لم يكن الرئيس الموريتاني الأسبق المختارولد داداه عندما أختار نواكشوط عام1957 لتصبح عاصمة لبلد المليون شاعر, يعلم أنها معرضة في يوم من الأيام لمخاطر بيئية قد تصل لحد الاختفاء من الوجود بحلول عام.2020 ونواكشوط هي واحدة من أكبر المدن في الصحراء الكبري, والمركز الإداري و الاقتصادي في موريتانيا. وقدوضع المختار ولد داداه أول رئيس لموريتانيا ومعه الرئيس الفرنسي حينها شارل ديجول الحجر الأساس للعاصمة في5 مارس1958 لتتحول نواكشوط سريعا من قرية صغيرة وسط صحراء موحشة تفتقر لمياه جوفية صالحة للشرب, وتعاني نقصا حادا في مياه الأمطار, إلي أهم مدينة في موريتانيا, وكان ذلك قبيل استقلال البلاد بثلاث سنوات لكي تكون عاصمة الدولة الناشئة. وتشير دراسة لمركز' أكريتين' الإقليمي للاستشعار عن بعد, لدول شمال إفريقيا, إلي أن التهديد الكامن وراء المحيط الأطلسي بغمر مدينة نواكشوط وبعض المناطق القريبة منها, تهديد حقيقي, فيما اعتبر البنك الدولي أن مدينة نواكشوط تعد من ضمن أكثر عشر مدن في العالم تضررا من الاحتباس الحراري الناجم عن أي ارتفاع محتمل لمنسوب البحر. ويؤكد الخبراء وجود عدة عوامل تؤشر إلي احتمال غرق العاصمة الموريتانية أهمها أن نواكشوط الواقعة علي المحيط الأطلسي والمشيدة علي أرض منخفضة لا تحميها تلال ولا مرتفعات صخرية بسبب عوامل التعرية واستنزاف الحزام الرملي الذي يفصل بين المدينة والمحيط, حيث ظهرت في هذا الحاجز عدة فتحات واختفت الكثبان الرملية مع توسع المدينة وكثرة أعمال البناء والتعمير.'. كما أن مشكلة تسرب المياه تحت الأرض بسبب تصريف المياه جعل تربة المنطقة مشبعة بالماء وتسبب في تقويض أسس بعض المباني وتحويل بعض أحياء العاصمة الموريتانية إلي أماكن غير صالحة للبناء. ويعلل الخبراء صعوبة إنشاء شبكة الصرف الصحي, بقرب أغلب أحياء العاصمة الموريتنية من مستوي سطح البحر, بل انخفاضها عنه أحيانا, ما يعني عدم إمكانية وجود صرف صحي طبيعي موجه نحو البحر, لعدم توفر الانحدار الضروري لإنشائه.وتثير تحذيرات بعض الدراسات العلمية والبيئية من احتمال غرق مدينة نواكشوط بسبب وجودها في موقع قريب ومنخفض من ساحل المحيط الأطلسي, حالة من الخوف والفزع في نفوس سكان العاصمة. وكانت الحكومة الموريتانية قد صادقت منذ ثلاث سنوات علي مشروع طموح( الحزام الأخضر)لإنقاذ نواكشوط من خطر الغرق والفيضانات التي تهددها علي نحو خطير. ورغم أن الموريتانيين يشعرون بالقلق علي مدينتهم الا ان الشيخ ولد محمد سالم منسق البرنامج الخاص لحماية نواكشوط من المد البحري وزحف الرمال يؤكد إن نسبة نجاح برنامج الحزام الأخضر خلال السنوات الماضية تتراوح ما بين60 إلي65 في المائة, مؤكدا أن الأشجار التي تم غرسها هي من نوع' كرون'. التي تتأقلم مع الكثبان الرملية المتحركة