سامي قمصان يتحدث عن.. رحيل كولر.. المشاركة في كأس العالم للأندية.. وفرصة عماد النحاس    الدوري الفرنسي.. مارسيليا وموناكو يتأهلان إلى دوري أبطال أوروبا    حريق مطعم بمنطقة مصر الجديدة فى تغطية خاصة لليوم السابع (فيديو)    بالتردد.. تعرف على مواعيد وقنوات عرض مسلسل «المدينة البعيدة» الحلقة 25    الكاتب أشرف العشماوي عن أزمة صنع الله أبراهيم: حتى اليوم صوتًا يصعب ترويضه    شفافية في الذبح والتوزيع.. الأوقاف: صك الأضحية يصل كاملًا للمستحقين دون مصاريف    ديروط يستضيف طنطا في ختام مباريات الجولة ال 35 بدوري المحترفين    موعد مباراة برشلونة وريال مدريد في الدوري الإسباني    تعليق مثير من نجم الأهلي السابق على أزمة زيزو والزمالك    وزيرة التضامن: وقف دعم «تكافل وكرام» لرب الأسرة المدان جنائيًا واستقطاعه للمخالفين    إخلاء عقار بالكامل بعد الحريق.. إصابات وحالة وفاة في حادث مصر الجديدة    تامر أمين بعد انخفاض عددها بشكل كبير: الحمير راحت فين؟ (فيديو)    بوتين: أوكرانيا اخترقت وقف الضربات على منشآت الطاقة    ارتفاع ملحوظ.. أسعار الفراخ البيضاء اليوم الأحد 11 مايو 2025 بمطروح    سهير رمزي تكشف مفاجأة عن زواج بوسي شلبي ومحمود عبد العزيز    ما شروط وجوب الحج؟.. مركز الأزهر للفتوى يوضح    بوتين: أوكرانيا حاولت ترهيب القادة القادمين لموسكو لحضور احتفالات يوم النصر    إنتهاء أزمة البحارة العالقين المصريين قبالة الشارقة..الإمارات ترفض الحل لشهور: أين هيبة السيسى ؟    نشرة التوك شو| "التضامن" تطلق ..مشروع تمكين ب 10 مليارات جنيه وملاك الإيجار القديم: سنحصل على حقوقن    الأرصاد تكشف موعد انخفاض الموجة الحارة    إخلاء عقار من 5 طوابق فى طوخ بعد ظهور شروخ وتصدعات    كارثة منتصف الليل كادت تلتهم "مصر الجديدة".. والحماية المدنية تنقذ الموقف في اللحظات الأخيرة    إصابة شاب صدمه قطار فى أبو تشت بقنا    وزير التعليم: إجراءات مشددة لامتحانات الثانوية العامة.. وتعميم الوجبات المدرسية الساخنة    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الأحد 11 مايو 2025    انطلاق النسخة الثانية من دوري الشركات بمشاركة 24 فريقًا باستاد القاهرة الدولي    "التعليم": تنفيذ برامج تنمية مهارات القراءة والكتابة خلال الفترة الصيفية    غلطة غير مقصودة.. أحمد فهمي يحسم الجدل حول عودته لطليقته هنا الزاهد    ورثة محمود عبد العزيز يصدرون بيانًا تفصيليًا بشأن النزاع القانوني مع بوسي شلبي    أحمد فهمى يعتذر عن منشور له نشره بالخطأ    مثال للزوجة الوفية الصابرة.. نبيلة عبيد تدافع عن بوسي شلبي    إعلان اتفاق "وقف إطلاق النار" بين الهند وباكستان بوساطة أمريكية    وزير الصحة: 215 مليار جنيه لتطوير 1255 مشروعًا بالقطاع الصحي في 8 سنوات    إجراء 12 عملية جراحة وجه وفكين والقضاء على قوائم الانتظار بمستشفيي قويسنا وبركة السبع    «التعاون الخليجي» يرحب باتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان    رسميًا.