لم تسع للشهرة ولم تبحث عن منصب فيكفيها ضحكة طفل حديث الولادة وفرحة أم بجنينها عندما تضمه بين ذراعيها لذا أخذت علي عاتقها ألا تحرم أم من هذة الفرحة ولا تمنع طفل من التمتع بصحته... الصدفة وحدها هي التي دفعت إستير مادودو إلي أن تصبح قابلة تساهم في خروج الكثير من الأطفال إلي الحياة وهي كما تقول كان مكتوب عليها الوفاة لتعرض والدتها لولادة مبكرة لكن حياتها انقذت بفضل مهارة القابلة التي أخرجتها في كامل صحتها. لم تنس كذلك شعورها عندما ساعدت جدتها في انقاذ حياة أم وجنينها, ووقتها قررت أن تسلك هذا الطريق ولكن بصورة تتجاوز حدود دولتها وتنتقل إلي قارتها. ويعد فقدان اكثر من162 الف سيدة سنوياعقب الولادة لسوء الرعاية الطبية لهم من أخطر المشاكل الصحية التي تواجة المرأة ليس في أوغندة وحدها بل في افريقيا, وقد قررت استير أن تكون واحدة من ملائكة الرحمة التي تساعد علي توعية وحماية الأمهات علي أن يتمتعن بصحة جيدة قبل وبعد الولادة, ورغم إنها تواجه بالكثير من المشاكل خلال عملها لضعف الامكانيات المتوفرة لها ولكن خبرتها الواسعة والتدريبات الكثيرة التي حصلت عليها واستمرارها في متابعة كل جديد جعلها تتجاوز المحن التي تواجهها وتسطر بيدها تاريخا مختلفا لسيدة افريقية تمكنت بأبسط الإمكانيات أن تمنح الحياة لأكثر من مليون طفل خلال فترةعملها التي تجاوزت الإحدي عشر عاما. اختارت مادودو أن تعمل في اكثر المناطق فقرا في أوغندا لتسهم في انقاذ الكثير من الأرواح وتكتب العديد من قصص البطولة التي مكنتها من حماية مئات الاطفال التي كان يتعذر علي أمهاتهن وآبائهن توفير الامكانات الطبية اللازمة لخروجهن للحياة بصحة جيدة ولم تبخل هي بأن تمنحهم أكثر من ذلك فكثيرا ما كانت تعتمد علي دراجتها لتنقلهاإلي منازل المريضات التي يتعذر وصول وسائل المواصلات إليها لوعورتها لإنقاذ حياة طفل أو مساعدة أم فقيرة علي ولادة جنينها بسلام. و لم يتوقف دورها عند هذا الحد بل إنها ساهمت في انشاء مركز صحي في شرق البلاد واستطاعت بإستخدام الشموع أن تخرج إلي الدنيا أكثر من خمسة اطفال يوميا ويدين لها بالفضل الآلاف غيرهم, لذا احتلت صورها العديد من الصحف الاوغندية وكتبت في حقها الكثير من المقالات وذلك لكثرة القصص البطولية التي تحكيها الريفيات عنها في احاديثهم اليومية وأصبحت استير الأم الروحية لاكثر من مليون طفل وحامية للامهات. اوغندا أو لؤلؤة افريقيا التي يتجاوز تعداد سكانها العشرين مليون, يعيش أكثر من نصفهم تحت خط الفقر وتشكل المرأة51% منهم تتنوع الأدوار التي تقوم بها وتختلف وذلك نظرا لحالة الفقر الشديدة التي يحيا فيها أغلب النساء, مما يوجب علي المرأة الاوغندية ان تشارك بصورة اكثر إيجابية في حياة أسرتها. شهرتها تجاوزت حدود قريتها الصغيرة التي اختارت ان تعيش بها وتخطت العاصمة كمبالا لتصل إلي فرنسا بعد أن اعلنت العديد من منظمات المجتمع المدني هناك رغبتها في تكريمها اعترافا بدورها لا سيما بعد ان رشحتها جمعية' البحوث والطب في افريقيا' لجائزة نوبل نظرا لدورها التنموي في البلاد وشاركت في المؤتمر الإقليمي للاتحاد الدولي للقابلات ومن المقرر ان تقوم بعدد من الجولات في دول العالم لعرض قضايا ومشاكل الامهات الإفريقيات. تري ابنة الثلاثين ربيعا في ترشيحها لجائزة نوبل شيئا عظيما يفوق كل طموحاتها وحلم يتجاوز حدود الواقع لكنها لديها حلم أكبر تتمني تحقيقه, وهو انقاذ أرواح الامهات والأطفال وتوفير الرعاية الصحية لهم ليعيشوا حياة كريمة, وهو ماتسعي للإسهام في تحقيقه بكل طاقتها.