متي يدرك الطفل معني النظافة الشخصية؟ وكيف يعتاد دخول الحمام؟ وما هو الأسلوب الأمثل لذلك؟.. تساؤلات تدور غالبا في أذهان الأمهات خاصة من تمر بتجربة الأمومة لأول مرة وتعتبرها من المهام الصعبة في حين تري د.هالة حمدي أستاذ طب الأطفال بكلية طب قصر العيني أنها تحتاج فقط إلي بعض خطوات مدروسة وقدر من الصبر, إذا تم إتباع الطريقة الصحيحة ومراعاة السن المناسبة, فاستخدام الحمام- كما تقول- عملية تربوية تحتاج إلي الصبر بعيدا عن الغضب والتخلي عن استخدام القسوة والعنف لأنهما لا يعلمان الطفل إلا العنف والعناد, مع تنظيم مواعيد الطعام والشراب, فهذا من شأنه المساعدة علي نجاح عملية التحكم في اكتساب سلوكيات إيجابية أخري, ويتحقق ذلك عندما يكون لدي الطفل القدرة علي الجلوس دون مساعدة, ويمكن للأم أن تبدأ بترغيب طفلها في دخول الحمام باستخدام المقعد الخاص للأطفال لأن هذا سيمنحه شعورا بالتميز, كما يمكنه أن يصطحب لعبته المحببة في ذلك الوقت, مع والحرص الدائم علي تنظيف المقعد بعد الانتهاء من استخدامه وغسيل يديه وتنظيف جسمه بالماء الفاتر. ولا يمكن تجاهل ما إذا كان الطفل يذهب إلي الحضانة, فهنا يجب التنسيق في هذا الشأن مع مربيته وملاحظته ومراقبة العلامات التي تدل علي رغبته في دخول الحمام للاستفادة من تلك الإشارات لتحديد جدول للتدريب علي ذلك, وكلما قضي وقتا أطول بدون حفاضات كلما كان أسرع في التعلم, كما يفضل في هذه الفترة تركها نهائيا لتحقيق الهدف المراد المرجو من خلعها, مع منح الطفل فترة كافية من الزمن في الجلوس علي المقعد الخاص بذلك لقضاء حاجته ولا يجب استعجاله, وذلك بأن نقص عليه قصة قصيرة أو تتجاذب الأم معه أطراف الحديث وهو في الحمام, ويجب ألا تنسي الأم المديح الدائم عندما يقضي حاجته بالطريقة الصحيحة, ويفضل تدريبه علي ذلك في الصيف حتي لا يكون عرضة للإصابة بنزلات البرد نتيجة لبلل ملابسه المستمر. ومن العلامات التي تدل علي استعداد الطفل لعملية التدريب بقاؤه دون تبول لمدة ساعتين علي الأقل, مع العلم أن الولد قد يحتاج إلي فترة أطول من البنت لتعلم ذلك, وأن الطفل الأول يحتاج وقتا أطوال في التعلم عن بقية أشقائه. وتوضح د.هالة أن الطفل لا يستطيع التحكم بنفسه وهو نائم إلا بعد بلوغه3 سنوات, ويتم التوقف عن استعمال الحفاضات بالليل بالتدريج, ولا يوجد ما يمنع من إعادتها إذا ما شعرت الأم بأن طفلها غير قادر علي التحكم بنفسه, مع مراعاة عدم تعنفيه عندما يستيقظ لأن ذلك سوف يولد لديه حالة نفسية قد تقوده لمرض التبول اللا إرادي, وتجنب تناوله مشروبات مدرة للبول قبل ذهابه إلي النوم كالعصائر, رغم أن هناك الكثير من الأطفال يتحكمون في التبول ليلا خلال عامهما الثاني أو الثالث إلا أننا كأطباء لا نعتبرها مشكلة قبل أن يدخل عامه الخامس, ويمكن للأم استشارة الطبيب في ذلك إذا كان الطفل لا يتحكم في عملية الإخراج بالصورة السابقة, ويتم عمل التحاليل اللازمة له لمعرفة السبب والعلاج إذا كان هناك ضرورة, فإذا كان السبب مثلا ضعف المثانة فيكون من المفيد تعويد الطفل أثناء النهار أن يمسك نفسه قليلا ولا يتردد علي الحمام كل لحظه فإنه بذلك يقوي عضلات المثانة. وأخيرا تحذر الأمهات من استخدام لبوس الجليسرين اعتقادا منهن بأنه يحل مشكلة الإمساك للطفل, ولأنها في هذه الحالة يجب التأكد أولا من أن كمية الرضعات التي يتلقاها كافية وأن نوعية الرضاعة- خاصة إذا كانت صناعية- كافية ومنضبطة من حيث عدد المكاييل وكمية الماء المضافة أم لا, ومن المعروف أن إعطاء الرضيع6 ملاعق صغيرة من عصير العنب أو البرتقال أو الطماطم تسبب لينا طبيعيا دون استخدام أية أدوية.