كعادتها دائما تبقي الشعوب هي أول من تدفع فاتورة الإرهاب الغاشم, فاتورة باهظة وغالية الثمن تدفعها محافظات مصر من دماء أبنائها سواء مواطنين أبرياء أو مجندين سالت دماؤهم الزكية بعيدا عن مسقط رأسهم. أحداث مؤسفة تشهدها المحافظات في الآونة الاخية من قتل ونهب وحرق وسرقات ومحاولات لنشر الذعر بين المواطنين الأبرياء. تصرفات غير مسئولة تدفع بالبلاد لحافة الهاوية.. ففي السويس خسائر تدمير المدرعات والمدارس والكنائس وصلت ال30 مليون جنيه بالاضافة الي الخسائر البشرية وهي28 قتيلا و354 مصابا. ولم تكن السويس وحدها التي تكبدت خسائر فادحة جراء الإرهاب بل عانت كذلك جميع المحافظات. فاتورة ثقيلة بالغربية شهدت (ولا تزال) محافظة الغربية, حالة من أعمال العنف والشغب والإرهاب, خلال الأيام القليلة الماضية, خاصة عقب ثورة 6/30 الماضي, وزادت حدة هذه الأعمال الإرهابية بعد فض اعتصامي: رابعة والنهضة, حيث خرج أنصار جماعة الإخوان المسلمين في الشوارع والميادين. ولما كانت هناك حالة من الاحتقان بين جموع أبناء المحافظة تجاه الإخوان المسلمين, فقد نشب بين الطرفين العديد من الاشتباكات, التي استخدمت فيها أعمال العنف, ابتداء من القذف بالحجارة وانتهاء بإطلاق عشوائي لطلقات الرصاص من الأسلحة النارية, وفي هذا الاطار أكدت أجهزة الأمن بالغربية أنه تم القبض علي عدد كبير من أنصار الإخوان وبحوزتهم أسلحة نارية وبيضاء, مما أدي إلي مصرع 6 أشخاص, وإصابة أكثر من 300 آخرين, بينهم نحو 70 ضابطا وجنديا من قوات الأمن.. بالإضافة إلي استشهاد 8 من ضباط وجنود وأمناء الشرطة من أبناء المحافظة, في أحداث إرهابية أخري بمحافظات: شمال سيناء, والمحلة, وبني سويف.. كان من بينهم العميد مالك مهران, مدير مرور بني سويف, الذي استشهد بطلقات غادرة في أثناء مباشرة عمله أمام ديوان عام المحافظة, وعريف الشرطة عبد الله حسين المشد, الذي استشهد في عملية سطو مسلح علي سيارة نقل أموال خاصة بمكتب بريد العريش, بالإضافة إلي استشهاد رقيب أول شرطة خالد الجنزوري, من قوة الحماية المدنية بالعريش علي أيدي مجموعة من الإرهابيين. كما قام مؤيدو الرئيس السابق بعدة محاولات لاقتحام ديوان عام المحافظة ومبني مديرية الأمن, وقسم شرطة ثاني طنطا, وإشعال الحرائق بعدد من الكنائس بمدينة طنطا, مما جعل قوات الأمن تتعامل معهم بقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم, وقامت بمطاردتهم بالشوارع الجانبية. كما كان من مظاهر هذا الإرهاب الذي روع الآمنين بمحافظة الغربية قطع الطرق والسكة الحديد, حيث تم غلق ديوان عام المحافظة لمدة أسبوع, عقب عزل الرئيس السابق, وتوقفت عجلة الإنتاج بشركة مصر للغزل والنسيج بمدينة المحلة الكبري, والتي يعمل بها نحو 23 ألف عامل, بالإضافة لأكثر من 600 مصنع من مصانع القطاع الخاص, من جانبه, أكد الدكتور محمد نعيم, محافظ الغربية, أن الفترة التي تلت الموجة الثانية للثورة في 30 يونيو الماضي, تحتاج منا جميعا إلي تكاتف الجهود, مشيرا إلي أن وقوع أي أعمال عنف أو شغب في الشارع الغرباوي تؤثر بشكل كبير علي عملية التنمية والاستقرار. 