يعتبر معهد جنوب الصعيد للأورام بأسيوط واحدا من أهم مراكز علاج الأورام في مصر والذي يعالج بالتقنيات الحديثة المعمول بها في مراكز علاج الأورام علي مستوي العالم المتحضر. كما أنه الأول في صعيد مصر الذي يستقبل مرضاه من كل محافظات الصعيد من بني سويف وحتي أسوان ممن هم تحت خط الفقر, ورغم الزيادة المطردة في اعداد المصابين بالأورام إلا أن أهم اقسام المعهد وهو قسم العلاج الإشعاعي مات إكلينيكيا بعد انتهاء العمر الافتراضي لجهاز المعجل الخطي رغم المحاولات المستميتة من قبل القائمين عليه لإنقاذه وقد تنفس العاملون الصعداء بموافقة د. عمرو دراج وزير التعاون الدولي علي تدبير مبلغ10 ملايين لإنقاذ القسم ولكن الحلم تبخر عندما رحلت حكومة قنديل وجاءت حكومة الببلاوي. الأهرام التقت العاملين بالمعهد لتعيش المأساة علي الطبيعة. وكما يقول د. مصطفي الشرقاوي عميد معهد جنوب مصر للأورام فإن فكرة إنشاء المعهد ترجع إلي عام1990 م عندما لوحظ تزايد نسبة حالات مرضي الأورام بصورة كبيرة, وفي عام1991 م برزت فكرة تخصيص مقر المستشفي الجامعي القديم لإنشاء مركز متخصص في علاج الأورام كنواة لإنشاء معهد بجنوب مصر نظرا لاحتياج هذه المنطقة الكبيرة الي هذه الخدمة المتطورة لأهالي الصعيد من محافظة بني سويف شمالا حتي اسوانجنوبا. ويضيف د. مصطفي جمال وكيل المعهد لشئون البيئة تكمن أهمية دور المعهد في أنه يقدم خدماته لنحو عشرين مليون مواطن منهم11 مليونا تحت خط الفقر في محافظات الصعيد في الوقت الذي تعد فيه جراحات الأورام ومايتبعها من علاج كيماوي من أكثر الجراحات تكلفة وقد يصل العلاج الجراحي والكيماوي والاشعاعي لنحو40 ألف جنيه في حين أن شريحة ضخمة من المرضي لا يجدون ثمن الاشعة او التحاليل او العلاج او حتي المواصلات من والي المعهد, حيث يمر المريض الذي يعالج من الأورام بثلاثة انواع هي الجراحي ثم الاشعاعي ثم الكيماوي وتلتقط خيط الحديث د. سحر عيسي مدير الشئون العلاجية بالمعهد قائلة ويتردد علي المعهد نحو36 ألف مريض في السنة, منهم3 آلاف حالة جديدة يتم اكتشاف الورم لأول مرة موزعين بين المحافظات المختلفة. كما أن القسم الخاص بالمستشفي يشمل مرضي التعاقدات التأمين الصحي التعاقد مع الشركات وكذلك مرضي العلاج علي نفقة الدولة, ويمثلون0%8 من مرضي القسم الخاص وهم غير قادرين علي تحمل نفقة العلاج. ويشير د. محمد ابراهيم رئيس قسم العلاج الإشعاعي إلي أنه نظرا لزيادة حالات الإصابة بالمرض والإقبال علي المعهد فانه تواجهنا مشكلة كبري تهدد بفشل منظومة العلاج داخل المعهد وهي ان جهاز المعجل الخطي والذي تبلغ القيمة التقديرية لهذا الجهاز الجديد بملحقاته نحو خمسة عشر مليون جنيه والذي يستخدمه المرضي في مرحلة العلاج الاشعاعي كثير الاعطال وقد استنفدنا كل محاولات اصلاحه ونظرا لأنه موجود منذ عام1998 فإن عمره الافتراضي قد انتهي وسيتحول الي جثة هامدة بعد عدة اشهر بعدما اعلنت الشركة المصنعة والقائمة بأعمال الصيانة وقد اخطرتنا أنها أوقفت خط انتاج المعجلات الخطية وقطع الغيار وأنها ستقوم بأعمال الصيانة حتي نهاية2014 م او انتهاء المخزون من قطع الغيار ايهما اقرب. ويضيف ابراهيم لا ندري ماذا سيكون مصير نحو36 ألف حالة سنويا تتردد علي المعهد وتعالج من خلال هذا الجهاز في الوقت الذي لابديل عنه وقد تقدمنا بطلبات لكل الجهات المعنية ولكن لاحياة لمن تنادي ونلتمس من الحكومة الحالية سرعة تدبير المبلغ لإنقاذ مايمكن انقاذه.