لاشك في أن المشاركة الواسعة التي تحظي بها أعمال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ هذا الأسبوع و تشارك فيها مصر بوفد كبير يرأسه وزير الخارجية نبيل فهمي ويضم في عضويته لأول مرة عددا من القيادات الشبابية من المجتمع المدني, تتيح الفرصة لمواصلة التحرك الذي تقوم به مصر علي عدد من المحاور عقب ثورة الثلاثين من يونيو, وفي مقدمتها مواصلة الدفاع عن الثورة وحمايتها وحشد الدعم السياسي والاقتصادي لها, فضلا عن شرح أبعاد التغيير الديمقراطي الحقيقي الذي يتطلع الشعب المصري إلي تحقيقه وتأثيره الإيجابي علي حاضر ومستقبل مصر والمنطقة, والخطوات الجارية لتنفيذ خارطة المستقبل برغم بعض المعوقات الأمنية والاقتصادية. إن برنامج العمل المكثف للوفد المصري في نيويورك يوفر المشاركة في مستويات متنوعة ومختلفة من الاجتماعات علي هامش أعمال الجمعية العامة سواء لقاءات ثنائية مع وزراء الخارجية ورؤساء الوفود المشاركة, أو اجتماعات إقليمية ودولية هامة, وكذلك لقاء عدد من المسئولين الدوليين في مقدمتهم سكرتير عام الأممالمتحدة, ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة, والمفوضة السامية لحقوق الإنسان, وسكرتير عام منظمة الأمن والتعاون في أوروبا,كما سيرأس وزير الخارجية أيضا وفد مصر في عدد من الاجتماعات التي تعقد علي مستوي وزراء الخارجية في نيويورك من بينها: اجتماع مجلس جامعة الدول العربية, واجتماع لجنة الاتصال الخاصة بتنسيق المساعدات الدولية للشعب الفلسطيني, وحركة عدم الانحياز, ومنظمة التعاون الإسلامي, والاجتماع رفيع المستوي حول نزع السلاح النووي, فضلا عن الاجتماع الوزاري لمنتدي الصين إفريقيا واجتماع فريق الاتصال المعني بالصومال. من المؤكد أن هذا التحرك المكثف الذي سيقوم به وزير الخارجية من شأنه مواصلة الجهود الخاصة بالحفاظ علي التوازن الذي استعادته السياسة الخارجية المصرية بعد الثورة, من خلال بناء علاقات مشاركة حقيقية مع مختلف الأطراف, واستكشاف وتنويع وتوسيع البدائل والخيارات المتاحة لمصر, والتفاعل الإيجابي مع العالم علي أساس من الندية والاحترام المتبادل, وبما يسهم في تعظيم المصالح المصرية السياسية والاقتصادية والاجتماعية بما في ذلك جذب الاستثمارات واستعادة السياحة الوافدة وفتح الأسواق. E-mail:[email protected] لمزيد من مقالات محمود النوبى