يعد مركز ميت غمر واحدا من اكبر مراكز محافظة الدقهلية مساحة وسكانا ويقع في جنوب المحافظة حيث يلاصق محافظات القليوبية والشرقية والغربية ويقترب عدد سكانه من750 الف نسمة موزعين علي15 وحدة محلية تضم62 قرية و158 تابعا وبه أكثر من49 الف فدان زراعي، يتم زراعتها سنويا بمختلف المحاصيل علاوة علي حقول الفاكهة المختلفة التي تزخر بها قري المركز, كما يضم عددا من القري المنتجة والمتميزة مثل قرية دماص التي تشتهر بصناعة الكليم وقرية ميت محسن التي تشتهر بزراعة الزهور والورود وتصديرها للخارج وقرية اتميدة التي تشتهر بصناعة اعلاف الدواجن وقرية بشالوش التي تشتهر بتصنيع الزجاج وقرية تفهنا الاشراف التي اعتمدت علي نفسها واستغنت عن الحكومة بحيث لم يعد بها عاطل واحد, إلا أن وجود48 مصنعا لانتاج الطوب الطفلي بقري مركز ميت غمر يمثل مشكلة بيئية خطيرة تؤرق المسئولين عن البيئة بمحافظة الدقهلية والمواطنين الذين احالت هذه المصانع حياتهم الي جحيم خاصة أن بعضها لايزال يستخدم المازوت في عملية الانتاج, بينما تحول البعض الآخر لاستخدام انابيب البوتاجاز سواء التجارية أو المنزلية ويري كثير من الاهالي والمسئولين أن هذه المشكلة لن يتم حلها الا بعد الانتهاء من توصيل الغاز الطبيعي الي مدينة ميت غمر وهي الخطوة الاولي التي طالما طالب بتنفيذها شعب المدينة واعلن المسئولون الموافقة عليها ولكن المشكلة ستبقي قائمة بعدد من هذه المصانع خاصة تلك التي تقع بعيدا عن الكتلة السكنية للمدينة وسوف تظل بؤرا خطيرة للتلوث البيئي ما لم يتم توفيق أوضاعها بيئيا بالاضافة الي مشكلة الصرف الصحي السلبي المزمنة التي يعاني منها معظم سكان قري المركز بسبب تهالك خطوط الصرف الصحي المقامة منذ سنوات عن طريق الجهود الذاتية التي اصبحت تحتاج الي تدخل الدولة لتخصيص اعتمادات كافية لحل هذه المشكلة. ورغم تأكيد اللواء اسامة ضلع رئيس مركز ومدينة ميت غمر أن الخطة الاستثمارية لهذا العام تتضمن استكمال مشروعات في مجالات رصف الشوارع ومداخل بعض القري وتغطية ترع ومساق بالبعض الآخر ومد وتدعيم شبكات كهرباء واستكمال مباني رئاسة المركز والمركز التكنولوجي وعدد من الوحدات المحلية وشراء مستلزمات انارة ومعدات نظافة باستثمارات بلغت6.6 مليون جنيه إلا أن هذه الاعتمادات لاتزال متواضعة وغير كافية لتنفيذ مشروعات تنموية بمركز بحجم ميت غمر يصل عدد سكانه الي750 الف نسمة تضمهم واحدة من كبري مدن الجمهورية و62 قرية و158 تابعا, كما أنها لم تتضمن تنفيذ مشروعات حيوية للأهالي مثل تغيير شبكات مياه الشرب والصرف الصحي والتي تؤثر علي الصحة العامة. ورغم أن مدينة ميت غمر تشتهر بصناعة الالومنيوم حيث تقوم بانتاج اكثر من70% من منتجات اواني الالومنيوم علي مستوي الجمهورية من خلال47 مصنعا إلا أن المصانع والورش التي تضمها المدينة اصبحت هي الأخري بؤرا خطيرة للتلوث. ويطالب الدكتور محمود عبدالله المدرس بكلية السياحة والفنادق بجامعة المنصورة المسئولين بالدولة خاصة المهندس عمر الشوادفي محافظ الدقهلية الجديد بسرعة السعي لنقل هذه المصانع والورش الملوثة للبيئة والمؤرقة للمواطنين الي خارج المدينة خاصة بتل اثار كفر المقدام.