يأمرنا الإسلام بأن نؤمن بالأديان السماوية الأخري وأن نؤمن أيضا بكل أنبياء الله وكتبه ورسله دون تفرقة بينهم, فقد قال الله سبحانه وتعالي آمن الرسول بما انزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله, لا نفرق بين أحد من رسله أي أن المسلم لا يعتبر مسلما حقيقيا إلا إذا آمن بكل كتب الله ورسله. وبالطبع تعرفون أن سيدنا محمد لم يبن البيت الحرام بل كان يعبد الله فيه علي طريقة سيدنا إبراهيم الذي بناه, ولابد أننا نعرف أيضا أن الإسلام قد كرم( مريم العذراء) فكانت السيدة الوحيدة التي نزلت سورة كاملة باسمها في القرآن الكريم كما كرم( السيد المسيح) وذكره في القرآن أكثر من تسعين مرة... ويذكر لنا التاريخ أن أول هجرة للمسلمين كانت إلي الحبشة وهي بلاد مسيحية وملكها مسيحي قال عنه رسول الله( صلي الله عليه وسلم): إنه ملك لا يظلم عنده أحد وقد أحسن هذا الملك المسيحي إلي المسلمين المهاجرين وأكرمهم في بلاده وفي المقابل يذكر لنا التاريخ أيضا أن رسولنا الكريم استضاف( نصاري نجران) وأكرمهم في مسجده وسمح لهم بإقامة صلاتهم فيه إنه فعلا الحب المتبادل بين المسيحية والإسلام منذ أقدم العصور وهنا يجب أن نتذكر ما قالته الكاتبة الإنجليزية( كارين آرمسترونج) أن الرسول عند فتح مكة حطم جميع الاصنام والرسوم ما عدا الأيقونة التي كانت تصور السيدة العذراء ورضيعها عيسي عليه السلام فقد غطاها الرسول بعباءته وأمر بالمحافظة عليها.. يالها من قدوة حسنة! وأخيرا هل تعلمون أن المسيحية دخلت إلي مصر في العام الخمسين الميلادي ثم دخل الإسلام بعد ذلك بحوالي ستة قرون... فماذا يعني ذلك؟! يعني ذلك أننا مصريون أولا قبل الأديان ومصريون أيضا بعد الأديان.... لا فرق بين مصري مسيحي ومصري مسلم.. لأن الدين لله والوطن للجميع. محمد عاطف عبدالمنعم رئيس قسم الثقافة الإسلامية المعهد العربي الإسلامي بطوكيو