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي وطريقة استخراجها مستعجل من المنزل    حكام مباريات الأحد في الجولة السادسة من المرحلة النهائية للدوري المصري    محافظة سوهاج تكشف حقيقة تعيين سائق نائباً لرئيس مركز    مصابون فلسطينيون في قصف للاحتلال استهدف منزلا شمال غزة    انتهاء هدنة عيد النصر بين روسيا وأوكرانيا    وزيرة التضامن ترد على مقولة «الحكومة مش شايفانا»: لدينا قاعدة بيانات تضم 17 مليون أسرة    في أهمية صناعة الناخب ومحاولة إنتاجه من أجل استقرار واستمرار الوطن    أمانة العضوية المركزية ب"مستقبل وطن" تعقد اجتماعا تنظيميا مع أمنائها في المحافظات وتكرم 8 حققت المستهدف التنظيمي    ضع راحتك في المقدمة وابتعد عن العشوائية.. حظ برج الجدي اليوم 11 مايو    راموس يقود باريس سان جيرمان لاكتساح مونبلييه برباعية    «أتمنى تدريب بيراميدز».. تصريحات نارية من بيسيرو بعد رحيله عن الزمالك    خالد الغندور: مباراة مودرن سبورت تحسم مصير تامر مصطفى مع الإسماعيلي    أبرزها الإجهاد والتوتر في بيئة العمل.. أسباب زيادة أمراض القلب والذبحة الصدرية عند الشباب    تبدأ قبلها بأسابيع وتجاهلها يقلل فرص نجاتك.. علامات مبكرة ل الأزمة القلبية (انتبه لها!)    منها «الشيكولاتة ومخلل الكرنب».. 6 أطعمة سيئة مفيدة للأمعاء    وزيرا خارجية السعودية وبريطانيا يبحثان مستجدات الأوضاع    بوتين يعبر عن قلقه بشأن استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي    سعر الذهب اليوم الأحد 11 مايو محليًا وعالميًا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير (تفاصيل)    بعد انخفاضه.. سعر الدولار مقابل الجنيه اليوم الأحد 11 مايو 2025 (آخر تحديث)    عالم أزهري: خواطر النفس أثناء الصلاة لا تبطلها.. والنبي تذكّر أمرًا دنيويًا وهو يصلي    رئيس جامعة الأزهر: السعي بين الصفا والمروة فريضة راسخة    وقفة عرفات.. موعد عيد الأضحى المبارك 2025 فلكيًا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 10-5-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالمنطق
قنبلة الجنرال الأمريكي هيوشيلتون!!
نشر في الأهرام اليومي يوم 26 - 10 - 2013

تصريحات مفزعة مهما كان عدم اكتراثنا بالمخاوف والتهديدات والأخطار المحدقة بنا دوما وأقصد تلك التصريحات التي أطلقها في نهاية الشهر الماضي الجنرال هيو شيلتون الرئيس السابق للهيئة المشتركة لرؤساء أركان حرب القوات المسلحة الأمريكية وهو أعلي منصب للعسكريين المحترفين في الولايات المتحدة
ففي نهاية الشهر الماضي خرج علينا الرجل فجأة, وبلاأي مناسبة, وأدلي بتصريحات لشبكة فوكس التليفزيونية الأمريكية أعلن خلالها أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي وجلالة الملك حمد آل ثان ملك البحرين, كانا معا فعالين في قلب الموائد فوق رؤوس جميع وكالات المخابرات الأمريكية, وأن الفريق أول السيسي كان رئيسا للمخابرات الحربية المصرية ولذلك لم يكن من الحكمة أبدا من جانب واشنطن أن تحاول خداع قائد عسكري كان يتولي هذا المنصب.
وأضاف: أما عن السياسة الأمريكية الرامية لدعم الإخوان المسلمين داخل المجتمع المصري الذي يتميز بتنوع الأوجه والاتجاهات.
تلك السياسة لم تكن أبدا الاختيار الصائب في مثل هذه الأوضاع, ومع ذلك فإنني أتوقع عودة الهدوء إلي مصر وذلك بعد أن نجح الفريق السيسي في القضاء علي هذا المشروع الأمريكي الجديد وأنه لو لم يقم الفريق السيسي بإقصاء الرئيس المصري السابق مرسي العياط فإن مصر كان يمكن أن تتحول إلي سوريا أخري, وأن يتم تدمير قواتها المسلحة, وأنه في هذه الحالة كان لا يمكن إعادة الموقف والأوضاع إلي ما كانت عليه.
واستطرد الجنرال شيلتون قائلا بصراحة بالغة: إن الولايات المتحدة كانت ترمي إلي إضعاف الشرق الأوسط ولكن هذا الهدف الأمريكي أدي إلي بروز تكتلات جديده خرجت إلي المسرح مثل مجلس التعاون الخليجي ومثلث مصر السعودية الإمارات العربية المتحدة.
