعودية ومصر ألفة تاريخية ولن يؤثر فيها شيء أبدا مهما يكن، فهي في الأساس ألفة قلوب قبل أن تكون ألفة دول أو وزراء أو بروتوكولات". وعن الاستقرار السياسي والاجتماعي قال الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز: "أن ما يحتاجه العالم العربي للنهوض الاقتصادي والتطور في مجال السياحة التي تشكل عاملا مهما في المجالات التنموية والاقتصادية" . وأشاد الأمير بالشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وزيرة الثقافة البحرينية على جهودها المميزة في مجال السياحة والثقافة والمحافظة على مواقع التراث وتحويلها إلى موارد اقتصادية، مشيراً إلى أن العالم العربي غني بالموارد الاقتصادية والطبيعية والمواقع الأثرية والتراثية. كما أضاف: "إن العالم العربي يجب أن يأخذ مكانه الطبيعي بين دول العالم في مجال التطوير السياحي، مؤكدا أن ما يحتاج إليه العالم العربي هو الاستقرار والاطمئنان السياسي الذي سوف يؤدي بعد توفيق الله إلى النهوض الاقتصادي، والسياحة التي تعد عاملا كبيراً جداً في مجال النهضة الاقتصادية كونها قطاع ضخم حيث صنفت على مستوى العالم من أول ثلاثة قطاعات في مجال الاستثمار وتوفير فرص العمل، لذلك من المهم أن يشهد العالم العربي الاستقرار المأمول الذي يسهم في النهوض الاقتصادي والتطور السياحي". وأبرز سمو الأمير سلطان بن سلمان ما تتمتع به المملكة العربية السعودية من استقرار، مشيرًا إلى أن المملكة أصبحت من الدول التي تشهد تطوراً وتدفقات اقتصادية هائلة، إضافة إلى التنمية والتطوير في مجال السياحة، وما تصدره الدولة من قرارات متتابعة لتطوير السياحة في المملكة. وقدم رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بالسعودية، اقتراحات في الاجتماع لتطوير أعمال المجلس الوزاري العربي للسياحة أوضح سموه أن الاقتراحات تمحورت حول آليات لتطوير أعمال المجلس وأدائه لتحقيق تطلعات العالم العربي في المجال السياحي. وقال الأمير سلطان بن سلمان : " نعمل الآن في عصر جديد، والعالم العربي يتوقع تطويراً شاملاً وعميقا للأعمال التي تخدم مصالحه وتحدد مساراته المستقبلية، والمجلس الوزاري العربي للسياحة لابد أن يحدث نقلات في مجال تداول القرارات والمشروعات ، وفي إنجاز المسارات التطويرية وتطبيقها على الواقع، لذلك كان لنا فرصة لنقدم بعض المقترحات من ضمنها أن يستلم الوزراء أنفسهم بعض الملفات ويشرفون على تنفيذها وهذا قرار رُحب فيه اليوم ، ومن ضمنها أيضا أن نحدد مسارات زمنية للإنجازات، ونساهم كدول لا نساهم مالياً ولكن نسهم عينياً بالخبراء والدراسات لتفعيل أنشطة المجلس، وهي فرصة لنا في هذه الاجتماع أن نبادر لتفعيل هذه النقلات في مملكة البحرين التي تشهد نقلة في مجال السياحة والمحافظة على التراث، حيث نعمل معا لتقديم مشروع متكامل في شهر مايو بإذن الله لتطوير أعمال المجلس وطريقة أدائه . يأتي ذلك في إطار اجتماعات المجلس الوزاري العربي للسياحة في الدورة السادسة عشرة المنعقدة حاليا بمملكة البحرين بدعوة من الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة البحرينية، وبمشاركة وزراء السياحة العرب، قد ناقشت عدداً من البنود، أهمها تنفيذ برنامج ( إعرف وطنك العربي) لسياحة الشباب، بالإضافة إلى قرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي بجامعة الدول العربية بشأن ميثاق المحافظة على التراث العمراني في الدول العربية، وكذلك تفعيل إطار التعاون بين جامعة الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية في مجال السياحة، إلى جانب متابعة تقرير لجنة خبراء الاستراتيجية السياحية العربية، فضلا عن بحث مسابقة جائزة المجلس الوزاري العربي للسياحة في مجال جودة المطاعم المصنفة سياحياً.