بالتأكيد قرار مجلس الوزراء بتخفيف ساعات الحظر لتصبح من11 مساء الي6 صباحا يعني ان الحياة في مصر بدأت تعود الي طبيعتها, المؤكد وان القرار يستهدف أيضا تخفيف الآثار الجانبية للحظر, فعيادات الاطباء والباعة الجائلون سائقو التاكسي واصحاب سيارات النقل, الجهات الحكومية والمصانع الخاصة, ودور العرض السينمائي ومترو الانفاق جميعها تشكل جزءا من اقتصاد مصر والذي بات يتأثر بشكل سلبي من الاحداث خلال الفترة الماضية. فبالرغم من الأهمية الأمنية لحظر التجوال الا انه يسبب خسائر اقتصادية حقيقية فمع منع الخروج الي الشوارع وخاصة المحاور الرئيسية تتقلص الفترات الزمنية المتاحة لبعض المهن لممارسة عملها خاصة تلك التي جري العرف علي عملها في ساعات الليل او تلك التي تتضمن ورديات ليلية. الدكتور حمدي عبد العظيم عميد اكاديمية السادات الاسبق وخبير الاقتصاد يري ان الأمن و الاستقرار في الوقت الراهن لهما ثمن يدفع من اقتصاد البلد والآثار السلبية عليه مثل غلق المحلات التجارية والتي تسبب الحظر في خسائر كبري لها في ظل اعتياد المواطنين علي الانتظار لغروب الشمس حتي يخرجوا الي قضاء مصالحهم الخاصة او شراء احتياجاتهم فنجد المحلات أغلقت والشوارع خلت من الباعة الجائلين الذين يكاد دخلهم ينقطع في هذه الفترة خاصة مع كساد الاسواق. وهناك ايضا كساد في تسويق السلع والمنتجات من المصانع لتجار الجملة ولناقلي هذه البضائع و كذلك حركة التجارة والسلع القادمة للسوق ونقل المنتجات الخاصة بالمحال والبقاله وقد ترتفع اسعار بعض المواد التموينية والبقالة, بحسب نظرية العرض والطلب وهذا الآثر قد يظهر علي المدي البعيد, وكذلك خسائر في قطاع المواصلات حيث بلغت خسائر مترو الانفاق200 الف جنيه يوميا و كذلك السكة الحديد التي بلغت خسائرها اثناء الحظر نحو4 ملايين جنيه يوميا. وهناك مهن كثيرة تخسر وقد تسرح قدرا من العمالة طالما فترات العمل قلت مثل الغاء ورديات الليل فتزيد البطالة ويري انه ليس في وسعنا وقف نزيف الخسائر الاقتصادية الا باستقرار حالة الامن. اما الدكتور حسام ابو السعود استشاري جراحة العظام فيشير الي ان تغير مواعيد العيادات الي المواعيد الصباحية كان الحل الوحيد امام الاطباء الذين كانوا يعملون في عياداتهم الخاصة ليلا فأصبحت المواعيد تتراوح بين الثانية عشرة ظهرا وحتي السادسة مساء وذلك حتي يستطيع المرضي العودة الي منازلهم قبل موعد الحظر ولكن التاثير ظهر علي اعداد المترددين علي العيادات خاصة الحالات الحرجة والصعبة التي لا تستطيع الانتظار. واضاف ان الوضع الآن مختلف عن الحظر الاول في عام2011 والذي كان اقرب للوضع الطبيعي فلم يكن هناك التزم بالحظر بهذه القوي ويري ان جزءا كبيرا من عدم خروج الناس ايضا بسبب الخوف من الاحداث المتلاحقة في الشارع. ويري ايضا ان الوضع الاقتصادي كان له تأثيره هو الآخر علي العيادات الخاصة وكذلك العمليات الجراحية الخاصة التي تحتاج الي مبالغ ولكن نظرا للظروف الحالية قد يفضل المريض الانتظار للحصول علي قرار علاج مثلا ولا يقدم علي الجراحات المكلفة الا اذا كانت ضرورية. اما عمر رجب سائق تاكسي فيشير الي ان عمله تأثر جدا بحظر التجوال خاصة في ساعات الليل فعمله كسائق هو عمل اضافي بجانب عمله الصباحي كموظف في احدي الوزارات. ولكنه