وعن دولة البحرين قال الجنرال شيلتون: إن جلالة الملك حمد آل ثان عمل علي خلط أوراق المخابرات الأمريكية, وأن تحرك قوات مجلس التعاون الخليجي ووصولها إلي البحرين كان قرارا عسكريا حكيما, وجاء في الوقت المناسب, وأن واشنطن كانت تتصور أن دولة البحرين هي فريسة سهلة وبمثابة حجر الزاوية الذي سيؤدي إلي إنهيار نظام مجلس التعاون الخليجي, وبالتالي يؤدي إلي شركات البترول العملاقة التي تسيطر علي البترول في منطقة الخليج, وبعد ثبوت التدخل الأمريكي في البحرين وأحداث القلاقل هناك فإن ذلك أدي بالتالي إلي فقدان السعودية لثقتها في الولايات المتحدة.
واستطرد الجنرال في حديثه القنبلة لشبكة فوكس الإخبارية الأمريكية قائلا: لقد قابلت الملك حمد آل ثان عندما كنت أتولي رئاسة المخابرات الأمريكية لدي الأسطول الخامس الأمريكي, وأثناء هذه المقابلة ترسخ لدي إنطباع بأنه لا ينبغي أبدا الإقلال من شأن هذا الرجل.
بذلك أصبح لدينا موضوع إخباري علي درجة عالية من الأهمية ولكن الغريب أن الصحيفة الوحيدة التي نشرته هي صحيفة أخبار الخليج البحرانية وتوأمها الذي يصدر بالإنجليزية جلف ديلي نيوز وذلك نقلا عن الموقع الأليكتروني ويرلد تريبيون وبالطبع فوكس نيوز ومع ذلك فقد قامت كافة السلطات الأمريكية بتكذيب هذا الخبر, بل ونقلت تكذيب من الجنرال هيوشيلتون لكل بنود هذا الخبر, أما الجانب البحريني فقد أصر علي صدق هذه الرواية ورفض تماما الإنصياع لإعتراضات وتكذيبات الجانب الأمريكي بما في ذلك ما تم نقلة علي لسان الجنرال شيلتون الذي يبدو أنه لم يخرج بنفسه للإدلاء بهذا التكذيب.
إلي هنا والكلام... جد خطير ويتسق مع المجريات الغربية للأحداث التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط, ومازالت, علي مدي ما يقرب من ثلاث سنوات متصلة, ويتسق أيضا مع تلك الانتفاضة المفاجئة التي اعترت كبار المسئولين الأمريكيين بعد القلاقل التي هزت المنطقة بأكملها, وفي هذا السياق لا أنسي أبدا وإن كنت قد نسيت تماما اسم هذا الرجل ربما من قبيل الاشمئزاز مما قاله لا أنسي أبدا تصريحا فجا أدلي به سيناتور أمريكي قال فيه إننا سنعمل علي إعادة العرب إلي الخيام التي كانوا يقطنون فيها, وأنه بعد إسقاط الدول العربية دولة تلو الأخري سنحصل علي الجائزة الكبري ممثلة في سقوط مصر!
لا أنسي ذلك أبدا وقد قمت بنشرة في حينه عندما كنت أتولي رئاسة مؤسسة روز اليوسف العريقة, وبالمثل لاأنسي أبدا هذا التصريح الفج الذي نطق به السكرتير الصحفي للرئيس الأمريكي أوباما في أعقاب ثورة يناير عندما خرج فجأه ليطلب تخلي الرئيس مبارك عن الحكم ومغادرته للبلاد! وبلغة وقحة قال عبارته الشهيرة: الآن معناها الآن, إن تنازل رئيس مصري عن منصبه, وضرورة مغادرته لوطنه, ليس أبدا من شأن الولايات المتحدة أو غيرها من الدول الخارجية, وإن كنت أسوق هنا هذا التصريح الفج فإنما للدلالة علي أن واشنطن كانت وراء ما يجري في المنطقة بأكملها منذ بداية الأحداث في يناير2011, بل وفيما قبل هذا التاريخ بكثير.
