الفن هو الطريق الواضح المملوس للأعلان عن الهوية ولتأكيد الرؤي وتبسيط الأمور المعقدة وفك طلاسمها ومنبر لنشر الأفكار وتوضيح الإتجاهات. فهكذا كانت الفنون وكذلك الفنانون السابقون والمعاصرون ومن سيلحقونهم بأجيال تتوالي لتتواصل مع معتركات الحياة المحيطة بهم, فيقدموا أعمالا يعكس أدق التفاصيل والزوايا الغائبة وكأنهم خلقوا ليصبحوا شهود عيان علي العصر ومجرياته, ومن بين هؤلاء فنان مصري كبير هو د.أحمد نوار رئيس قطاع الفنون التشكيلية الأسبق, ثم تقلد العديد من المناصب الأخري وحصل هذه الأيام علي جائزة الدولة التقديرية فرع الفنون بالإضافه للعديد من رموز المجتمع المصري من مكونات فكره وعناصر إبداعاته, وذلك في مؤتمر المجلس الأعلي للثقافة الأخير, وفي إتصال هاتفي معه عبر العاصمة الصينية بكين قال د.نوار: أري في حصولي علي هذه الجائزة تكريما وتقديرا لجميع أبناء جيلي من مبدعين ومثقفين وفي نفس الوقت حافز, دافعا لمواصلة العطاء والإستمرار بشكل أكثر عمقا وتاثيرا لهذا الوطن,الذي لابد وأن يحتوي الكل بإعلاء قيمة الصالح العام, أما علي المستوي الأكاديمي فأنني أهديها للشباب القادم لتكون في مخيلته مثلا جميلا وقدوة تحفزهم علي بذل الجهد والسعي وراء أحلامهم وطموحاتهم فهناك من سيكلل ويحتفي معه بهذا المشوار المثمر, أما علي الجانب السياسي وتوجهات الدولة المقبلة التي لا يمكن فصلها عن الفنون والثقافات بل مرآيا واضحة الملامح و إنعاكس لكل ما يحدث بل و إستقراء لما هو قادم, وبين كل ذلك لا يمكن إغفال مكونات د. أحمد نوار كمدافع ومقاتل بالجيش المصري في حرب أكتوبر ثم فنونه وإعماله المعبرة وبقوة عن تلك الشخصية المصرية الفريدة, وقد أكد لنا فناننا تفاؤله بالغد وأن هناك مؤشرات مضاءة بالخطي الإيجابية التي بدأت تحديدا بعد30 يونيو الماضي وعلينا أن نشارك في مستقبل دون البحث عن السلبيات والأخطاء, ونبحث جيدا في سجلات الإبداع السابق لندرك ما نمتلكه, و لعل أشهر أعمال نوار كانت تتعلق بأهم القضايا الوطنية مثل: لوحات عن الأهرمات التي ظلت تمثل مرحلة هامة من أعماله, العديد من لوحات موت محمد الدرة وعرفات والقضية الفلسطنية ثم تعمق بمصر ليعيد لنا أعمالا عن وجوه الفيوم, ثم أتخذ من لوحة الجورنيكا العالمية إبداع ليحذرنا من خلاله مما نواجه الآن من حروب شوارع ومحاولات التخريب والتدمير, كما أن له الكثير من فنون تحكي عن الحارات الشعبية و كنوز تراثنا المصري.