كان في مقدمة الدروس المستفادة من حرب1967 أن إسرائيل تجيد الخداع والتضليل في تصرفاتها وتصريحاتها لإخفاء نياتها رغم أنها أكدت بالدليل القاطع قولا وعملا أن نياتها توسعية وأن عدوانها عام1967 لم يكن- علي حد زعمهم- دفاعا عن النفس... وأيضا فلقد بات واضحا أن إسرائيل تهتم بالحرب النفسية قبل وفي أثناء وبعد المعركة العسكرية, وأنها تعتبر الروح المعنوية هدفا استراتيجيا تسعي إلي تحقيقه والمحافظة عليه بجميع الطرق التي قد تصل إلي حد القيام بعمليات خاصة لذلك! وكان من بين أهم الدروس المستفادة أن إسرائيل تهتم كثيرا بزيادة عدد مؤيديها في صفوف الرأي العام العالمي برغم عدم مشروعية مخططاتها, وأنها تستخدم في ذلك جميع الوسائل الدبلوماسية وتجند أعدادا كبيرة من الكتاب والصحفيين والفنانين العالميين لهذا الغرض... وكان الدرس الأهم الذي امتلكت القيادة العسكرية المصرية شجاعة الاعتراف به هو أن التفوق العسكري الإسرائيلي في معركة يونيو1967 كان أساسه التخطيط الجيد للمعركة, وليس ناتجا عن قدرة خارقة أو أساليب قتالية جديدة أو مستحدثة وأن إسرائيل في معاركها السابقة كانت تتفادي دائما المواجهة المباشرة مع قواتنا.. ومن ثم فإن كل خطوة نخطوها وكل عمل نقوم به يجب أن يكون مبنيا علي أساس سليم ومدروس وبناء علي تخطيط سابق ومنظم مع عدم إغفال أن التدريب المعنوي جزء لا يتجزأ من التدريب العسكري للأفراد وأن كليهما ضروري لرفع الكفاءة القتالية للقوات, وأن التربية الروحية ضرورة أساسية إلي جانب التربية المادية- وربما تسبقها- لبناء عقيدة سليمة من أجلها, وعلي أساسها يضحي ويبذل الفرد جهدا ومالا ودما. خير الكلام: من ست سنين بل أكثر.. والحزن سفائن لم تبحر! لمزيد من مقالات مرسى عطا الله