تاكيدا لتمسك روسيا بعدالة موقفها تجاه الازمة السورية, اعلن سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسية عن ان بلاده يمكن ان تمضي في عنادها الي ابعد مدي اذا ما تعلق الامر بمحاولات انتهاك القانون الدولي, في نفس الوقت الذي كشف فيه سيرجي ايفانوف رئيس ديوان الكرملين والساعد الايمن للرئيس الروسي عن احتمالات تغيير روسيا لموقفها من الازمة السورية في حال تاكدت من تلاعب بشار الاسد. عاد الرئيس فلاديمير بوتين الي تأكيد ضرورة الامتثال لثوابت السياسة الدولية وفي مقدمتها اعلاء مبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية للغير, والتمسك بالشرعية واعلاء دور مجلس الامن والاممالمتحدة, في اعقاب اعلانه عن مبادرته حول تدمير ترسانة الاسلحة الكيماوية السورية. وكشف بوتين عن حرص بلاده علي تاكيد ارتباط هذه المبادرة بالتراجع عن الضربة العسكرية والالتزام بالشرعية الدولية وعدم اتخاذ اي قرار بهذا الشأن خارج مجلس الامن. لكنه ومع ذلك كشف عن استعداد روسيا للانضمام الي المجتمع الدولي ضد نظام الاسد في حال اثبات تورطه في جريمة استخدام الاسلحة الكيماوية, لكنه ربط انضمامه الي المجتمع الدولي بشرط تطبيق العقوبة نفسها ضد المعارضة في حال اثبات تورطها في ارتكاب هذه الجريمة, وهو ما عاد ليؤكده سيرجي ايفانوف رئيس ديوان الكرملين باعلانه في مؤتمر معهد لندن الدولي للدراسات الاستراتيجية الذي عقد في نهاية الاسبوع الماضي في ستوكهولم, عن استعداد موسكو لتغيير موقفها من الاسد في حال التأكد من تلاعبه او خداعه!.وفي الوقت الذي ثمة من يحاول فيه تحميل موسكو لمسئولية ضمان تنفيذ الاسد لتعهداته حول تدمير ترسانته الكيماوية, قال بوتين ان المسئولية تجاه تنفيذ بشار الاسد لما التزم به رسميا تقع علي عاتق المجتمع الدولي باسره, وليس علي روسيا وحدها في حال العمل سوية من خلال الاممالمتحدة والسير قدما نحو تنفيذ المبادرة الروسية الامريكية حول عقد مؤتمر جنيف-2.ولم يكتف الرئيس الروسي بذلك حيث توقف بالكثير من الدهشة المفعة بالادانة الضمنية تجاه ما تقدمه الكثير من الدوائر والعواصم الغربية من دعم وتسليح للارهابيين وممثلي القاعدة في سوريا ممن سبق وحاربوا الامريكيين في العراق, وقوات الناتو في افغانستان والقوات الروسية في الشيشان والفرنسيين في مالي. وحول تحديد ماهية المسئول عن استخدام الاسلحة الكيماوية في الغوطة في21 اغسطس الماضي قال سيرجي لافروف وزير الخارجية في حديثه يوم الاحد الماضي الي قناة روسيا-24 الروسية الاخبارية:ان كل ما يتوفر لدي الجانب الروسي من معلومات يقول بسيطرة المسلحين علي المناطق التي كانت تقع فيها مستودعات السلاح الكيميائي, وهو ما كشفت عنه ايضا المعلومات الصادرة عن اجهزة المخابرات الإسرائيلية حول سيطرة المسلحين علي مناطق تخزين السلاح الكيميائي.وقال لافروف: أثناء عمل مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تمهيدا لوضع مواقع تخزين السلاح الكيميائي تحت المراقبة, يجب علي من يمول مجموعات المعارضة والمتطرفة منها, أن يجد طريقة لمطالبتها بتسليم ما جري الاستيلاء عليه ويجب تدميره وفقا لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية.علي ان ذلك كله لا يصرف اهتمام وانظار موسكو عن الهدف الرئيسي من كل المداولات والمناقشات والقرارات التي تصدر بشان سوريا وهو وكما قالت موسكو الرسمية في اكثر من مناسبة, عقد مؤتمر جنيف-2 من اجل توصل ممثلي الحكومة السورية وفصائل المعارضة الي اتفاق حول وقف العنف وشروط المرحلة الانتقالية وتشكيل حكومة لادارة شئون البلاد الي حين موعد الاستحقاق الانتخابي الرئاسية في مايو من العام المقبل بعيدا عن اي تدخل خارجي. علي ان ما تقوله موسكو حول ضرورة الاحتكام الي القانون الدولي لا يعني احتمالات موافقتها علي ما تطالب به واشنطن وحلفاؤها حول ضرورة النص علي تطبيق المادة السابعة التي تجيز استخدام القوة ضد نظام الاسد. وكانت موسكو كشفت ايضا عن موقفها المعارض لارغام الاسد علي الرحيل انطلاقا من تمسكها بمبدأ ضرورة عدم التدخل في الشئون الداخلية للغير, واعتبار ذلك مسألة يمكن التباحث بشانها بين الاطراف السورية المعنية في جنيف-2, من منظور ما اعلنه لافروف في حديثه الي التليفزيون الروسي: نحن أناس قادرون علي تحقيق الاتفاق, او علي اقل تقدير نحاول ان نكون كذلك.ومن الصعب اتهامنا بأننا نتراجع عن التزاماتنا. لكننا عنيدون فقط عندما نري محاولات واضحة لانتهاك القانون الدولي. لكن إذا اتفقنا علي أمر ما فلن نقدم علي خداع احد. لكن شركاءنا لا يردون أحيانا علينا بالمثل.