إذا كنت من العاملين في وظيفة من الوظائف المجهدة نفسيا والتي تعتمد علي الذهن, فاحذري الإرهاق الذهني والذي يمكن أن يؤدي إلي ارتفاع في مستويات الكوليسترول في الدم وبالتالي قد يؤدي إلي أمراض قلبية قاتلة هذا ما كشفت عنه دراسة بريطانية حديثة, وأفادت صحيفة دايلي ميل البريطانية أن الباحثين في مستشفي فيرجن دولافيكتوريا وجامعة سانتيا جودوكومبوستيلا في أسبانسا وجدوا أن الأوضاع المجهدة نفسيا تؤثر في كيفية التمثيل الغذائي السليم للدهون في الجسم إلي أن ينتهي الأمر بارتفاع كبير في مستوي الكوليسترول السيء في الجسم. وأظهرت الدراسة التي أجريت علي90 ألف عامل خضعوا دوريا لفحوص طبية, أن الإجهاد النفسي يمكن أن يتسبب بارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية في اضطراب يعرف ب الدسليبيد ميا وقال كارلوس كاتالينا المسئول عن الدراسة أن العاملين الذين ذكروا أنهم عانوا من صعوبات في التعامل مع وظيفتهم خلال الأشهر الإثني عشر الأخيرة- وعددهم يمثل مايقرب من9 في المائة ممن شملتهم الدراسة- ظهر لديهم ارتفاع في خطر المعاناة من الدسليبيد ميا... هذه الدراسة ونتائجها يؤكدها د.يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي بطب قصر العيني قائلا: ما أسفرت عنه الدراسة حقيقة علمية, حيث أن التوتر والاضطراب النفسي والضغوط النفسية الناتجة عن الإجهاد في العمل الذهني والتنافس غير الشريف والتطلعات التي لا تتناسب مع قدرات الإنسان.. كل ذلك يؤثر علي عملية التمثيل الغذائي السليم للدهون في الجسم فترتفع نسبتها في الدم وتترسب علي جدار الشرايين وخاصة شرايين القلب والمخ مما يؤدي إلي الذبحة الصدرية أو السكتة الدماغية أو الجلطات.. ويساعد علي ذلك أيضا- بل ويزيد منها- التدخين وتلوث البيئة والسمنة والإفراط في الطعام. أما الوظائف المجهدة نفسيا, فكما يقول أستاذ الطب النفسي: كل من يعمل بذهنه أكثر مثل العلماء والمفكرين والأدباء والصحفيين والقضاة والباحثين, أصحاب هذه الوظائف الذهنية معرضون لذلك خاصة إذا كانوا لا يمارسون أي نوع من الرياضة أو الحركة الجسدية كالمشي علي سبيل المثال.. ولذا نجد ان أغلب الذين يمتهنون مهنا حرفية أصحاء أكثر ممن يمتهنون مهنا ذهنية. وينصح أستاذ الطب النفسي أصحاب المهن الذهنية, كي يتجنبوا ما أسفرت عنه الدراسة, بأن يحاولوا بقدر الإمكان ألا يصلوا في عملهم إلي درجة الإجهاد الذهني, وأن يبعدوا عن مكان عملهم كل ساعتين لمدة نصف ساعة للراحة أو لممارسة أي نشاط آخر, وعدم الإفراط في الوجبات الدسمة التي تحتوي علي دهون ونشويات بكثرة, والحرص علي تناول الخضراوات والفواكه الطازجة, وممارسة الرياضة بشكل منتظم ولو حتي رياضة المشي, والابتعاد عن الازدحام والتلوث البيئي بقدر الإمكان, وضبط تنظيم العمل, والترويح عن النفس بين الحين والآخر, مع ساعات نوم لاتقل عن6 ساعات متواصلة في اليوم, وعمل تحاليل دورية لإظهار نسبة الكوليسترول في الدم خاصة بعد سن45, وكل ذلك بالطبع ينطبق علي المرأة والرجل علي السواء.