وفي المجال العسكري والحروب التي شهدتها مصر نعرف جيدا عن طائرات الإستطلاع الإلكترونية الأمريكية إي2- سي التي كانت تحلق علي طول سواحلنا الشمالية قبل أيام من الهجوم الإسرائيلي علي مصر في يوينو1967, وكانت هذه الطائرات تلتقط الموجات التي تستخدمها شبكتنا الراداريه التي أصيبت بالعمي التام عندما هاجمتنا الطائرات الإسرائيلية وذلك بسبب التشويش الذي تم عليها بعد حصول اسرائيل علي هذه المعلومات من أمريكا!
كذلك لا ننسي الهجوم الإسرئيلي علي سفينة التجسس الأمريكية ليبرتي التي كانت تتجسس علينا والتي هاجمها الإسرائيليون بشراسة وإحكام حتي لا نتمكن من إرسال إشارة استغاثة واحدة وتفشي أسرار الهجوم علي الدول العربية فيما وراء الحدود المتفق عليها مع دوائر المخابرات الأمريكية! وأيضا لاننسي أبدا أنه في حرب أكتوبر73 وعندما باتت هزيمة اسرائيل وشيكة إذا بواشنطن تدفع إلي سمائنا بأحداث طائرات الاستطلاع من طراز إس. آر17 التي تحلق علي ارتفاعات شاهقة وسرعات عاليه جدا يستحيل التعامل معها بالمقاتلات الاعتراضية أو الصواريخ المضادة للطائرات, وعندما وصلت المعلومات التي حصلت عليها تلك الطائرات إلي السلطات الإسرائيلية كان أن تم تحديد منطقة الاختراق ما بين جيشينا الثاني والثالث فيما عرف بعملية الثغرة!!
وعندما اقمنا اتفاق السلام مع اسرائيل وفقا لرغبة وإصرار الولايات المتحدة ودفعنا ثمن هذه الخطوة غير المسبوقة وغير المتوقعة من العدو والصديق, وذلك عندما قررت جميع الدول العربية مقاطعة مصر, رغم أن مصر كانت علي مر التاريخ الشقيقة الكبري وزعيمة العالم العربي بأكمله.. أقمنا السلام المستحيل وكان من بين رغبات واشنطن تدعيم القوات المسلحة المصرية والإسرائيلية بترسانة قوية وفعاله من السلاح الأمريكي عملا علي إستحالة نشوب حرب أخري بين الدولتين! ومع ذلك كان من نصيب إسرائيل طائرات ال ف15 التي نتفوق كثيرا علي طائرات ال ف-16 التي حصلت عليها مصر!
وبينما حصلت اسرائيل علي طائرات الأواكس التي تعتبر أحدث طائرات الرادار المحمول جوا وإدارة جميع عمليات القتال الجوي.. بينما كان ذلك كان نصيب مصر هو طائرات ال إي 2 سي, الأقل بمراحل سواء من ناحية التجهيزات الفنية التي تحملها أو القدرات الفنية علي الكشف الراداري وإدارة العمليات الجوية.. ونفس المفاضلة في باقي أنواع الأسلحة, ولم تعد المسألة مساواة في قوة السلاح للجانبين ضمانا لعدم قيام أي حرب بينهما, بل مفاضلة فجة للجانب الإسرائيلي بحيث تظل اسرائيل دائما هي الأقوي والأكثر قدرة!
وإذا نظرنا, وحاولنا تقييم الموقف الأمريكي تجاه مصر منذ يناير2011 وحتي يومنا هذا سوف نلاحظ ترحيبا متحمسا لثورة يناير أندفع بعده كبار المسئولون الأمريكيون في تغليظ لغة الخطاب ضد النظام السابق وذلك في ذات الوقت الذي أبدوا فيه دعمهم وتأييدهم الكامل لثورة يناير!
ومع ذلك فإنه عندما هب الإخوان المسلمون وخرجوا من جحورهم واستولوا علي تلك الثورة, بعد أيام من اندلاعها, فإن الأمريكيين, للغرابة والعجب والدهشة التامة, حولوا تأييدهم الكامل والشامل للإخوان الذين كانوا يعتبرونهم إرهابيين وطالما أقاموا العالم كله واقعدوه بدعوي محاربة هؤلاء الإرهابيين وأقرانهم من المنظمات المماثلة!
