سادت حالة من الاستياء العالمي إزاء التجارب الصاروخية التي قامت إيران بتجربتها خلال الأيام القليلة الماضية في اطار ما يسمي ب"مناورات الرسول الأعظم 4". وقد أدانت كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا تجارب ايران في مجال اطلاق الصواريخ التي جرت خلال اليومين الأخيرين وقالت إن بينها صواريخ يمكنها أن تصل إلي اسرائيل وإلي القواعد العسكرية الأمريكية في الخليج. كما ذكرت صحيفة التايمز البريطانية أن روسيا بدأت تبدو مقتنعة بضرورة معاقبة ايران وتشديد الضغوط عليها بعد التجارب الأخيرة كما أبدت الولاياتالمتحدة ارتياحها لموقف الصين أيضا المعارض للتجارب الإيرانية. وشدد بيان صادر عن البيت الأبيض أن علي ايران أن تسمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفقد المنشأة النووية الثانية التي أعلن عن وجودها الأسبوع الماضي قرب مدينة قم الإيرانية. وقالت بريطانيا: إن اختبارات الصواريخ الإيرانية وما أثارته من جدل لا يجب أن تصرف الأنظار بعيدا عن الاجتماع المرتقب بين الدول الست الكبري وايران بشأن برنامجها النووي في وقت لاحق من الاسبوع الجاري. ودعت فرنساإيران إلي "التوقف فورا" عن "نشاطاتها التي تزعزع الاستقرار" لا سيما التجارب علي الصواريخ البالستية البعيدة المدي من طراز "شهاب 3" و"سجيل" حسبما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية. ووصفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) اختبار إيران لصواريخ بعيدة المدي يصل مداها إلي ألفي كيلومتر، بأنه أمر مزعج. وقال المتحدث باسم البنتاجون بريان ويتمانة إن هذه الاختبارات الصاروخية التي تمثل استعراضا للقوة ومعها الكشف عن محطة نووية جديدة يجري إنشاؤها فضلا عن التطوير المتواصل للبرنامج النووي، يكشف عن نمط متواصل من الخداع ويجب أن تخضع منشآتها النووية للتفتيش. وأضاف: إن الولاياتالمتحدة ودولا أخري تركز علي المحادثات مع إيران لكي تري ما إذا كان هناك سبيل للمضي قدما بالطرق الدبلوماسية، وإذا لم يكن فما هي الخطوات التالية التي يمكن اتخاذها. في الوقت نفسه، قال وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت والذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي: إن الاختبارات الصاروخية الإيرانية مطلع هذا الاسبوع لا يحتمل أن تعوق مسار المحادثات المقررة هذا الاسبوع في جنيف مع المفاوضين النوويين الدوليين. في الوقت نفسه، أعلن الجنرال حسين سلامي قائد سلاح الجو الإيراني لحراس الثورة أن بلاده ستنتج نسخة محسنة من صاروخها من طراز سجيل القادر علي بلوغ إسرائيل. ونقلت وكالة ايرنا الإيرانية عن الجنرال سلامي قوله ان "جيلا جديدا محسنا وحديثا جدا سيتم إنتاجه" دون مزيد من التوضيحات. واضاف: إن "سجيل لديه مدي مناسب وقوة تدمير ودقة كافية ويعتبر من اكثر الانظمة البالستية تطورا وأنه افضل سلاح تملكه القوات المسلحة الايرانية". يأتي ذلك بينما قالت مصادر أمنية اسرائيلية: إن الصواريخ التي أطلقتها إيران في التمرين العسكري ليست بحديثة، بل ان ايران قامت في الماضي بتجارب علي اطلاق صواريخ مماثلة. واعتبرت هذه المصادر ان هذه الخطوة الايرانية الاستفزازية تدل علي ان طهران تخشي الاجراءات التي قد تتخذ ضدها عقب الكشف عن المنشأة لتخصيب اليورانيوم في قم. من جهته، قال قائد قوات حرس الثورة الاسلامية اللواء محمد علي جعفري أنه "في مناورات النبي الاعظم الدفاعية - الصاروخية اظهرنا قوتنا وجهوزيتنا للعالم". واضاف اللواء جعفري في تصريح للصحفيين علي هامش ملتقي وحدة الحرس الثوري والجيش: إن الوحدة هي رمز انتصار الشعب الايراني خلال سنوات الدفاع المقدس الثماني موضحا ان الوحدة وتضافر الجهود ساعدا علي تحقيق انتصارات عظيمة رغم وجود العديد من المشاكل الداخلية في تلك الفترة.