صرح السفير الإسرائيلي السابق في أديس أبابا آرييل كريم بأن العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية الاسرائيلية مع إثيوبيا وغيرها من دول حوض النيل تهدف الي تطبيق نظرية شد الأطراف علي مصر والدول العربية وبما يسهم في تطويقها وحصرها في محيطها الإقليمي. وقد كشفت نشرة المعلومات العسكرية البريطانية عن أن إسرائيل تقيم علاقات استخباراتية وثيقة مع إثيوبيا, وأن جهاز الموساد الإسرائيلي يدير كادرا كبيرا لجمع المعلومات في العاصمة أديس أبابا, وقد أقام ضابط الموساد شلومو شفتارس مصنعا في إثيوبيا يعد مقرا لعمليات الموساد منذ عام1995 وحتي الآن, وللموساد نشاطات في جزيرة دهلك الإريترية, أبرزها عدد من مراكز المراقبة وجمع المعلومات عن دول المنطقة, والسيطرة علي البحر الأحمر عبر إثيوبيا وإريتريا, وقامت إسرائيل ببناء مهابط للطائرات ومحطات لرصد ومتابعة السفن في جزيرتي( فاطمة) و(حالب) بالقرب من مضيق باب المندب بالإضافة إلي شق مجري مائي في جزيرة دهلك لاستخدامه من جانب القوات الإسرائيلية عند الضرورة وبناء قاعدة عسكرية ومطار في تلك الجزر التي تسيطر عليها منذ عام1990, هذا بالإضافة لجزيرة رأس سنتينان التي استأجرتها من إثيوبيا منذ عام1973, وقامت بتجهيز مرفأ فخرة لاستقبال السفن الحربية الإسرائيلية, وآخر في جزيرة موسي جنوب عصب, وإلي الجنوب منه رادار علي قمة جبل سوركين, وذلك لمراقبة السفن التي تمر عبر باب المندب عند مدخل البحر الأحمر. ووقعت إسرائيل اتفاقا استراتيجيا مع إثيوبيا في عام1996 م يمنحها تسهيلات عسكرية واستخباراتيه في الأراضي الإثيوبية, كما وقعت اتفاقا مشابها مع إريتريا في نفس الفترة, وبمقتضي هذا الاتفاق حصلت إثيوبيا من اسرائيل علي أربع طائرات بدون طيار بهدف القيام بعمليات الاستطلاع والتجسس في المنطقة وسبع طائرات من طراز كفيروأوضح مكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلي في بيان رسمي صدر في8 سبتمبر1998 أي في عهد حكومة بنيامين نيتانياهو, بالسماح لرئيس الوزراء ببيع12 طائرة مقاتلة من طراز ميج21 وميج23 لإثيوبيا وذلك بعد إدخال تعديلات تكنولوجية عليها بالاضافة الي قنابل عنقودية و32عربة مدرعة وأجهزة اتصالات وتنصت, وأسلحة خفيفة ومعدات, وتقوم شركة إيلبيت الإسرائيلية للأسلحة بتزويد إثيوبيا بالعديد من الطائرات ومعدات تشويش علي أجهزة الرادار واللاسلكي. وبالإضافة إلي الدعم الإسرائيلي المتزايد لإثيوبيا في مجالات نظام الحراسة الخاص وتدريب الطيارين وجنود القوات الخاصة الإثيوبية في معسكر( ياليتي) في منطقة متعلي, تقوم اسرائيل بتدريب وحدات من القوات الإثيوبية والشرطة علي حفظ الأمن في حوادث الإرهاب وأنشطة المعارضة المسلحة, كما قامت بتصميم شبكة جديدة للمعلومات بجهاز الأمن الإثيوبي, ومن الجدير بالذكر إبرازالصحف الإسرائيلية أن إسرائيل تنفذ العديد من المشروعات الاستراتيجية في إثيوبيا وإريتريا ومن بينها قواعد عسكرية ومصنع للأسلحة,بالإضافة إلي إقامة قاعدة جوية ترابط فيها طائرات إسرائيلية. وتهدف إسرائيل من وجودها العسكري والاستخباراتي في إثيوبيا وإريتريا الي القيام بالأعمال القذرة لمصلحة أمريكا, كتقديم الدعم العسكري لعملائها من منظمات وأنظمة حكم يصعب علي الحكومة الأمريكية مساعدتها بصورة مباشرة ومكشوفة والمساهمة في الجهود الرامية لإبقاء القارة الافريقية ضمن مناطق النفوذ الأمريكية, وتأمين خضوع مواردها وثرواتها للرأسمالية العالمية بالإضافة إلي تطويق الدول العربية بحزام من الدول الأفريقية الموالية لإسرائيل, وضرب التحالف المسمي نادي صنعاء الذي يتكون من خمس دول هي إثيوبيا والسودان واليمن وجيبوتي والصومال, مع العمل علي زيادة حدة الخلافات العربية الأفريقية وبالتالي ضرب المصالح العربية وإضعاف نفوذ العرب في تلك القارة, مع العمل علي تهديد أمن الدول العربية المعتمدة علي نهر النيل( مصر والسودان) وبما يجعل الأمن القومي العربي معرضا لتهديد دائم.