أما الأغرب, والأعجب, من هذا كله فإنه عندما هب الشعب المصري عن بكرة أبيه خلال ثورة30 يونيو ونزل إلي الشوارع نحو33 مليون مواطن مصري يؤيدون الفريق أول عبد الفتاح السيسي في تحركه التاريخي لعزل الرئيس السابق مرسي العياط.. عندما حدث ذلك ما كان من واشنطن إلا أن تجاهلت تحرك, وإبتهاج, شعب مصر بأكمله وأصرت علي أن ما حدث ما هو إلا إنقلاب عسكري ينبغي الوقوف ضده ومعارضته!
.. أصرت بحماقة بالغة علي أنه إنقلاب عسكري, وليس ثورة من الطراز الأول والفريد, كذلك أعلنت واشنطن أنه ينبغي إعادة نظام الإخوان ورئيسه السيد مرسي العياط!! لم يفعلوا شيئا من هذا القبيل عندما تم تنحية الرئيس محمد نجيب, أو عندما تنحي الرئيس عبد الناصر, أو عندما تنحي الرئيس مبارك, أو حتي عندما تم أغتيال الرئيس السادات بواسطة نفس الجماعة التي ينتمي إليها الرئيس مرسي!!
والأسوأ من هذا, ومن ذاك, ذلك الهراء الذي تردد عن تقسيم مصر إلي دويلات إحداها للمسلمين, وأخري للمسيحين, وثالثة لأبناء النوبة.. أما سيناء فإنه سيجري تقسيمها ما بين حماس وغيرها حلا للمشكلة الفلسطينية!!
وضمانا لتحقيق هذا الهدف جري تمكين اعدادا هائلة من الإرهابيين في صحاري وجبال ووديان سيناء حتي يسهل تنازل المصريين عن هذه المساحة الهائلة والغالية من أراضينا.. جبهة أخري فتحوها أمام قواتنا المسلحة فيما يسمي بعمليات إغراق بكثرة وتعدد الواجبات والمهام بأمل أن تفشل قواتنا أو يعتريها الإحباط واليأس الأمر الذي لن يتحقق أبدا بمشيئة الله تعالي... وبسواعد رجالنا!
وفي النهاية فإنني لاأستطيع تصور أن تلك التصريحات علي لسان الجنرال هيو شيلتون يمكن أن تكون مفبركة أو مختلقة فالأخبار المفبركة لا تنسب أبدا إلي شخصية كبيرة ومعروفة لا يمكن أبدا أن تلتزم الصمت إزاء هذه المفبركات وانما حتما سنتحرك لتكذيب وسيلة الإعلام الغبية التي ارتكبت مثل هذه الحماقة!
وفي رأيي وبكل التواضع فإنني أري ضرورة مخاطبة الرأي العام الأمريكي وليس أبدا كبار المسئولين الذي أعتدنا مخاطبتهم فليس ثمة فائدة من هؤلاء علينا مخاطبة الرأي العام الأمريكي بأي وسيلة وإطلاعه علي المساعدات التي قدمتها مصر للولايات المتحدة, ولصالح الأمن القومي الأمريكي بدءا من التسهيلات الجوية والبحرية, والتزامها بالسياسات الإقتصادية التي تحبذها واشنطن, والتدريبات العسكرية المشتركة, والعبور النووي لقناة السويس, وإحترام معاهدة كامب ديفيد التي كانت واشنطن تقف وراءها بكل قوة... ومسائل أخري عديدة ومتنوعة تزيد من إحترامنا لأنفسنا وتنال من الجانب الذي تنكر لكل هذه المساعدات والخدمات... بلا أي مبرر.
النبوءة اليابانية.. ومرور القاهرة!
خلال التسعينيات, ولا أتذكر تحديدا التاريخ الصحيح, وصل إلي مصر وفد ياباني من الخبراء في مجال المرور للمشورة في إيجاد حلول لحركة المرور في العاصمة المصرية, ونحن نعرف جميعا ضيق مساحة الأراضي في اليابان والعدد الأمثل من السيارات التي تجري في شوارع طوكيو وباقي المدن هناك... ومع ذلك فإن المرور ينساب ويصل الجميع إلي مقاصدهم بارتياح. جاء إلينا الخبراء اليابانيون, وكانوا وراء النصيحة ببناء مطلع ومنزل عند طرف كوبري قصر النيل من ناحية ميدان التحرير فكان ذلك حلا سحريا إنسابت معه السيارات علي طريق الكورنيش بعد ما كانت تتكدس وتختنق في هذه المنطقة!
