صرح الفنان محمود منيسي ل"محيط" عن البدء في مشروع "إعادة الصياغة البصرية والتنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية للقرى الفقيرة والعشوائيات" خلال الشهرين القادمين، وسوف بدأ بحي "السيدة زينب"، وقرية "ميت شماس". يعني هذا المشروع بتجميل القرى والمناطق العشوائية وإعادة صياغتها بصريا من جديد، ويعد استكمالا لمشروع بدأه الفنان في عام 2006 بدعم من الهيئة العامة لقصور الثقافة، لكنه توقف في عام 2008 بسبب تدخل المسئولين في وزارة الثقافة كما قال منيسي، وبالأخص رئيس هيئة قصور الثقافة السابق آنذاك د. أحمد مجاهد بعد خروج الفنان د. أحمد نوار رئيس الهيئة الأسبق على المعاش. وقال منيسي ل"محيط": تم إلغاء المشروع على الرغم من الاتفاق مع د. نوار على تنفيذه في كل قرى ونجوع مصر، وكان قد تم عمل بروتوكول تعاون مع محافظ البحيرة السابق محمد شعراوي على تنفيذ المشروع في عشر قرى بمحافظة البحيرة، بينما المسئولين في محافظة الجيزة الذي تم تنفيذ المشروع فيها في قرية "ميت شماس" لم يحركوا ساكنا للمساعدة في تنفيذ هذا المشروع بأي شكل من الأشكال. أما عن الجهة التي ستعيد تنفيذ المشروع مرة أخرى فهي مؤسسة "يوتوبيا المتوسط للثقافة والفنون" التي أشهرت منذ عدة شهور، ويرأسها الفنان محمود منيسي. وأكد منيسي ل"محيط" أنه لم يتلق أي دعم من أي جهة لهذا المشروع؛ ولذلك سوف يبدأ التنفيذ بخامات قليلة التكلفة كالأوراق والقلم الرصاص، متمنيا الدعم من قبل المؤسسات الوطنية، وشركات البويات التي كانت تتعاون معه من قبل وتساهم في المشروع في قرية "ميت شماس". وعن المشاكل التي واجهت منيسي من القرية أثناء تنفيذه المشروع سابقا، قال منيسي أن هذه المشاكل كانت منطلقة من دعم وزارة الثقافة للمشروع؛ حيث ظن أبناء القرية بأنهم أولى بكل ما يصرف على هذا المشروع؛ لأنهم لم تدخل لقريتهم آنذاك الكهرباء أو المياه. وعن تنفيذ العمل أوضح منيسي أنه سينضم له مجموعة من الفنانين الشباب في تنفيذ المشروع، وسوف تكون كل مجموعة مسئولة عن إدارة موقع، وضمن هؤلاء جماعة "فنية مصرية" التي يرأسها الفنان الشاب أحمد بيرو. مؤكدا أن المشروع لم يقتصر على الرسم على الجدران فقط، لكنه سيكون بمثابة انطلاقة للمشروع الذي يعني بتغيير سياق وشكل القرى برؤية هارمونية متكاملة، كما حدث في "باريس الحديثة" في فرنسا، تلك المدينة التي يبلغ عمرها مائتي عاما؛ حيث قاموا بهدم المباني القديمة، وأنشئوا مباني جديدة ولكن بشكل منظم، أما عن مشروع منيسي فهو سينطلق بعكس ما حدث في "باريس الجديدة"؛ حيث يهدف المحافظة على المباني القديمة وإعادة صياغتها بشكل جمالي. وقال منيسي أن المشروع سيكون له روافد تنموية، ستتم بالتنسيق مع العديد من الجمعيات الأهلية كل منهم في مجاله، كالمرأة، الخدمات الاجتماعية، تشغيل الشباب، والحفاظ على كيان المجتمع في مشكلات كثيرة كالزواج المبكر والتعليم. مؤكدا أن الفن مرتبط بكل مشاكل المجتمع؛ ولابد أن يكون له دور في الفترة المقبلة؛ لأن الفنانين يقيموا معارض لا يزورها إلا الفنانين أنفسم، ولم يستفاد منها المجتمع. مستنكرا دور الفنانين في الثورة؛ حيث خرج كل منهم كأي شخص عادي، ولم ينتج أي فنان عملا واحدا يحث الشعب على الثورة كما يحدث في أوروبا، متمثلا بلوحة "الجورنيكا" التي أبدعها بيكاسو؛ ولذلك على المسئولين التحرك والعمل لصالح مصر وليس لصالح أنفسهم أو أصدقاءهم وتوريث أبناءهم العمل، وهذه الرسالة الأكبر في المشروع كما قال منيسي. أضاف: لابد أن يكون دور وزارة الثقافة هو تثقيف المجتمع، ودور رئيس قطاع الفنون التشكيلية توصيل الفن للجمهور. لكننا مازلنا نسير على النهج القديم؛ حيث يسافر الموظفين شرقا وغربا وينفقون من أموال الدولة دون أن يستفيد الوطن والمجتمع بأي شيء. ونوة منيسي أنه تم سرقة مشروعه من قبل بعد ثورة 25 يناير مباشرا؛ حيث شاهدت إحدى الفنانات ما يعرضه الفنان على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، وقدمت فكرته لرئيس قطاع الفنون السابق د. أشرف رضا، وقاموا بتنفيذ المشروع في حي "إمبابة" تحت مسمى "حكاية جدار". أما عن خطوات بدء المشروع، فسوف يقوم الفنانين بالرسم بالأقلام الرصاص على الجدران، متناولين موضوعات تعبر عن المجتمع المصري وتأثر المبدع به. وسوف يتم استخدام خامة الجبس وخامات أخرى غير مكلفة؛ حيث البدء من الصفر كما فعل الفنان سابقا في تنفيذ المشروع عام 2006.