أنتهي وقت الكلام.. وحانت لحظة القرار.. بعد ساعات قليلة يعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم( الفيفا) القرار النهائي بشأن مكان اقامة مباراة العودة بين مصر وغانا في الجولة الحاسمة لتصفيات كأس العالم. الجبلاية قدمت جميع الاوراق والضمانات الامنية التي طلبها الفيفا لتأمين اللقاء سواء داخل الملعب او خارجه, بينما الجانب الغاني أرسل كل ما في جعبته من قصص وروايات في ملف متخم الي زيورخ لتحقيق هدفه بإبعاد الفراعنة عن بلادهم في هذه المواجهة الصعبة. وما بين شد وجذب بين الطرفين, فان هناك شواهد ربما تحسم الامر لصالح مصر, في مقدمتها اقامة اياب نهائي دوري ابطال افريقيا بين الاهلي واورلاندو بايراتس في القاهرة باستاد دار الدفاع الجوي, وهو المكان المخصص لمباراة العودة بين مصر وغانا ايضا, مما يدحض ويفند ادعاءات ابناء اكرا بوجود خطر علي حياة البعثة من لاعبين وجهاز فني وإداري وايضا جماهير من بعض حالات العنف التي تشهدها مصر. ومن المفارقة أن الجانب الغاني من خلال وسائل الاعلام اشار الي هذا الجانب, وقال ان ذلك من شأنه ان يدعم فرصة المصريين بالاضافة الي الملف الامني الخاص بتأمين البعثة منذ لحظة وصولها حتي مغادرتها البلاد, ولكن مسئولي الاتحاد الغاني مارسوا هوايتهم المفضلة في التقليل من اهمية ذلك بالاشارة الي ان كل ذلك لا يحسم الامور لصالح المصريين, علي الرغم من الحديث الدائر في القاهرة ان كل شيء جري الترتيب له مع رجال الفيفا. وترجح الانباء الواردة من الفيفا ان مسألة نقل المباراة خارج مصر غير واردة ليس فقط بسبب الاجراءات الامنية المشددة التي قدمتها الجبلاية, وتوضيح الصورة الكاملة بعيدا عن أي مغالطات.. ولكن ايضا لان الاتحاد الدولي مر بنفس التجربة مع منتخب زيمبابوي في التصفيات ذاتها, والذي تحجج وقتها بنفس الظروف وحاول قدر استطاعته الضغط علي المسئولين, ولكن ذهب كل ذلك ادراج الرياح في ظل كشف الحقيقة من خلال الملفات والمعلومات الصحيحة. وتكشف كواليس الاتحاد الدولي ان اللجنة التنفيذية حاولت خلال الايام الماضية الوقوف علي كل شيء يتعلق باجراءات تامين اللقاء, منعا لاي لبس ربما يثير المخاوف من صدامات لا يحمد عقباها خاصة ان النغمة الواردة من بلاد النجوم السمراء تتسم بالتشاؤم والتشدد في المواقف, لدرجة ان الكل يغني علي نفس الموال بان العنف يسيطر علي الشوارع في مصر, وان الانفجارات تتوالي في كل مكان, وان الامر لا يمكن السكوت عليه ولابد من نقل اللقاء الي خارج مصر. وتضيف الكواليس ان هاني ابو ريدة عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي وعضو الاتحاد المصري حرص علي توضيح كل شيء عن هذا الموقف. واستغل وجوده ليست للتأثير علي سكان الفيفا ولكن لوضع الامور في نصابها الصحيح خاصة ان تجربة زيمبابوي ليست ببعيدة عن الاذهان, ونجح في استقراء الازمة ووضع نهاية لها قبل ان تستفحل الامور دون داع او ان يكون لها اساس من الصحة. ووسط هذه الاجواء المرتقبة.. لم تترك وسائل الاعلام الغانية الموقف دون مزيد من الاشتعال, فقد كان العنوان الرسمي لها' مباراة مصر وغانا.. قنبلة زمنية قابلة للانفجار'.. وقالت أن النجوم السمراء لا تخشي أي منافس ولكنها تعمل فقط الف حساب للاجواء المحيطة بها, وانها ليست بالغباء ان تسقط في شراك الجماهير المصرية المتعصبة. واضافت ان الضمانات التي قدمها الاتحاد المصري يجب الا يعتمد عليها مسئولو غانا كثيرا, خاصة في ظل الانفلات الامني الموجود وغياب الحضارة والنظام من شوارع مصر, وان علي اعضاء الاتحاد الغاني ورئيسه ان يتوقع تصرفات خطيرة وغير مسئولة من مشجعي الفراعنة. وقالت انه علي الرغم من حجم التوقعات بان ثورة25 يناير والاطاحة بنظام الرئيس السابق مبارك ستدفع البلاد الي الامام, الا ان الموقف زاد سوءا خاصة في ظل ظهور جيوب العنف وان ذلك لا يعني تدخلا في شئون مصر الداخلية بقدر محاولة للتعريف بالاخطار المحيطة بالنجوم السمراء, موقف ربما يتحول في لحظات الي فوضي عارمة. وواصلت وسائل الاعلام حملتها المزعومة ولكن مع شيء من التغيير من خلال الاقتراح علي الفيفا بنقل المباراة الي إحدي مدن الصعيد البعيدة التي يمكن السيطرة فيها علي الجمهور, او الي مكان اخر خارج مصر تماما,, وانه في حالة لو اصر الاتحاد الدولي علي رأيه واجراها في القاهرة فانها تطالب الجميع بالصلاة ان يعود ابناء غانا سالمين دون أي اصابات. وبالغت الألة الاعلامية في غانا في الامر لدرجة انها طلبت من النشطاء والجماهير في بلادها التواصل عبر البريد الالكتروني مع الاتحاد الدولي ورئيسه سيب بلاتر لطلب نقل المباراة, بل ونشرت البريد الالكتروني الخاص لبلاتر, وأعربت عن امنيتها في صعود المنتخب الي البرازيل دون ان يدفع ثمنا لذلك من حياة لاعبيه.