أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه تعب من الحرب, لكنه دافع عن ضرورة القيام بتحرك ولو محدود من قبل الولاياتالمتحدة ضد سوريا لمعاقبة النظام السوري لقتله مئات المدنيين بأسلحة كيميائية. واضاف أوباما: أنا وفريقي ندرس مجموعة من الإمكانات, وقال: مهما حدث, لا نفكر في عمل عسكري يشمل نشر جنود علي الأرض أو حملة طويلة نري إمكان عمل محدود وضيق, ودعا الرئيس الأمريكي العالم إلي عدم الوقوف مشلولا أمام الوضع في سوريا. وفي موسكو, رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الادعاءات الأمريكية المتعلقة باستخدام النظام السوري لأسلحة كيماوية, واصفا هذه الادعاءات بأنها محض هراء. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية( بي بي سي) أمس أن بوتين تحدي واشنطن وطالبها بتقديم ما لديها من أدلة لمجلس الأمن التابع لمنظمة الأممالمتحدة, واعتبر ألكسندر لوكاشيفيتش المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية مسألة توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا بدون إقرار مجلس الأمن الدولي بأنها أمر غير مقبول حتي لو كان محدودا. ومن جانبه, استبعد اندرس فوج راسموسن الأمين العام لحلف شمال الأطلنطي مشاركة الحلف بشكل مباشر في توجيه ضربة إلي سوريا, مؤكدا أن استخدام الحكومة السورية المفترض للأسلحة الكيميائية يتطلب ردا من المجتمع الدولي. ونقلت قناة روسيا اليوم عن راسموسن قوله لا أري دورا للحلف في رد دولي علي النظام السوري, واصفا استخدام الكيميائي بأنه عمل مرعب وفظيع. وأشار إلي أن الهجمات الكيميائية تشكل انتهاكا صارخا للمعايير الدولية وجريمة لا يمكن تجاهلها, ومشددا علي أن هذا الأمر يتطلب ردا دوليا لعدم تكراره, مضيفا ليس لدي أدني شك في أن النظام شن هجوما كيميائيا. ومن جانبه, أكد كبير بعثة مفتشي الأسلحة التابعة للأمم المتحدة في فترة ما قبل الحرب علي العراق هانز بليكس حتمية تقديم واشنطن أدلة دامغة تشير إلي المتورط الفعلي في الهجمات الأخيرة بالأسلحة الكيماوية في ضواحي العاصمة السورية دمشق قبل شن أية هجمة عسكرية ضد النظام السوري, رافضا اتهام طرف بعينه سواء المعارضة أو النظام في ذلك الصدد. وفي الوقت الذي غادر فيه خبراء الاممالمتحدة حول الاسلحة الكيميائية دمشق صباح أمس, أعلن مسئول أمني سوري أن بلاده تتوقع الضربة العسكرية الامريكية في اي لحظة وهي جاهزة للرد, وقال ردا علي سؤال لوكالة فرانس برس عما اذا كانت هناك استعدادات معينة لمواجهة هجوم محتمل يهدد به الغرب ردا علي هجوم كيميائي مفترض يتهم النظام بالوقوف وراءه, نتوقع العدوان في كل لحظة, ونحن جاهزون للرد في كل لحظة, وأضاف: سندافع عن شعبنا ووطننا بكل امكاناتنا وبكل ما أوتينا من قدرة. هذه البلطجة لن تمر من دون رد. ووصل مفتشو الأممالمتحدة حول الأسلحة الكيماوية إلي لبنان أمس عن طريق البر قادمين من سوريا حيث أنهوا مهمتهم في التحقيق في الهجوم الذي وقع في21 أغسطس في ريف دمشق. وأعلن المتحدث باسم الأممالمتحدة مارتن نيسيركي من نيويورك مساء أمس الأول أن الفريق أنهي عمله في سوريا, وأنه يعتزم اصدار تقرير سريعا بشأن الاستخدام المحتمل للأسلحة الكيماوية في النزاع السوري. وكان الفريق الذي يرأسه الخبير السويدي آكي سيلستروم وصل الي سوريا قبل أيام من وقوع الهجوم الكيميائي المفترض, وحصل علي موافقة السلطات السورية بالتحقيق في هذا الهجوم الذي تسبب بمقتل1429 شخصا, بحسب تقرير استخباراتي للولايات المتحدة. وأوضح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن الولاياتالمتحدة لن تكرر الخطأ الذي ارتكبته في العراق قبل عشر سنوات, عندما بدأت اجتياحا استنادا الي معلومات استخباراتية مغلوطة عن وجود اسلحة دمار شامل. وقال: إن أجهزة استخباراتنا اجرت تقييما متأنيا وإعادة تقييم للمعلومات.. لن نكرر ما حدث في العراق. وفي روما, حذرت وزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو من خطر انفجار عالمي في حالة القيام بعملية عسكرية ضد سوريا. وقالت الوزيرة- في حديث إلي قناة سكاي الإخبارية سيكون لسوريا رد فعل, وعلينا التخوف من ردود أفعال حزب الله وروسيا وإيران, أي أن هناك خطرا من تحول صراع مأساوي رهيب إلي انفجار قد يكون عالميا. وقارنت الوزيرة بين تبعات هجوم محتمل ضد سوريا وما حدث في صربيا عقب قصف كوسوفا عام1999, مؤكدة اختلاف الأمر في حالة سوريا لأن الرد قد يأخذ شكل انفجار إقليمي, بل وحتي عالمي, ورأت أن مواصلة الضغط الدبلوماسي والسياسي أكثر صعوبة وغير مبشر بالنجاح, لكنه الطريقة الوحيدة التي يمكن نهجها. وشددت علي أن تدخلا عسكريا دون تكليف من الأممالمتحدة قد يتسبب في تعقيدات وانقسامات جديدة. واختتمت الوزيرة تصريحاتها قائلة: إننا أمام برميل بارود حقيقي, وليس من الحكمة في بعض الأحيان إلقاء الثقاب في برميل بارود. وفي واشنطن, أفاد مسئولون أمريكيون بوصول سفينة حربية أمريكية سادسة في شرق البحر المتوسط قرب خمس مدمرات أمريكية مزودة بصواريخ كروز يمكن أن توجه قريبا ضد سوريا. ونقل راديو( سوا) الأمريكي أمس عن المسئولين قولهم إن سفينة الإنزال البرمائي سان انطونيو التي يوجد علي متنها مئات من أفراد المشاة البحرية موجودة في المنطقة لسبب مختلف, مؤكدين أنه لا توجد خطة لانزال مشاة البحرية برا في إطار أي عمل عسكري ضد سوريا. وأضاف المسئولون الأمريكيون أن السفينة تلقت الأوامر بالبقاء في شرق البحر المتوسط. وقال مواطنون سوريون إنهم تعرضوا لقصف ب قنابل النابالم الحارقة, ألقتها طائرات تابعة للجيش السوري علي مدينة أورم الكبري قرب محافظة حلب شمالي البلاد. ونقلت سكاي نيوز الناطقة باللغة العربية عن أحد أطباء مدينة أورم الكبري قوله إن سبعة علي الأقل قتلوا بينما أصيب50 آخرون في هذا الهجوم, موضحا أن الحروق التي ظهرت علي المصابين تشبه تلك التي تحدثها قنابل النابالم, ويأتي هذا الهجوم في ظل تصاعد حدة التصريحات الغربية المهددة بتوجيه ضربة عسكرية إلي دمشق, عقب هجوم النظام السوري بالكيماوي علي الغوطة الشرقية في ريف دمشق.