دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني الدول الغربية إلي الاعتراف بحق بلاده في تخصيب اليورانيوم في إطار القانون الدولي, عشية مغادرته طهران متوجها إلي نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي يتوقع أن تشهد انفراجة في العلاقة بين إيران والغرب علي خلفية مساعي روحاني للحوار. وفي رسالة ضمنية للغرب بأن إيران لا ترغب في الحوار من موقع الضعيف, حضر روحاني عرضا عسكريا ضخما في طهران أمس الأول تضمن عرض30 صاروخا بالستيا من طراز سجيل وقدر يبلغ مداها الفي كيلومتر. وظهر أثناء العرض العسكري في جنوبطهران12 صاروخا من طراز سجيل و18 صاروخا من نوع قدر تستخدم الوقود الصلب, وهي المرة الاولي التي تعرض فيها إيران عددا كهذا من الصواريخ البالستية القادرة نظريا علي بلوغ اسرائيل والقواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة. وعلي الخط نفسه, أعلن حسين سلامي القائد بالحرس الثوري الإيراني عن قرب إزاحة الستار عن النسخة الإيرانية للطائرة الأمريكية بدون طيارآر.كيو-170 والتي تم إعادة صنعها في إيران. وقال سلامي إن الحرس الثوري الإيراني تمكن من اختراق جميع ذاكرات الطائرة وفك شفراتها, مضيفا أن القوات الإيرانية تمكنت من الانتهاء من الهندسة العكسية للطائرة وإعادة صنعها وتطويرها. وتقوم هذه الطائرة- التي تعد من أحدث طائرات التجسس في العالم- بتصوير مقاطع الفيديو بالأبيض والأسود وتقوم بإرسالها مباشرة إلي القاعدة العسكرية الأرضية, بالإضافة إلي تخزين المعلومات في ذاكرة خاصة. وكانت إيران قد أعلنت إسقاط الطائرة الأمريكية في2011 بعد دخولها مجالها الجوي. وفي كلمته خلال العرض العسكري, كرر الرئيس الإيراني دعوته للدول الغربية للانخراط في حوار مع طهران حول برنامجها النووي. وطالب روحاني الغرب بإقرار حق إيران في تخصيب اليورانيوم, مؤكدا أن شعب إيران عاقل وشعب سلام وصداقة, ومستعد للتعاون وبإمكاننا معا تسوية مشاكل المنطقة وحتي العالم. وشدد روحاني علي أن إيران تسعي لاستخدام برنامجها النووي في التنمية, نافيا سعيها للحصول علي أسلحة نووية. وقال الرئيس الايراني إنه خلال السنوات ال200 الأخيرة لم تعتد إيران علي أي بلد. واليوم أيضا لن تبدأ أي عدوان في المنطقة, لكنها ستقاوم دوما المعتدين بتصميم وبطريقة ظافرة. وشدد روحاني علي أن الشعب الإيراني مستعد لإجراء محادثات مع الغرب مبنية علي أساس الاحترام المتبادل ومن دون شروط مسبقة, مؤكدا أنه لا يمكن التحدث مع إيران بلغة التهديد والحرب. وجاءت كلمات روحاني لطمأنة الرأي العام الإيراني بشأن عدم عزمه تقديم تنازلات للغرب في ظل تواتر تصريحات ومقالات الرئيس الإيراني في الصحف الغربية التي تضمنت دعوات للانفتاح علي الغرب وضرورة الحوار وعرض المساهمة في حل الأزمة السورية قبيل توجهه لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك التي سيلتقي علي هامشها الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند ويتوقع أن يعقد اجتماعا تاريخيا مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد تبادل الرسائل بين الرئيسين. وفي موقف غير معتاد, رحب الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بانطلاق الحوار بين الولاياتالمتحدةوإيران, لكنه أكد أن الجانب الإيراني سيختبر بأفعاله. وقال بيريز إنه يجدر بإيران التوقف عن إنتاج الصواريخ بعيدة المدي القادرة علي حمل رؤوس حربية نووية وخفض عملياتها لتخصيب اليورانيوم إذا كانت جادة في حل أزمة برنامجها النووي سلميا. ومع تصاعد وتيرة التسريبات بشأن الاتصالات بين المسئولين الإيرانيين والأمريكيين, حذر الحرس الثوري الإيراني من خطر هذه الاتصالات. وهو التحذير الذي يظهر للعلن وجود خلافات بين روحاني والحرس الثوري بشأن السياسة الخارجية لإيران.