لم يترك اعتصام رابعة فقط تلالا من الزبالة والمخلفات والجثث ولكنه ترك ايضا دمارا نفسيا لسكان المنطقة وعلي الأخص الاطفال.. د.يسري عبد المحسن استاذ الطب النفسي والعصبي يعلن ان سكان رابعة وأطفالهم يحتاجون الآن الي اعادة تأهيل بعد ان عاشوا ازمة نفسية طاحنة وصلوا خلالها الي درجة اليأس والاكتئاب وكراهية كل شيء حولهم والشعور بالظلم دون ذنب اقترفوه.. وترتب علي ذلك تفكك اسرهم وتهجيرهم.. واصاب الاطفال الفزع والرعب والخوف المستمر. وتساؤلات في عقولهم الصغيرة ليس لها اجابة: لماذا كل هذه الفوضي والرعب ؟ ويري استاذ الطب النفسي ان سكان رابعة قد دخلوا في حالات من الاكتئاب النفسي الشديد بجانب حالات يسميها الطب النفسي مابعد الصدمة و تؤدي الي اضطرابات في النوم وكوابيس وفقدان الشهية.. وهذه الحالات تحتاج الي علاج دوائي مثل مضادات الاكتئاب والقلق والتوتر والمخاوف. اما اطفال رابعة فقد اصيبوا كما تشرح د. هبة عيسوي, استاذة الطب النفسي للاطفال بحالة من الخوف المرضي أدي الي فوبيا الاتصال, وفيها يلتصق الطفل بأمه تماما ويرفض حتي دخول الحمام وحده.. مع توقع الموت في أي لحظة والتفتيش تحت السرير وخلف الابواب عن الخطر الخفي.. وايضا حالات من التبول اللاارادي ليلا, وبعضهم اصيب بالتهتهة في الكلام.. والعلاج بسرعة التدخل بالتأهل النفسي والسماح للطفل بالفضفضة عن مخاوفه بجانب عرض قصص من التاريخ تؤكد ظهور مثل هذه الاحداث واختفاءها وعدم استمرارها والاهم الاسراع بإعادة انتظام اطفال رابعة في كل طقوس حياتهم قبل هذه الاحداث.. وتحذر د. هبة اسر رابعة من احتمال عوده حالة الكرب الي الاطفال بما يسمي صدمة بعد الكرب وهذه مهمة الاسرة في مراقبة اطفالهم والتعامل مع الطبيب النفسي.