5 ملايين جنيه حصاد الدمار في سوهاج شهدت سوهاج في الرابع عشر من أغسطس أحداثا دامية عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة خلفت وراءها قتلي ومصابين وتلفيات في المنشآت العامة والخاصة ودور العبادة. أسفرت الأحداث الدامية التي وقعت بميدان الثقافة أكبر ميادين المحافظة والشوارع المحيطة به عن مقتل 12 شخصا واصابة أكثر من 200 وتمكنت الأجهزة الأمنية باشراف اللواء إبراهيم صابر مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج من خلال حملة المداهمات التي قادها اللواء حسين حامد مدير المباحث الجنائية عن ضبط 28 من المتورطين في الأحداث حتي الآن واحالتهم للنيابة العامة. وفيما يخص الخسائر المادية فقد أمر المستشار حامد النجار رئيس نيابة شمال سوهاج الكلية بتشكيل لجنة من الوحدة المحلية لحي شرق لحصر الخسائر بمحيط الواقعة وأكدت اللجنة المكونة من عبدالرحمن أبوزيد وياسر محمود وعبدالنور فايز وجمال عبدالرحمن وناصر عبدالكريم وهاني ماهر أن عدد المحلات المضارة 15 محلا تجاريا وحرق 6 أتوبيسات و3 سيارات ملاكي تبلغ قيمتها 3 ملايين و740 ألف جنيه. وقالت فاطمة يوسف مدير عام قصر ثقافة سوهاج أنه في هذا اليوم الأربعاء الدامي قامت مجموعات كبيرة من المعتصمين بميدان الثقافة باقتحام مبني قصر الثقافة وتحطيم أسواره الخارجية واتلاف جميع محتوياته. ومن جانبه شكل اللواء محمود عتيق محافظ سوهاج لجنة لحصر خسائر وتلفيات مطرانية الأقباط الأرثوذكس وكنيسة مارجرجس أثر الحريق الذي تعرضت له وقدرت هذه الخسائر بحوالي 2 مليون و660 ألف جنيه. نار العنف تحرق مبني المحافظة بالبحيرة شهدت محافظة البحيرة خلال الفترة الماضية أحداثا مؤسفة لم تشهدها مراكز ومدن المحافظة من قبل. أسفرت عن مصرع 20 شخصا واصابة المئات من المواطنين, نتيجة الاشتباكات التي حدثت بين الأهالي وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين, بالاضافة إلي احراق ديوان عام المحافظة وقسم شرطة حوش عيسي في أحداث وصفت بالإرهابية, وأدت إلي مصرع واصابة المئات من المواطنين والقبض علي عدد كبير من البلطجية وقيادات الجماعة. وأكد اللواء دكتور أشرف عبدالقادر, مدير المباحث الجنائية بالبحيرة, أن المحافظة شهدت وقوع العديد من أعمال العنف, عقب عزل الرئيس مرسي, وترتب عليها وقوع ضحايا ومصابين من بين رجال الشرطة, حيث أصيب 7 ضباط و28 مجندا بقوات الأمن المركزي, بالاضافة إلي إحراق 4 سيارات شرطة ومدرعة لمكافحة الشغب الي جانب عدد من الدراجات البخارية التابعة لإدارة المرور بالاضافة إلي أعمال تخريبية بالعديد من المنشآت الحكومية والخاصة. ومن ناحيته أكد اللواء مصطفي هدهود, محافظ البحيرة, أنه نتيجة اعمال العنف والتخريب التي طالت ديوان عام المحافظة, فقد تم نقل مكتب المحافظ إلي قاعة المؤتمرات حتي يتم إصلاح ما أفسدته يد الارهاب والعنف. وفي الغربية دعا المحافظ الدكتور محمد نعيم جميع أبناء الغربية من كل التيارات والأحزاب والقوي إلي نبذ العنف, والحفاظ علي المنشآت والمباني, لأنها ثروات يمتلكها الشعب المصري وحتي تمر الفترة الانتقالية الحالية علي خير, مشيرا إلي أن الجميع أبناء وطن واحد هو مصر.