دخلت المظاهرات في العاصمة السودانية يومها الحادي عشر أمس حيث تجمع محتجون في عدة أماكن مطالبين بإسقاط النظام والأجهزة الأمنية التي تستخدم الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. و قالت مصادر إن الشريك الرئيسي في الائتلاف الحاكم في السودان يعتزم الانسحاب من الحكومة وسط تصاعد حدة الاحتجاجات وكشفت مصادر مطلعة أن الهيئة القيادية في الحزب الاتحادي الديمقراطي قررت فض الشراكة مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم والانسحاب من الحكومة. وأضافت أن الهيئة رفعت قرارها لرئيس الحزب محمد عثمان الميرغني الموجود حاليا خارج السودان. بينما قال حزب المؤتمر الوطني الحاكم إنه لم يتسلم أي إخطار رسمي من الحزب الاتحادي الديمقراطي يفيد بخروج ممثليه في الحكومة. وأكد أن الذي تلقاه هو موافقة وملاحظات مكتوبة من الاتحادي حول الإجراءات الاقتصادية. في حين حذر حسن الترابي رئيس حزب المؤتمر الشعبي المعارض من اندلاع حرب أهلية إذا استمرت الأزمة السياسية في البلاد داعيا الرئيس البشير إلي الرحيل من السلطة.وقال في لقاء مع شبكة سكاي نيوز عربية إننا نأمل أن يمضي النظام بسلام من نفسه قبل أن يضطر الناس إلي حمل السلاح وتستعر في البلاد حربا أهلية. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية انتقاد مسئول بارز في الحزب الحاكم لإجراءات غير ضرورية بحق المشاركين في التظاهرات أسفرت عن سقوط قتلي. واعتقلت قوات الأمن السودانية داليا الروبي الناشطة علي مواقع التواصل الاجتماعي وتعمل موظفة في البنك الدولي في السودان بحسب ما أفاد زوجها عبد الرحمن المهدي في الوقت الذي تنفذ فيه السلطات حملة ايقافات خلال الأيام الماضية. وقالت منظمة العفو الدولية في بيان لها إن الكثير من المتظاهرين قضوا متأثرين باصابات بالرصاص في الرأس والصدر. وكانت السلطات قد اعترفت بسقوط34 قتيلا في التظاهرات في حين قالت عدة منظمات للدفاع عن حقوق الانسان أن أكثر من50 قتيلا سقطوا يومي22 و23 سبتمبر الماضي في منطقة الخرطوم. و قال المهدي زوج داليا الروبي إن ثمانية ضباط امن اعتقلوا زوجته من منزلهاوصادروا كاميرا وآلة تصوير رقمية. واضاف انهم اعتقلوا كذلك صديقتها ريان شاكر التي تشارك ايضا في الاحتجاجات, الا انه لم يكشف عن سبب اعتقال الناشطتين واضاف حتي الآن ليس لدينا اي علم بمكان تواجدها او اقامتها او اية معلومات عن حالتهاواوضح ان زوجته, وهي ام لثلاثة اطفال, لا تنتمي إلي أي حزب سياسي, ولكنها تنتمي إلي حركة شبابية تضم مجموعة تسمي حركة التغيير الآن. وان زوجته شاركت في احدي الاحتجاجات في عطلة نهاية الأسبوع الماضي وفي جنازة صلاح سنهوري, الصيدلي الذي قتل خلال تظاهرة. ولم يتسن الحصول علي تعليق من أي من موظفي مكتب البنك الدولي في السودان حيث تعمل داليا خبيرة الاتصالات. وكانت السلطات السودانية قد قامت بحملة اعتقالات طالت كتابا ومثقفين ومفكرين ومنهم الروائية رانيا مأمون والقاص محمد عز الدين و المفكر الاقتصادي د. صدقي كبل