كتب:وليد جعفر إن الأصل في علاقة المسلمين بغيرهم من أصحاب الديانات الأخري, الذين لا يقاتلونهم, هو السلم, ونصوص الشرع تدل علي هذا الأصل وتؤكده, من ذلك: أمر الله تعالي المسلمين بإجارة المشركين وحمايتهم إن طلبوا ذلك, قال تعالي: وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتي يسمع كلام الله. ثم أبلغه مأمنه, ويقول د.عبد الفتاح ادريس استاذ ورئيس قسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة إن رسول الله صلي الله عليه وسلم اجار رجلين من مشركي قريش أسرهما المسلمون الذين كانوا في سرية عبد الله بن جحش إلي نخلة, وأمنهما علي نفسيهما, وهما: عثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان, وأمن رسول الله صلي الله عليه وسلم رجلين من قبيلة بني عامر التي قتلت قرابة سبعين من أصحابه من حفظة القرآن في سرية القراء, وكان قد نجا عمرو بن أمية الضمري من القتل, فلما وجد هذين الرجلين قتلهما ثأرا لإخوانه الذين قتلوا هنالك, دون أن يعلم بأمان رسول الله صلي الله عليه وسلم لهما, ولذا دفع ديتهما, وقد أمر رسول الله صلي الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة إلي الحبشة, فرارا بدينهم من بطش قريش, مع أن الذين فروا بدينهم إلي بلادهم لا يدينون بالإسلام, إلا أن زعيمهم وهو علي ملتهم لا يظلم عنده أحد, وقد أحسن استقبالهم, وأمنهم علي أنفسهم, قالت أم سلمة تصف هجرة المسلمين إلي الحبشة: نزلنا بخير دار إلي خير جوار, أمنا علي ديننا, ولم نخش منه( تقصد ملك الحبشة) ظلما, وقد أرسل رسول الله صلي الله عليه وسلم رسله بكتبه إلي حكام البلاد غير الإسلامية يدعوهم فيها إلي الإسلام, فأكثرهم استقبل رسله استقبالا حسنا, وكان منهم من بعث بهدايا مع الرسول, مما يدلل علي أن الإسلام يدعو إلي إقامة علاقات طيبة بين المسلمين وأصحاب الديانات الأخري.