وسط حالة من الانقسام الشديد بين أعضائها دعت جماعة الإخوان أنصارها للخروج في مسيرات اليوم عقب اداء صلاة الجمعة, للمطالبة بما أطلقوا عليه عودة الشرعية وكسر الانقلاب وذلك بالرغم من الفشل الفاضح للجماعة في حشد أنصار جدد لها. بل إن مراقبين أكدوا أن أنصار الجماعة باتوا في حالة نقصان شديد بعد ان انكشفوا أمام الشعب المصري وانكشفت مخططاتهم لشل مصر واضعافها في الداخل والخارج سياسيا واقتصاديا, كما دعا مجموعة من النشطاء علي شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك بالصفحات الإخوانية للخروج من المساجد والزحف باتجاه منطقتي كرداسة وناهيا, للضغط علي الأجهزة الأمنية التي أحكمت سيطرتها علي القريتين. وعلمت الأهرام من مصادر داخل الجماعة أنهم يلجأون إلي اساليب جديدة في الحشد لمثل تلك المظاهرات مثل ارسال شفرات بأماكن تجمعها ومواعيد تحركها عبر رسائل المعايدة أو العزاء علي الهواتف المحمولة وغيرها من الحيل التي أكدت المصادر ان اللجوء لها بسبب التضييق علي الجماعة والضربات الموجعة التي تلقتها في الآونة الأخيرة من الأجهزة الأمنية بالقبض علي العديد من قياداتها, والتي نتج عنها فقدان التواصل بين القيادات والقواعد. وعلي غير العادة, فإن ما يسمي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية الذي يقوده الإخوان لم يصدر أية بيانات أمس تخص تلك الدعوات للتظاهر اليوم أو اماكن تجمعها أو خطوط سيرها, الأمر الذي قد ينذر بأن تحولا ما قد طرأ علي تكتيك الجماعة علي الأرض, وهو ما تم تفسيره أمنيا بان الهدف الحالي للإخوان ليس الحشد الكثيف وإنما البحث عن اساليب وطرق لتعكير صفو المجتمع وافتعال الازمات لمعاقبة الشعب المصري الذي يؤيد القوات المسلحة وقوات الأمن. وفيما يمكن وصفه بالانقسام الحاد في القيادات العليا للجماعة فقد تسبب الاعتذار الذي قدمه الدكتور صلاح سلطان القيادي بتنظيم الإخوان, إلي الشعب عن اخطاء الإخوان في الحكم خلال فترة الرئيس المعزول محمد مرسي, في ارتباك شديد وصل إلي حد رفع الاعتذار من كل المواقع الإخوانية ومن علي صفحات جريدة الحرية والعدالة في اللحظات الأخيرة قبل طبعها, وطالب سلطان, في اعتذاره, القوي الوطنية بقبول الدعوة لبدء مرحلة جديدة من الحوار من أجل إنقاذ الثورة, وقال إن أكبر الاخطاء التي ارتكبتها الجماعة هي قبول الإخوان الحوار مع عمر سليمان نائب الرئيس الأسبق. بينما وصف قيادات بحزب الحرية والعدالة مبادرة سلطان التي تتضمن اعتذارا رسميا من الإخوان للشعب المصري بأنها مبادرة شخصية لاتمثل التنظيم, خصوصا انه ليس عضوا في مكتب الإرشاد, وأن خروج بعض القيادات الموجودة خارج السجن بتقديم اعتذار للشعب عن اخطاء الإخوان هو طعن في الظهر للقيادات القابعين خلف السجون. كما زاد من حالة الانقسام التي تعانيها قيادات الجماعة لقاء الدكتور محمد علي بشر عضو مجلس شوري الإخوان, والدكتور عمرو دراج عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة, مع الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل في مكتبه بالجيزة أمس الأول, وتسبب في ثورة ضدهما داخل التنظيم وبدأ عدد من شباب الجماعة في جمع توقيعات للمطالبة بفصلهما من الإخوان والحزب.