سعت الولاياتالمتحدةوفرنسا أمس الي تشكيل تحالف دولي ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا, بعد فشل مجلس الأمن في التوصل الي قرار بشأن الأزمة للمرة الثانية خلال24 ساعة, وعقب قرار البرلمان البريطاني رفض المشاركة في الضربة. وهو القرار الذي سعي المسئولون الأمريكيون الي التقليل من تأثيره علي قرارهم الا أن تسريبات من واشنطن أشارت الي أن قرار البرلمان البريطاني كان له وقع كبير عبر الاطلنطي, في الوقت الذي قالت فيه ألمانيا انها لن تشارك في العملية. وأكد تشاك هاجل وزير الدفاع الامريكي أمس أن الولاياتالمتحدة لا تزال تسعي الي بناء تحالف دولي للتصدي للهجوم المفترض بأسلحة كيماوية علي مدنيين من قبل دمشق. واضاف هاجل- خلال مؤتمر صحفي في مانيلا- أن نهجنا يقوم علي مواصلة العمل علي ايجاد تحالف دولي يتحرك بشكل موحد.وقال إن واشنطن تحترم قرار البرلمان البريطاني الذي رفض ب285 صوتا مقابل272 مساء أمس الاول مذكرة قدمها رئيس الوزراء ديفيد كاميرون تدافع عن مبدأ تدخل عسكري في سوريا. وقال هاجل إن كل بلد يتحمل مسئولية اتخاذ قراراته الخاصة,مضيفا اننا نواصل التشاور مع البريطانيين وجميع حلفائنا وهذه المشاورات تشمل سبل المضي قدما معا للرد علي هذا الهجوم بالاسلحة الكيماوية في سوريا. ومع تصويت البرلمان البريطاني سرت تكهنات بان توقيت التحرك العسكري الذي بدا وشيكا للعديد من المراقبين قد يتأخر, غير ان مساعدة المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف اكدت اننا نتخذ قراراتنا الخاصة تبعا لجدول زمني خاص بنا. واضافت ان استخدام اسلحة كيماوية من قبل النظام السوري ضد شعبه يمثل وضعا يهدد مصالح الامن القومي الامريكي. من مصلحتنا ان لا يبقي هذا الاستخدام من دون رد. ومن جانبه, أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا اولاند- في تصريحات لصحيفة لوموند الفرنسية-أن الرفض البريطاني لن يؤثر علي موقف فرنسا الداعي الي تحرك مناسب وحازم ضد دمشق. ولم يستبعد اولاند من جهة أخري توجيه ضربات جوية الي نظام دمشق قبل الاربعاء المقبل موعد انعقاد الجمعية الوطنية الفرنسية( البرلمان) لمناقشة الأزمة السورية, مؤكدا أن هناك مجموعة أدلة تشير إلي مسئولية نظام دمشق عن الهجوم الكيماوي يوم21 اغسطس الحالي وصرح جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي أمس بأن موسكو تعارض تبني اي قرار في مجلس الامن يجيز استخدام القوة ضد سوريا. وكان سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن قد عقدوا اجتماعا قصيرا بطلب من روسيا حليفة دمشق, دون أن ينجحوا في تقريب وجهات النظر بينهم. وفي هذه الاثناء, تزايد احتمال تحرك امريكي احادي ضد سوريا مع اعلان البيت الابيض ان الرئيس باراك أوباما سيحسم قراره بهذا الشأن وفقا للمصالح الامريكية بمعزل عن رفض مجلس العموم البريطاني اي ضربة عسكرية وعدم الحصول علي تفويض من الاممالمتحدة. وكان مسئولون امريكيون افادوا ان اوباما سيتحرك بشكل احادي ان كان ذلك ضروريا, لكن هذا الاحتمال اصبح واقعا مفروضا عليه مع التصويت البريطاني الذي كان له وقع كبير عبر الاطلنطي. و في برلين, قال وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله إن بلاده لن تشارك في ضربة عسكرية دولية ضد سوريا.ووصف هذه المشاركة بأنها غير مطلوبة أو موضوعة في حسباننا. وذكر فيسترفيله أن الدستور الألماني والقانون يضعان حدودا واضحة لمثل هذه المشاركات العسكرية, وقال: إننا نحث علي أن يتوصل مجلس الأمن إلي موقف مشترك وأن يتم اختتام عمل مفتشي الأممالمتحدة في أسرع وقت ممكن. وفي بكين, بحث وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال عدد من الاتصالات الهاتفية مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون, ونظيره الألماني فيسترفيله والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي القضية السورية والأزمة الحالية. وقالت الخارجية الصينية في بيان لها, إن وانغ تبادل وجهات النظر خلال الاتصالات مع الأطراف الدولية, وأضافت أنه أكد لبان كي مون, أن استخدام القوة لن يؤدي إلي حل المسألة السورية, مشيرا إلي أن خبراء الأممالمتحدة يجرون في الوقت الراهن تحقيقا في سوريا, مع تأييد الصين لإجراء تحقيق عادل وموضوعي ومهني دون ضغط خارجي. وفي القاهرة, قال مصدر دبلوماسي عربي كبير في الجامعة العربية للأهرام ان الجامعة تقوم حاليا باجراء اتصالات دبلوماسية مكثفة مع أطراف مختلفة لبحث الأزمة السورية والتعامل معها, في ضوء الوضع الخطير الذي يرتبط بمصير بلد عربي. وأضاف المصدر انه سيعقد غدا اجتماع للمندوبين الدائمين بالجامعة لبحث الأزمة تمهيدا لاجتماع وزراء الخارجية العرب الثلاثاء المقبل. الاتحاد الأوروبي: الصراع السوري وصمة عار في ضمير العالم من ناحية اخرى..وصف جوزيه مانويل باروسو رئيس المفوضية الأوروبية الصراع السوري بأنه "وصمة عار بالنسبة لضمير العالم". وخلال كلمة له أمام منتدى الباخ في النمسا، قال باروسو اليوم السبت إن الوضع في سورية "يذكرنا كيف أن الاحتقار المنهجي للمبادئ الديمقراطية وسيادة القانون يؤدي في النهاية إلى انهيار الأمن, الأمر الذي يؤثر علينا جميعا". وأضاف أن الأحداث الأخيرة أكدت أن الوضع في سورية يعد وصمة عار بالنسبة لضمير العالم. وأعرب باروسو عن اعتقاده بأن الربيع العربي أظهر مدى أهمية أن يتصرف الأوروبيون بشكل موحد.وجاء في نص خطاب باروسو والذي نشر في بروكسل أن "عالم المستقبل لن يبدو بالتأكيد أوروبيا كما كان في الماضي" مشددا على ضرورة توحيد ردود الأفعال الأوروبية في عالم ملئ بالكثير من الأطراف الفاعلة المهمة وذلك "حتى يتم الاستماع إلينا". وأوضح أنه على بعض الدول المشاركة في "الحفل العالمي" أن تشرك دولا أخرى في قوتها حتى لا تفقد هذه القوة.