هل يتكرر سيناريو العراق في سوريا ؟ ما أشبه الليلة بالبارحة عندما كشرت القوي الكبري بزعامة أمريكا عن أنيابها وقررت غزو العراق عام2003 بزعم حيازتها أسلحة دمار شامل, وراح المفتشون الدوليون وذهبوا واستمرت هذه العملية سنوات- إعدادا للغزو الأمريكي عشناها لحظة بلحظة وشاهدنا خلالها فيلما أمريكيا محبوكا من نوعية الأكشن والإثارة. لقد جعلنا المخرج الأمريكي القابع في ال سي آي أيه نصدق أن العراق علي وشك أن يصبح قوة نووية تهدد مخاطرها العالم! بالطبع لم يكن الفيلم يتكون من جزء واحد فقط بل له أجزاء أخري مازال عرضها مستمرا في منطقتنا العربية, ويبدو أن العرض القادم سيكون في سوريا المتهم نظامها الديكتاتوري الحالي باستخدام اسلحة الدمار الشامل ضد المدنيين في الغوطتين الشرقية والغربية. عقدة الفيلم تكمن في انفجار هائل يقع جراء إطلاق صواريخ مجهولة المصدر بالتزامن مع زيارة وفد المفتشين الدوليين للعاصمة دمشق يسفر عن مقتل نحو1400 سوري, وتتحرك حاملات الطائرات المرابطة في مياه البحر المتوسط علي الرغم من أن هذه الحاملات لم تتحرك علي مدي3 سنوات ماضية سقط خلالها نحو مائة ألف مواطن حصدتها الآلة العسكرية لنظام الرئيس بشار الأسد, وتشرد ملايين السوريين في الدول المجاورة! وقبل نهاية الفيلم بدقائق سوف يقوم المخرج بعرض مشاهد الدمار والخراب التي حلت بالدولة التي كانت مارقة, وتفتتت إلي عدة طوائف يستيقظ ضمير جاسوس غربي بعد مضي30 سنة من الضربة العسكرية يعترف بأن رجال مخابرات بلاده هي من قامت بعملية السلاح الكيماوي وإلصاق مسئوليتها بالجيش السوري ضمن خطة جهنمية للقضاء علي الجيوش العربية. لقد صدق الجاسوس الغربي الذي قال لنا في محاضرة بجامعة بوسطن منذ عشرين عاما إن رجال المخابرات قد يسقطون طائرة ركاب مدنية لمجرد الاشتباه بوجود ما يضر مصالح الدولة, وهم أيضا من يقومون بالبحث عن الصندوق الأسود وتفريغ محتواه! أرجوك لا تعتقد أنني أدافع عن الديكتاتور بشار الأسد الذي يقتل شعبه منذ ثلاث سنوات. E-mail:[email protected] لمزيد من مقالات محمود النوبى