قافلة طبية علاجية بالمجان ربما يكون هذا الخبر سارا بالنسبة للمواطن المصري المريض في المناطق النائية و الصحراوية او المناطق التي لا تتواجد فيها من الاساس مراكز لتقديم الخدمات الطبية الأساسية. اما القوافل الطبية بالنسبة للمواطن الذي يتواجد في مدينته مستشفي يفتقر للإمكانيات الطبية فهذه القافلة ليست الا نموذجا لإهدار المال العام من قبل وزارة الصحة. اهدار كامل للمال العام هكذا بدأ الدكتور ايهاب الطاهر الأمين العام لنقابة أطباء القاهرة كلامه معنا حين سألناه عن رأيه في القوافل الطبية التي عادت للظهور مرة أخري خلال الأسابيع الماضية و اضاف قائلا: المشكلة ليست في فكرة القوافل الطبية بشكل عام و انما المشكلة تكمن في الاختيار الخاطئ للمكان المتوجه اليه هذه القافلة, فإذا دققنا سنجد ان وزارة الصحة تقوم بإرسال القوافل الطبية المجهزة بعشرات السيارة المعدة للعمل كعيادات و بالطبع هذه السيارات ماهي الا عربات اسعاف مكتوب علي كل واحدة منها عيادة الباطنة و عيادة النساء التوليد و غيرها من التخصصات المختلفة و بالطبع قبل وصول هذه العربات الي النجوع او القري تكون الأرض المستعدة لأستقبالها جاهزة بالخيم و الفراشة, وهو الأمر الذي يكلف الوزارة آلاف الجنيهات, هذا فضلا عن إقامة هذه القوافل بجوار مستشفيات و مراكز طبية تابعة للوزارة بل و تستعين أيضا بنفس الأطباء الذين يعملون بهذه القوافل فلماذا كل هذه التكاليف في حين اذا تم توفيرها لهذه المستشفيات سترتقي الوزارة بإمكاناتها و تقدم خدمة طبية أفضل. وأضافت دكتورة مني مينا قائلة: لا ادري هل هناك تعمد من قبل وزارة الصحة لإهدار مخصصات الصحة الضعيفة علي ما يسمي القوافل الطبية التي ما هي الا إحدي علامات الفساد وإهدار المال الواضحة والمكشوفة, بعد أن اختفت لشهور قليلة بعد الثورة ثم عادت مرة اخري لتقدم للمواطن خدمة طبية هزيلة من خلال اعتمادها علي أطباء التكليف و الأستعانة بعدد محدود جدا من الأخصائيين و بالتالي فالخدمة الطبية لا ترقي ابدا الي المستوي المطلوب في ظل الأعداد الغفيرة التي تأتي الي القافلة من أجل الحصول علي خدمة طبية مجانية و علاج مجاني ايضا و هو الأمر الذي يضغط علي الطبيب بسبب تكدس الأعداد الغفيرة علي هذه القوافل, هذا فضلا عن توقف الأطباء عن عملهم بالمستشفيات والمراكز الطبية التي يعملون بها في الأساس بجوار هذه القوافل فما سبب اصرار الوزارة علي هذه القوافل التي كانت تخدم في السابق مرشحي الحزب الوطني و حزب الحرية و العدالة من أجل الحصول علي اصوات بهذه القري دون تكبد مبالغ الدعاية او تكبد مصاريف تقديم خدمة صحية جيدة للمواطن الذي لم تؤثر قيام الثوارت شيئا في اهتمام الدولة بصحته.