لم يتوقف تماما عن العمل الليلي او بعد السابعة مساء ولكنه لا يخرج الي الشوارع والمحاور الرئيسية التي تنتشر عليها الكمائن والتي تكون متشددة جدا فاذا تصادف واضطر الي الخروج الي الاتوستراد او صلاح سالم ينتظر في الكمين بالساعات وتفتش السيارة بدقة بالغة. وأشار المهندس عبدالله فوزي رئيس الشركة المصرية لتشغيل مترو الأنفاق ان خسائر توقف قطارات مترو الأنفاق منذ تطبيق الحظر, بلغت60% من حجم إيراداته اليومية بما يساوي200 الف جنيه يوميا وأضاف أنه تم استغلال فترة توقف عمل المترو لعمل صيانة للقطارات والمحطات. واكد أن أقصي فترات تأخر القطارات في المحطات لا تزيد علي5 دقائق مشيرا الي أن شرطة النقل والمواصلات تقوم علي حماية المحطات وتأمين سلامة المترو. وقال أحمد حسين احد العاملين بدور العرض السينمائي بوسط القاهرة إن كافة دور العرض مغلقة تماما منذ بدء حظر التجوال مؤكدا أنه لا يتم عرض الأفلام حتي خلال الفترة الصباحية المسموح فيها بالتجول خاصة وان دور العروض الصباحية تفشل في جذب الجمهور لارتفاع درجات الحرارة وانشغال الكثيرين بأعمالهم وأوضح أن ثالث أيام العيد كان اليوم الأخير في العمل بالنسبة لدور العرض بعد ان أضيفت إليه توقيتات عرض جديدة تبدأ في الثالثة فجرا حتي السادسة صباحا وذلك بسبب الإقبال الشديد من الجمهور, إلا أن الأحداث التي اشتعلت دفعت القائمين علي دور العرض للإغلاق تماما فيما بعد. ويشير الي أنه بعد أن تم تأخير حظر التجول إلي التاسعة مساء قررت بعض دور العرض تشغيل حفلة الثالثة عصرا ولكنها مازالت في مرحلة التجربة خاصة أن هناك عزوفا من قبل المصريين عن الذهاب للسينما في هذا التوقيت. ورغم الضرر الذي لحق به الا أن الحاج مصطفي سائق ميكروباص يقول انه يتقبل هذا الحظر نظرا لحاجة البلاد اليه وإحكام السيطرة علي الشوارع في البلاد وأضاف ان الحظر تسبب في مضايقات مالية نظرا الي انه لديه التزامات كالايجار والجمعيات والاقساط الثابتة لكنه اضطره إلي المكوث في البيت من السادسة( قبل تخفيف ساعاته) رغم أنه يفضل العمل ليلا حيث ان اغلبية المواطنين تلجا الي الخروج بعد المغرب للهروب من حرارة الجو صباحا. وتطالب سهير احمد موظفة بانهاء ساعات الحظر في اقرب وقت خاصة وان لديها اطفالا صغارا قد يتعرضون للامراض في اي وقت وهذا ماحدث معها في الايام الماضية ولم تستطع الذهاب الي الطبيب نظرا لاغلاق الاطباء عياداتهم قبل وقت الحظر مما اضطرها الي اخذ اجازة في اليوم التالي حتي تستطيع الذهاب الي الطبيب بدلا من ان تذهب الي عملها. ويؤكد صالح كامل صاحب احد محلات الملابس بوسط القاهرة نعاني من ركود تام طوال العام في حركة البيع والشراء وعندما قمنا بتفعيل فترة الاوكازيون لتنشيط حركة البيع فرض الحظر ممازاد الوضع سوءا فلجات الي الاستغناء عن بعض الفتيات الذين يعملون لدي لعجزي عن سداد مرتباتهم ويامل في انتهاء هذا الوضع الامني سريعا لمحاولة تعويض الخسائر التي تعرض لها. وتشير شيرين رجب موظفة لم نستطع الاستمتاع بفترة الاجازة والتي اوشكت علي الانتهاء دون السفر للمصيف او الذهاب لاي رحلة بحرية للهروب من حرارة الجو وتتساءل كيف اهييء ابنائي لاستقبال العام الدراسي الجديد وهم غير مؤهلين نفسيا فهم لم يستمتعوا باي نشاط ترفيهي خلال تلك الاجازة.