يكفل ميثاق الأممالمتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان, حق الاعتصام والتظاهر السلميين, بما لا يعطل الحريات والحقوق العامة الأخري للمواطنين, وهو ميثاق يدعم الديمقراطية, ويساند حق المواطن في التعبير عن رأيه لتحسين ظروف معيشته, أو دفاعا عن استقلالية دولته, كما يمنح الميثاق المواطن حق الاعتراض علي ما تتخذه حكومته من إجراءات لو رأي فيها إضرارا بمصلحته, أو نيلا من حريته, أو وجد فيها عقبة أمام طموحاته ومستقبله, وهو ما دعا دول العالم لتضمين دساتيرها نصوصا تكفل لمواطنيها هذا الحق. والمتابع لما يحدث في مصر يجد أن مظاهرات واعتصامات الإخوان تفتقد الجانب السلمي, وتعطل الحريات والحقوق العامة للآخرين, وتؤدي لتعطيل حركة السير في الشوارع, وعلي المحاور, وتستفز المواطنين بالشغب والعنف الممنهجين وزعزعة الاستقرار, وتضيق عليهم في وسائل المواصلات لشل حركة الإنتاج, وتعوق سير العملية التعليمية في الجامعات والمدارس, وتحث بنهج غير مسبوق علي كراهية الجيش والشرطة والوقوف ضدهما, وتسعي لنشر الفوضي الخلاقة في كل ربوع مصر, وتستغل الدين في الشعارات السياسية, وتتحالف مع القيادات الجهادية والتكفيرية, والجماعات الإرهابية من منطلق الغاية تبرر الوسيلة, سعيا وراء أوهام يطلقون عليها استرداد الشرعية, وعودة الرئيس المخلوع, ولو علي حساب خراب مصر, واحتلال أراضيها. وفي الفترة الأخيرة بدأت سلسلة من التطاول علي علماء الأزهر الشريف, وتوجيه الإهانات لهم, وهم من قال عنهم الشيخ الشعراوي( رحمه الله) إنهم من علموا الإسلام الصحيح للدنيا كلها, وحتي للبلد الذي نزل فيه الدين الحنيف علي رسولنا الحبيب. فالوضع الحالي لا يحتمل المصالحة مع قيادات من الإخوان عملوا علي بيع تراب وطنهم لدول أجنبية, وأصروا ويصرون علي إنكار ثورة30 يونيو, وحرضوا علي إراقة دماء أبناء وطنهم, وأثاروا الرعب بين صفوف الآمنين من مسلمي ومسيحيي مصر, وفتحوا الأبواب علي مصراعيها أمام تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية ليستوطنوا سيناء, ويقتلوا بدم بارد جنود قواتنا المسلحة حماية لشرعيتهم المزعومة, وانحرفوا عن المسار الدعوي مستخدمين أبشع أساليب العنف والإرهاب التي نهي الله عنها في كتابه الكريم. ولا تخفي علي الجماعات حقيقة الأمور التي باتت واضحة وضوح الشمس, فهي في عيون المصريين خطر داهم متمثل في انتهاج العنف, وترويع الآمنين, وتحظي بدرجة عالية من الكراهية بين صفوف غالبية الشعب لم تنلها فئة أو جماعة من قبل, حتي إن المحكمة أصدرت حكما تاريخيا يعيد للجماعة صفتها المحظورة التي لم تغب عنها طويلا حيث يقضي الحكم بحل الجماعة, ومصادرة أموالها, وإعادة مبانيها ومقارها لملكية الدولة. أما أنتم يا شباب الإخوان فعليكم العودة لنصرة بلدكم, ودفء أحضان أهاليكم, وعليكم التحلل من يمين السمع والطاعة, بعد أن تبين لكم أن هذا القسم لم يكن أبدا لنصرة الدين الإسلامي, وأن من أديتم اليمين أمامه لم يكن يوما متفرغا للدعوة بعد أن انشغل في السياسة, وغرته الحياة الدنيا, وسعي لاعتلاء المناصب, وحرض علي العنف, وإراقة الدماء. وعليكم بالتصدي لمن يحرض علي مواجهة ضباط وجنود الشرطة, فهم أخوة لكم, وأبناء عمومتكم, ولا يدفعكم جاهل بتعاليم الدين الحنيف إلي مهاجمة الأزهر الشريف, أو يوقع بينكم وبين الأخوة المسيحيين عداوة تتحملون أوزارها يوم الدين, وتوقفوا عن التظاهرات وأعمال الشغب, فهي لم ولن تغير من خريطة الطريق التي ارتضاها كل المصريين في ثورة30 يونيو, والتي من أهم أهدافها تحقيق الحرية, والعدالة الاجتماعية, استكمالا لأهداف ثورة25 يناير المجيدة. لواء مهندس فؤاد علي الطير