علي الرغم من أن المنتخب الوطني الأول لكرة القدم عاش ساعات عصيبة في غانا بسبب الهزيمة القاسية وغير المتوقعة أمام النجوم السوداء, إلا أن الأمريكي بوب برادلي المدير الفني للمنتخب سارع عقب انتهاء المباراة وعودة الفريق لفندق نودا مقر إقامة المنتخب بكوماسي إلي الاجتماع بلاعبي الفريق ليقف أمامهم بثبات ويقول لهم كلمات واضحة وحاسمة حول المستقبل الذي ينتظر المنتخب عقب الخسارة الكبيرة. وقال برادلي للاعبيه إنه يشعر بالصدمة والحزن لما جري في ملعب بابا يارا لأنه لا يعكس حقيقة المستوي الذي وصل إليه الفراعنة بعد عامين كاملين من العمل المتواصل.. وبالرغم من كل شئ فإنه كمدرب محترف لن يترك منتخب مصر في هذه اللحظات الصعبة التي يمر بها وسيواصل تحمل المسئولية حتي النهاية, مؤكدا عزمه قيادة المنتخب في لقاء العودة المقرر إقامته يوم19 نوفمبر المقبل, وهو ما يعني أن برادلي لن يتقدم باستقالته بعكس ما تردد مؤخرا. وطالب برادلي لاعبيه بتذكر أن عليهم مسئولية كبيرة وأن الرجولة تقتضي مواصلة العمل حتي آخر لحظة, وتمادي المدرب الأمريكي فقال إن هناك كثيرين يعتبرون أن مهمة المنتخب في لقاء19 نوفمبر ستكون مستحيلة, في حين أنه يري أنها مجرد مهمة بالغة الصعوبة وليست مستحيلة لأنه لايؤمن بوجود شئ مستحيل وغير قابل للتحقيق. كما طالب المدير الفني اللاعبين بضرورة أن يقضوا الأيام التي تفصلهم عن لقاء العودة في التفكير في كيفية أداء مباراة قوية لإظهار حقيقة مستوي منتخب مصر ورد اعتبارهم أمام الجماهير في مصر, وليس في الانتقام للهزيمة بستة أهداف مقابل هدف لأن الانتقام لن يجدي نفعا ولن يؤدي إلي شئ سوي إخراج اللاعبين عن تركيزهم. وفي نهاية الاجتماع السريع الذي عقده الجهاز الفني مع اللاعبين, سأل أفراد الجهاز الفني عن السبب فيما جري فكان هناك إجماع من اللاعبين علي إجابة واحدة هي لا نعرف!!.. وقال اللاعبون للجهاز إنهم مذهولون لما جري ولا يجدون سببا واحدا يفسر الحالة السيئة التي ظهر بها المنتخب أمام غانا, ومنهم من قال إنه بمجرد بدء المباراة نسي تماما التعليمات التي تلقاها من الجهاز الفني ونسي دوره في الملعب. وقد فسر الجهاز الفني تبريرات اللاعبين بأنها تعبر عن حالة من الضغط النفسي الشديد الذي وضعه اللاعبون علي أنفسهم قبل المباراة, حتي أن الجهاز الفني اكتشف أن اللاعبين كانوا يريدون الفوز علي غانا في كوماسي علي أمل أن يسهم هذا الفوز في توحيد الشعب الذي عاني كثيرا من الخلافات, وهو ما انعكس في النهاية علي المستوي الفني في الملعب!. ويمكن القول إنه علي الرغم من رباطة جأش المدير الفني الأمريكي عقب الهزيمة القاسية, إلا ان الرجل يشعر بخيبة أمل كبيرة بعدما تبخرت عمليا آماله في قيادة منتخب مصر في نهائيات كأس العالم بالبرازيل.2014 فعقب انتهاء مهمة بوب برادلي مع منتخب أمريكا بحث الرجل عن المنتخب المناسب لكي يخوض معه تجربة مختلفة, فوجد ضالته في منتخب مصر الذي فاز بكأس أمم إفريقيا ثلاث مرات متتالية لكنه فشل باستمرار في التأهل للمونديال, وهنا قرر برادلي أن يضع رهانه علي فراعنة النيل خاصة في ظل وجود جيل يتمتع بخبرة كبيرة وعناصر شابة تبحث لها عن دور مع الفريق. وعلي الرغم من أن الرجل فوجئ بتوقف النشاط الكروي بعد أشهر معدودة من توليه المسئولية, إلا أنه قرر بشجاعة الاستمرار في مهمته وعدم الانسحاب ليجد نفسه في نهاية المطاف يقوم بدور مدربي الأندية التي منحت غالبيتها اللاعبين إجازات وهو ما يعني انتهاء أمر هؤلاء اللاعبين تماما وتركهم فريسة لوتيرة الحياة اليومية, لكن بوب كافح من أجل إقامة معسكرات دعا إليها قرابة المئة لاعب انخرطوا في تدريبات بدنية وفنية شاقة استقر بعدها علي هيكل أساسي من اللاعبين الذين يراهم يصلحون للعب الدولي. وعلي الرغم من نجاح المنتخب في إنهاء المرحلة الثانية من التصفيات دون هزيمة أو تعادل, إلا أن النهاية جاءت حزينة لأنه بالرغم من جهود الجهاز الفني, إلا أن توقف النشاط الكروي أدي لتراجع الكرة المصرية مقارنة بالكرة الإفريقية التي تتطور بسرعة مذهلة, ولعل الهزيمة الثقيلة من غانا تفتح باب البحث الجاد عن كيفية إعادة الحياة للملاعب بدلا من البحث عن الهروب من المسئولية