اعتبر بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة غداة القيام بأولي عمليات تدمير الأسلحة الكيماوية التي رحب بها الخبراء والولايات المتحدة, أن البعثة المخصصة لتفكيك الترسانة الكيماوية السورية يجب أن تضم مائة عنصر لتنفيذ هذه المهمة غير المسبوقة. وفي تقرير رفعه أمس الأول الي مجلس الامن الدولي أوصي كي مون بإنشاء بعثة مشتركة هي الأولي, من الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية تكون قاعدتها العملية في دمشق وقاعدتها الخلفية في قبرص.وأوضح كي مون أن الأسلحة الكيماوية التي ستتولي البعثة إزالتها- حوالي ألف طن من المواد السامة-- هي خطرة للتعامل معها كما أن نقلها خطر وتدميرها خطر.وأشار إلي أن عملية إزالة الأسلحة الكيماوية ستتم علي ثلاث مراحل تنتهي في30 يونيو.2014 يأتي ذلك في وقت, قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأول بعد لقائه بوزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن روسيا والولايات المتحدة متفقتان بشأن كيفية إزالة الأسلحة الكيماوية في سوريا. وأضاف بوتين للصحفيين في نهاية قمة منتدي التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهاديأبك في جزيرة بالي الإندونيسية إنه يعتقد أن خبراء الأسلحة الكيماوية الذين وصلوا إلي سوريا سيتمكنون من الانتهاء من إزالة الأسلحة خلال عام. وفي غضون ذلك, سادت أوساط المعارضة السورية حالة من الغضب عقب تصريح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي أثني فيه علي الرئيس السوري بشار السد لالتزامه حتي الآن باتفاق تدمير أسلحته الكيميائية, واعتبرت مصادر المعارضة ذلك استفزازا لا يغتفر للشعب السوري, ويحمل رسائل سلبية له, وأن انتظار الخير من الغرب خطأ فادح في الثورة يجب تصحيحه. وقال الدكتور برهان غليون عضو الهيئة السياسية للائتلاف السوري المعارض, والذي كان أحد أعضاء وفد الائتلاف الذي زار نيويورك أخيرا وعقد سلسلة من اللقاءات بينها لقاء وزير الخارجية الأمريكي, انه لا يدري كيف يمكن لوزير خارجية دولة كبري أن يثني علي سفاح لا يزال يقتل أبناء شعبه ويدمر مدنه وقراه منذ أكثر من سنتين, حتي لو التزم بتطبيق اتفاق يأمل أن يخفف عنه الضغط الدولي, اللهم إلا إذا كان الخلاف الوحيد بين واشنطن ونظام الأسد, بالرغم من كل ما يقوله المسئولون الأمريكيون, يتعلق بامتلاك الأسد الاسلحة الكيماوية. وأضاف قائلا انه من حق الشعب السوري الذي أدرك تغير الموقف الامريكي بعد التوقيع علي هذا الاتفاق المشئوم أن تزداد شكوكه بشكل أكبر في جدية مواقف الدول التي ادعت صداقته.وتساءل قائلا أكان ذلك عن اقتناع أم زلة لسان,معتبرا أن ثناء كيري علي الأسد استفزاز لا يغتفر للشعب السوري ووصمة في جبين سياسة واشنطن السورية. ومن جانبه, صرح الدكتور هشام مروة عضو الهيئة السياسية للائتلاف بأن الرسائل الاعلامية المتبادلة بين بشار وكيري هي رسائل ذات مغزي سلبي للشعب السوري, قائلا انه لا يكفي اعتذار الأسد الرسمي أو قيامه بتنفيذ ما يطلب منه دوليا علي مستوي نزع الأسلحة الكيميائية أو القيام ببعض الاجراءات الجراحية التجميلية ليعفيه ذلك من المسئولية عن الجرائم التي قام بها, وحتي يتم توجيه بطاقات تقدير له وكأنه رجل سلام. وعلق معتز شقلب عضو المجلس الوطني علي التصريح بقوله انه عندما يثمن كيري موقف الأسد فاعلم ان الأخير قام بماهو مطلوب منه علي اكمل وجه, وعندما تجد ان سياسيينا ومعارضينا مازالو يأملون بالغرب خيرا فاعلم ان هناك خطأ فادحا بالثورة ووجب علي الشعب السوري تصحيحه بأسرع وقت. ومن ناحية أخري وصف العقيد رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر المعارض مؤتمر جنيف للحوار بين النظام والمعارضة السياسية الذي يجري الحديث بشأنه حاليا بأنه مؤتمر الخيانة, قائلا ان تشكيلات ثورية عسكرية وسياسية بادرت برفض هذا المؤتمر الذي يعد محاولة لتصفية للثورة السورية. وعلي الصعيد الميداني, أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الطيران الحربي السوري شن غارتين علي مناطق في مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب ومناطق في مدينة معضمية الشام بمحافظة ريف دمشق. كما أغار علي منطقة حدودية في شرق لبنان. وأدان الرئيس اللبناني ميشيل سليمان تعرض سيارة اسعاف لبنانية لصواريخ سورية.