من بين أهم أوراق ووثائق كشف حساب هزيمة يونيو1967 ورقة تقدير موقف أعدها فرع المعلومات بالمخابرات الحربية بعد أشهر من نكسة يونيو1967 تلخصت في أن القوات المسلحة لها مهمة واحدة فقط هي التدريب والاستعداد وقت السلم والقتال وتحقيق النصر وقت الحرب أن العبرة ليست بالسلاح, وإنما بالرجال الذين يحملون هذا السلاح, بالعدد والعدة وإنما بالكفاءة والقدرة والإخلاص والجدية في التدريب... ومن ثم فإنه من المحتم أن تتم دراسة العدو استعدادا لملاقاته دراسة موضوعية لتكتيكاته وأساليبه الدفاعية والنفسية وطبيعة حركته في المعركة وهو مايحتم الاهتمام بأبسط المعلومات عن العدو ودراستها بكل دقة, وفرض أقصي ستار من الكتمان بشأن أي معلومات تخص قواتنا.. كما أن من الضروري الاهتمام بوسائل الدعاية والإعلام ووضع خطة متكاملة لخدمة أهدافنا السياسية والاقتصادية والعسكرية, والعمل علي كسب مزيد من الرأي العام العالمي.. ومن ثم فإنه من الضروري ومن المحتم أن يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب مع حشد كل القوي الوطنية والقومية حشدا فعليا للوقوف أمام الأخطار المحدقة بالوطن وفي ختام الورقة تأكيد أن معارك يونيو أثبتت أن أكثر من أربعة أخماس قواتنا لم تشارك فعليا في القتال وأن قواتنا المسلحة أثبتت قدرتها علي قهر العدو إذا واجهت ظروفا طبيعية ومتكافئة, وللتدليل علي ذلك يمكن الإشارة إلي معركة اللواء14 مدرع في منطقة جبل لبني ومعركة اللواء11 مشاة في العريش خلال معارك يونيو...1967 ومن حسن الحظ أن الرجل الذي اعتمد هذه الورقة كان في ذلك الوقت يشغل منصب نائب مدير المخابرات الحربية ثم شاءت المقادير أن يكون رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة والمسئول عن وضع خطة حرب أكتوبر وهو اللواء محمد عبدالغني الجمسي الذي شغل بعد ذلك منصب وزير الدفاع برتبة المشير وقد لقبته إسرائيل بلقب النحيف المخيف! خير الكلام: من يوم النكسة ياعمري.. والشعر عقيم لم يثمر! لمزيد من مقالات مرسى عطا الله