كشفت صور بالأقمار الصناعية عن عودة النشاط بمفاعل يونجبيون النووي في كوريا الشمالية, فيما أثار ردود فعل دولية واسعة. وأوضح معهد بحثي بجامعة جونز هوبكنز الأمريكية, أن الأقمار الصناعية التقطت صورا في31 أغسطس الماض, تظهر دخانا أبيض متصاعدا من مبني مجاور لمفاعل البلوتونيوم( وقوته5 ميجاوات) بمنشأة يونجبيون.... وأضاف المعهد أن لون وكثافة الدخان تؤشر علي أن نظام توليد الكهرباء تم اعداده لبدء التشغيل, وهو ما يؤكد أن المفاعل قد بدأ العمل بالفعل أو علي وشك البدء به. وتوالت ردود الفعل الدولية, فأكد يوكيا أمانو مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية, أنهم علي علم بالتقارير المتداولة, الا أن المنظمة الدولية ليس لديها بعد المام واضح بالوضع في المفاعل, ومن ثم فانها ستمتنع عن التعليق. وأضاف أنه نظرا لعدم وجود مفتشين دوليين في كوريا الشمالية, فان المنظمة ليس لديها معلومات أكيدة. لكن أمانو امتنع عن الافصاح عما اذا كانت المنظمة الدولية قد رصدت هي الأخري صورا عبر الأقمار الصناعية التي تستخدمها في مراقبة البرنامج النووي لكوريا الشمالية تظهر نفس الدخان متصاعدا من المفاعل الكوري الشمالي. من جانبه, رفض جاسون ريبهولز المتحدث باسم الخارجية الأمريكية لشئون الهادي وشرق آسيا, التعليق علي التقرير المتداول, قائلا ان الخارجية الأمريكية لا تعلق علي القضايا المخابراتية. لكنه أكد أن البرنامج النووي لكوريا الشمالية يظل محل قلق بالغ. وأكدت كوريا الجنوبية أنها تراقب التطورات.وقال كيم مين سيوك المتحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إنه ليس هناك دخان بدون نار مضيفا أن المخابرات الكورية الجنوبية والأمريكية تراقب المسألة عن كثب. وطالب بيونجيانج بوقف تشغيل مفاعلها النووي والسماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش الموقع. من جانبها, حذرت روسيا من استئناف العمل بالمجمع, مؤكدة أنه في حالة كابوسية نظرا لقدم انشائه, مما قد يسبب كارثة. وقالت علي لسان مصدر دبلوماسي رفض الكشف عن هويته انه من الواضح أن بعض العمل قد تم استئنافه بالمفاعل, و أنه قد تم اتخاذ خطوات لانطلاق العمل به. و نقلت وكالة أنباء انترفاكس عن المصدرأن تصميم المفاعل يرجع الي الخمسينيات من القرن الماضي. وأضاف أن عواقب خطيرة تهدد شبه الجزيرة الكورية بأكملها من جراء اعادة تشغيله. وأكد خبراء أن المفاعل بامكانه انتاج6 كيلوجرامات من البلوتونيوم سنويا مما يساعد بيونجيانج علي زيادة حجم مخزونها من الأسلحة النووية تدريجيا. وأعرب مراقبون عن اعتقادهم بأن خطوة كوريا الشمالية تأتي في مسعي لزيادة الضغوط علي واشنطن من أجل استئناف مفاوضات المساعدات مقابل نزع السلاح المتوقفة منذ عام.2009 وألمح محللون الي أن الصور التي تم الكشف عنها مؤخرا, تظهر احتمال أن تكون بيونجيانج قد ضاعفت حجم منشأة تخصيب اليورانيوم, والتي تعد مصدرا ثانويا لانتاج المواد الانشطارية. كما أنه من المحتمل أن تكون الدولة الشيوعية قد وسعت منصة اطلاق الصواريخ الرئيسية, الواقعة علي ساحلها الغربي بالقرب من الصين. من جانبه, ذكر موقع نورث38 التابع للمعهد البحثي بجامعة جونز هوبكنز أن كوريا الشمالية وجدت فيما يبدو طريقة لتشغيل يونجبيون بدون برج التبريد, باستخدام نظام تبريد آخر. وكانت كوريا الشمالية قد أغلقت يونجبيون في2007 ضمن المباحثات السداسية التي وافقت فيها علي نزع السلاح مقابل المساعدات. وقد نسفت برج التبريد في المحطة العام التالي. لكنها عادت وهددت باستئناف العمل في المفاعل في ابريل الماضي. علي صعيد آخر, اتفقت الكوريتان علي اعادة تشغيل مجمع كيسونج الصناعي المشترك بشكل تجريبي يوم الاثنين المقبل. وقد شمل اتفاق الجانبين, السماح لمستثمرين أجانب بالمشاركة في المشروع, وهو ما كانت ترفضه بيونج يانج. وتري سول في ذلك ضمان علي عدم قيام الجانب الشمالي بوقف العمل بقرار منفرد بالمجمع الواقع علي أراضيها, بالقرب من الحدود المشتركة مع كوريا الجنوبية. ووافق الجانبان علي اعفاء الشركات المرتبطة بتشغيل المجمع من دفع ضرائبها لهذا العام كتعويض لها عن قيام بيونج يانج باغلاق المجمع منذ نحو5 أشهر. وشمل الاتفاق انشاء لجنة تحكيم لفض المنازعات المحتملة فيما يتعلق بعمل المجمع.