برغم ان ثورة يناير كانت بمثابة الافاقة وانبعاث لضوء امل جديد للمستقبل إلا انها وللاسف كشفت عن عيوب كثيرة اهمها افتقاد فن الحوار الذي اصبح يحتدم ليصل الي حد الشجار والتشابك بالايدي في كثير من الاحيان وذلك كله لمجرد فشل كل من الطرفين في فهم الاخر وتوصيل المعلومة له. في حين تجد في النهاية ان هناك نقاط اتفاق كثيرة في حوارهم وهكذا أصبح الاقناع من المستحيلات مثل العنقاء التي نسمع عنها ولا نراها. أستاذ محمد لطفي القادري خبير التنمية البشرية يري ان فن التفاوض والاقناع من الفنون الضرورية للحياة فهو يعد من علوم الأنبياء والرسل والحكماء والزعماء وأهل الرياسة فإذا أردت أن تصبح من أهل علم التفاوض و الإقناع فلا بد أن تضع نصب عينياك الحكمة التي تقول: ما خرج من القلب يدخل إلي القلب وما خرج من اللسان لا يتخطي الآذان. فالصدق يعتبر الصفة الجميلة واللمسة السحرية التي تروج لأفكارك وأعمالك ولكي تتصف بصفة الاقناع يجب ان تكون صادق القول والفعل.. ولا تدافع عن نفسك ولكن عن الحق.. لا تنظر لمن تحاوره علي أنه أقل منك.. مع استخدام أقصي قدر من الليونة والابتعاد عن العناد والاستبداد بالرأي من كلا الطرفين المرسل, المستقبل. ويجب أن تحدد نوع الشخصية التي تتعامل معها حتي تتمكن من معرفة كيفية التأثير عليها واقناعها فيوجد الشخص الودود: الذي يتميز بأنه هادئ, بشوش الوجه, متفائل, يثق في الناس ولا يسيء الظن. وأفضل أسلوب للتعامل معه يكون باللين والاحترام وعدم استخدام الصوت المرتفع, بينما نجد الشخص العنيد لا يكترث سوي برأيه فقط ولا يحترم الآخرين. والتعامل معه يكون بأسلوب الاستمالة كأن نطلب منه أن يتنازل عن رأيه لمدة خمس دقائق فقط.. أو تخبره بأن التجربة ستسعده كثيرا.. أو الاستحسان نعم رأيك جميل ولكني أري كذا. بينما نجد الشخص الثرثار يتكلم كثيرا و يتحدث في كل ما يعرفه ومالا يعرفه ويتشابه معه الشخص مدعي المعرفة وغالبا ما يتظاهر بالكبرياء... لذلك فأفضل طريقة للتعامل معه تكون بلفت انتباهه إلي أنه خرج عن الموضوع وأنك مستاء قليلا من بعض تصرفاته.. وتتعدد أنماط الشخصيات وقد نصادف الشخص الخشن الذي يتسم بالقسوة في تصرفاته وردوده ولا يهتم بمشاعر الآخرين ولا وجهة نظرهم لأنه مغرور رأيه هو الأفضل دائما من وجهة نظره وغالبا ما يقطع حديث الآخرين بطريقة مستفزة.. لذلك ننصح بالتحدث معه بهدوء والاستماع له جيدا.. وعدم الدخول في نقاش معه إلا في حدود قناعاته ومعتقداته. ونظرا لأن علم تحليل الشخصيات والفراسة في تفهم الآخرين يعد من الأشياء التي تواجه صعوبة لدي الكثير إلا أننا يمكننا التعامل مع كل شخص بما يناسبه من نمطه الشخصي وتنقسم الأنماط الشخصية إلي ثلاثة أنواع:النمط البصري وصاحبه يهتم بما يراه بعينيه ويستخدم كلمات أنا أري, أنا أشاهد وصوته دائما مرتفع ويستخدم الإشارة بيديه وحركات يداه فوق الصدر. ولكي ننجح في اقناع الشخص البصري لا بد من استخدام الكلمات البصرية مثل شف, أنظر, تصور والابتعاد عن كلمات اسمعني, حاسس. كما يوصي بالتحدث معه في كل ما يجذب البصر مثل الأشكال, الألوان في حين تكون الشخصية السمعية مهتمة بما تسمعه. ولديها مقدرة للتعبير عن مشاعرها في حين أننا نجد صاحب الشخصية الحسية يهتم بما يحس به ويشعر به. ودائما يستخدم كلمات أنا أحس, أنا اشعر, قلبي يحدثني. إضافة إلي أشارته الجسدية أسفل منطقة الصدر. وأفضل طريقة التعامل معه من خلال الكلمات السمعية مثل اسمعني, أقول لك, كلمني.