عقدت لجنة الخمسين لتعديل الدستور أولي جلساتها امس بمجلس الشوري الذي شهد إجراءات أمنية مشددة وقد فاز عمرو موسي الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية, بمنصب رئيس اللجنة بحصوله علي30 صوتا مقابل16 صوتا لمنافسه سامح عاشور خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال اللجنة أمس. وكانت لجنة الإشراف علي انتخاب رئيس اللجنة قد أجرت التصويت خلال الجلسة الافتتاحية, وتكونت من محمد سلماوي والدكتورة هدي الصده, والدكتور أحمد عيد. وأعلن رئيس لجنة الإشراف علي الانتخابات عن صوتين باطلين من إجمالي عدد الأعضاء الذين صوتوا وعددهم48 عضوا, كما وافقت اللجنة في جلستها الإجرائية الأوليعلي انتخاب هيئة اللجنة ومكتبها من5 أعضاء,3 منهم لمنصب نائب الرئيس, وعضو لمنصب المقرر العام, وآخر متحدثا إعلاميا. وقد أجمع الأعضاء علي انتخاب د. مجدي يعقوب, ود. كمال الهلباوي, ومني ذو الفقار, نوابا لرئيس اللجنة, كما تم اختيار د. جابر نصار مقررا عاما, ومحمد سلماوي متحدثا إعلاميا للجنة. ودارت مناقشات ساخنة بين أعضاء اللجنة حول أسماء هيئة المكتب ما بين خمسة نواب لرئيس اللجنة أو أقل من ذلك, وقام بعض الأعضاء بترشيح أعضاء آخرين لتولي هذا المنصب, إلا أن هؤلاء المرشحين اعتذروا عن تولي المنصب, مما دفع رئيس اللجنة لإجراء تصويت حول عدد النواب, ما بين خمسة وثلاثة, حيث وافق الأعضاء علي اختيار3 نواب فقط. وجري نفس الجدل حول منصبي المقرر والمتحدث, حيث تقدم عدد من الأعضاء بترشيح زملاء لهم لتولي المنصبين, قبل إجراء التصويت, والذي حسم الأمر تنازل كل من د. عمرو الشوبكي, وضياء رشوان نقيب الصحفيين, والمستشار محمد عبد السلام, عن الترشيح, وقدموا الشكر لزملائهم الذين رشحوهم للمنصب. وكانت الجلسة الإجرائية قد شهدت خلافات بين الاعضاء قبيل انتخاب رئيس اللجنة, بسبب رفضهم التوافق حول اختياره وتشكيل هئية المكتب, حيث اعتبر ذلك تدخلا في عملها وبداية لتربيطات تحدث خارجها. وبعد انتهاء اجراءات انتخاب هيئة المكتب, دعا عمرو موسي رئيس لجنة تعديل الدستور الأعضاء الاحتياطيين إلي المشاركة في جلسات الحوار للجنة, دون حق تصويت, مؤكدا أن اللجنة سيكون أمامها مشروع الدستور الذي أعدته لجنة الخبراء من أجل الحوار والنقاش حوله. ومن المقرر تواصل اللجنة اليوم استكمال وضع اللائحة المنظمة لعمل اللجنة. وأكد موسي عقب اختياره رئيسا للجنة الخمسين أنه يشعر بثقل المسئولية وعلمه بخطورة الوضع في مصر, مبديا تفاؤله بحسن المستقبل, وبأمل يحدو جميع المصريين في ظل الكفاءات الكبيرة أعضاء لجنة الخمسين وإخلاصهم في إعداد دستور متوافق عليه يخدم مصالح المصريين ويحقق أهداف الثورة ومستقبل مصر العظيم. وقال موسي إنه يشعر بالفخر وبعصر جديد يسوده سيادة القانون والحفاظ علي مصالح الشعب وتحقيق كل أهدافه وغايته, والعمل علي إعداد صيغة جديدة لدستور مصر, نؤكد فيه ترسيخ الديمقراطية والتعددية واحترام حقوق الإنسان وتكريس الفصل بين السلطات وعدم الانعزال عن بعضنا البعض. وأضاف قائلا: نحرص علي التكامل لبناء مصر خلال القرن21, وبناء دولة نباهي بها الأمم ونبني مصر علي أسس ثابتة من العلم والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والمساواة والود بين المواطنين والإخلاص لمصر الواحدة الموحدة التي هي جزء من الأمة العربية والإسلامية والقارة الافريقية, بحيث تكون مصر الجديدة الشابة العفية والتأكيد علي أن الشعب مصدر السلطات والعيش والكرامة الإنسانية والحرية والعدالة. وأشاد موسي بوثيقة الأزهر, وأعرب عن أمله في بناء دولة فاعلة كما كانت عبر عصور الازدهار والقوة, مختتما كلمته بتقديم التحية لمصر. وقد تغيب عن حضور الجلسة الاجرائية أمس الدكتور بسام الزرقا ممثل حزب النور حيث عقدت الجلسة قبل ان يقرر الحزب مشاركته في اللجنة, كما تغيب الدكتور محمد أحمد محمدين رئيس جامعة السويس عن المشاركة لسفره خارج مصر في مهمة علمية. وكان المستشار علي عوض مقرر لجنة العشرة لتعديل دستور2012, قد استعرض عمل اللجنة وما وصلت إليه من نتائج, موضحا أن عمل اللجنة كان يصبو إلي الوصول لأفضل شكل لدستور مصر. وأعرب المستشار علي عوض مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدستورية- خلال كلمته في جلسة لجنة الخمسين أمس عن أمله في أن يتمكن أعضاء لجنة الخمسين من وضع دستور يعلي سيادة القانون ويرسي دعائم الديمقراطية ويعبر عن الشعب المصري بكل فئاته.