المهم أن هؤلاء الخبراء قالوا لنا إنه لو استمرت الأحوال علي ما هي عليه حاليا من طرق متواضعه وأعداد هائلة من السيارات وكل المركبات الأخري... من الكارو إلي التوك توك إذا إستمرت تلك الأحوال فإنه خلال السنوات المقبلة, التي لن تتجاوز عشرين عاما, ستتكدس تلك السيارات فوق مختلف الطرق وتشل حركة السير تماما إلي الحد الذي لن يجد فيه المشاة طريقا يسيرون عليه. ومع ذلك استمر استيراد وتضيع السيارات... والميكروباصات... والموتوسيكلات.. والتوك توك, وذلك بالإضافة إلي الحنطور والكارو فاكتملت بذلك أضلاع المأساة التي يعاني منها جميع سكان عاصمة المعز وتجاوزت تلك المأساة حدود الضيق والتوتر والسخط في طريقها إلي حد الانفجار! وليسمح لي السادة المسئولون عن إدارة المرور أن أسرد تجارب دول أخري لمجابهة تلك المشكلة:
أولا: هناك فكرة تقسيم أيام الأسبوع بين السيارات التي تحمل أرقاما زوجية والأخري التي تحمل أرقاما فردية بحيث يسمح لكل منها بالنزول إلي الشوراع ثلاثة أيام في الأسبوع بالإضافة إلي يوم العطلة الرسمية وجدير بالذكر أن فرنسا لجأت إلي هذا الحل ليس بسبب تكدس السيارات, وزيادة أعدادها, ولكن لمجرد وجود سحابة رمادية في سماء باريس خشي معها المسئولون هناك من زيادة حجمها, وزيادة نسبة التلوث في الجو الناتج عن عادم السيارات.... وبالمناسبة نسبة التلوث في الجو عندنا وصلت إلي أكثر من أربعين مثل الحد المسموح!!
ثانيا: وقف إصدار تراخيص جديدة للسيارات لحين تطبيق حلول ناجحة لهذه المشكلة التي تهدد الجميع.
ثالثا: ليس أمرا مقدسا أن تكون فترة عمل الموظفين من الساعة الثامنة صباحا إلي الثانية ظهرا ولكن يمكن تقسيم فترة العمل للموظفين في الحكومة والشركات, إلي ثلاث فترات وهكذا يمكن أن نقضي علي تكدس الموظفين في مكاتبهم, ثم أهم من هذا وذاك توفير الخدمات للمواطنين طوال ساعات اليوم الأمر الذي سيؤدي بدوره إلي تقليل إزدحام وسائل المواصلات, بجانب القضاء عل تكدس الموظفين في مكاتبهم... ثم أهم من هذا وذلك, توفير الخدمات للمواطنين طوال ساعات اليوم الأمر الذي سيؤدي بدوره إلي تقليل إزدحام وسائل المواصلات!
رابعا: تطبيق الإنضباط الحقيقي في الشوارع بواسطة رجال شرطة يتمتعون بقدرات عالية وسلطات غير محدودة!
خامسا: تنفيذ القرار الذي سمعنا عنه منذ سنوات طويلة وبعيدة بنقل المصالح والهيئات الحكومية وخاصة تلك المصالح والهيئات التي تتعامل يوميا مع الجمهور إلي مناطق بعيدة عن وسط العاصمة.. وياحبذا لو تم توزيع تلك المصالح والهيئات علي باقي مدن الجمهورية.. كل حسب طبيعة العمل الذي تؤديه, وعلي حسب شرائح المواطنين الذين سيتعاملون مع هذه المصالح والهيئات.
فيما سبق فإنني لم أبتكر شيئا جديدا لأن كل هذه البنود يتم تطبيقها والعمل بها في كل أنحاء العالم بل أن هناك من تلك البنود والاشتراطات ما هو أكثر شدة وصرامة ولذلك لم اقترب منها لأنني أدرك إستحالة تطبيقها عندنا, ورغم أنها كانت سارية المفعول منذ عقود طويلة كانت خلالها القاهرة نموذجا للرقي والتحصر بينما كانت الإسكندرية يعتبرونها عروس البحر المتوسط... وكانت أيام.
لمزيد من مقالات محمد عبدالمنعم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.